Advertisement

لبنان

20 مليون دولار هبة من العراق لإعمار لبنان.. والرئيس عون: نشكر الدعم العراقي

Lebanon 24
01-06-2025 | 05:47
A-
A+
Doc-P-1368974-638843795986731337.jpg
Doc-P-1368974-638843795986731337.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
 اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن "اللبنانيين يحفظون بامتنان المبادرات العراقية لمساعدتهم، في لائحة يطول تعدادها، خصوصاً في الازمة الاخيرة التي مر بها نتيجة الحرب الاسرائيلية عليه" . ولفت خلال لقائه رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني في القصر الحكومي في بغداد، الى "وجوب تعزيز التعاون بين مختلف الادارات العراقية واللبنانية، والى اهمية التعاون بين الجيشين العراقي واللبناني" . 
Advertisement

من جهته، اقترح الرئيس السوداني تشكيل لجنة مشتركة للتبادل التجاري واخرى للتنسيق السياسي والامني بين البلدين لما يعود بالمنفعة عليهما، وهو ما ايّده الرئيس عون. وشدد الرئيس السوداني على عمق العلاقات بين البلدين وعلى استعداد العراق الدائم لمساعدة لبنان في المجالات كافة، والرغبة في تطوير وتعزيز هذه العلاقات.

وقائع الوصول

وكان الرئيس السوداني استقبل الرئيس عون على مدخل القصر الحكومي العراقي، حيث صافحه والتقطت الصورة التذكارية قبل ان يصافحا اعضاء الوفدين اللبناني والعراقي. 

وعقد اجتماع موسع شارك فيه الى الرئيسين عون والسوداني، عن الجانب العراقي: مدير مكتب رئيس الوزراء احسان العوادي، رئيس جهاز الامن الوطني عبد الكريم البصري، وعدد من المستشارين. فيما حضر عن الجانب اللبناني: السفير اللبناني لدى العراق علي حبحاب، مدير عام الامن العام اللواء حسن شقير، المستشارون: العميد اندريه رحال، جان عزيز، نجاة شرف الدين، مدير الاعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا.

بداية، رحب الرئيس السوداني بالرئيس عون واكد عمق العلاقات مع لبنان وتجذرها، كما ابدى ارتياحه لانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة. ثم تحدث عن "الاستعداد الدائم" لتقديم المساعدات للبنان انطلاقا مما يجمع بين البلدين الشقيقين من اواصر المحبة والتعاون.

واشار الى وجود الكثير من القواسم المشركة بين البلدين، لافتاً الى ان العراق يدعم مواقف الدولة اللبنانية واهمية الاستقرار في لبنان والمنطقة، واقترح تشكيل لجنة مشتركة للتبادل التجاري، واخرى للتنسيق السياسي والامني، وهو امر ايّده الرئيس عون، معتبراً ان التنسيق على الصعيد الامني خصوصاً بين البلدين يصب في مصلحتهما.

كما تطرق الرئيس السوداني الى قمة بغداد، وما نتج منها من قرارات لا سيما صندوق التعافي الذي اقترحه وتقديمه مساهمة بقيمة 20 مليون دولار للبنان، ومبلغ مماثل للفلسطينيين، معرباً عن الجهوزية لوضع آلية لدعم هذا الصندوق.

وشكر الرئيس عون للرئيس السوداني حفاوة الاستقبال، ومبادرته في القمة العربية، مركزاً على اهمية العلاقات بين لبنان والعراق وضرورة تفعيلها في كل المجالات، واكد ان اللبنانيين يحفظون بامتنان المبادرات العراقية لمساعدتهم، في لائحة يطول تعدادها، خصوصاً في الازمة الاخيرة التي مر بها نتيجة الحرب الاسرائيلية عليه.

كما تحدث عن التعاون بين مختلف الادارات العراقية واللبنانية، لافتاً الى اهمية التعاون بين الجيشين العراقي واللبناني. 
وتناول الرئيس عون الوضع في غزة والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين هناك، مشدداً على وجوب التعاون لدعم لقضية الفلسطينية في المحافل الاقليمية والدولية وحل الدولتين، وفقاً للمبادرة العربية التي اقرتها قمة بيروت 2002، وضرورة التوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

ووجه الرئيس عون دعوة الى الرئيس السوداني لزيارة لبنان، مركزاً على تعويل اللبنانيين على رؤية اشقائهم العراقيين في الربوع اللبنانية للترحيب بهم.

خلوة ثنائية
بعد ذلك، عقدت خلوة بين الرئيسين استمرت ثلث ساعة، توجها بعدها الى قاعة كبيرة في القصر الحكومي حيث عقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً.

الرئيس السوداني


بداية، تحدث رئيس الوزراء العراقي فقال: "كل الترحيب بفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون والوفد المرافق، بغداد تحتفي بكم وبكل زوارها الكرام. ان تاريخ العلاقات العراقية- اللبنانية يؤكد اننا امام علاقة متميزة بين بلدين شقيقين على المستوى الشعبي وعلى المستوى الحكومي، وهو ما نطمح الى تعزيزه وتطويره، وهذه الزيارة هي فرصة مهمة لتحقيق هدف التكامل وتعزيز العلاقة على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة" .

أضاف: "يدعم العراق تماسك لبنان واستقراره ووحدته، ومؤسسات الدولة اللبنانية، والسيادة على كل ارضه، ويرفض كل ما يتجاوز هذا الامر، وهو ما سيعمل عليه خلال ترؤسه القمة العربية. لقد وقف العراق، بمرجعياته الدينية وقواه السياسية وفعالياته الشعبية، مع لبنان خلال العدوان، ونستذكر هنا بيان سماحة المرجع الاعلى السيد السيستاني الذي دعم فيه جهود وقف العدوان الهمجي وحماية الشعب اللبناني" . 

وتابع: "اننا، انطلاقاً من روح التضامن التي نؤكد عليها، سوف نستمر بتقديم كل اشكال الدعم للشعب اللبناني الشقيق، ونجاح القوى السياسية الوطنية اللبنانية في انتخابكم، وتشكيل الحكومة برئاسة دولة الاخ نواف سلام، هي خطوات واثقة كنا ننتظرها مثلما انتظرها الشعب اللبناني الشقيق، ونحن ندعم التوافق السياسي الداخلي للبنان، في اطار التزامنا بمنهجنا الاساس في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. 
لقد اجرينا اليوم حواراَ مهماً حول الفرص المشتركة في مجالات الطاقة والاتصالات والتبادل التجاري، ونسعى الى التكامل والشراكة الاقتصادية الكبيرة والمتشعبة مع لبنان، وكذلك ندعم تعاون القطاع الخاص في البلدين.
في الوقت الذي نجدد فيه ادانتنا للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، ونعتبرها خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، نكرر تأكيدنا على ضرورة تطبيق القرار الاممي 1701 بالكامل، والمجتمع الدولي مطالب وملزم بأداء التزاماته في التطبيق الكامل غير الانتقائي للقرار الدولي من اجل دعم الاستقرار ووقف العدوان. وخلال اللقاء اكدنا على موقفنا في دعم سيادة واستقلال سوريا، وحفظ كامل ترابها ورفض الاعتداء عليها، والسياسات التي تؤدي الى اشعال الفتنة الطائفية والعرقية، وتهدد تماسك نسيج المجتمع السوري.
وفي ما خص القضية الفلسطينية، نسعى الى وقف هذا العدوان الهمجي، والابادة الجماعية وسياسة التجويع ضد المواطنين الابرياء في غزة، ويجب اغاثة اهلنا الغزاويين وانقاذهم من المجاعة والهلاك والموت والدمار الذي يحيط بهم، وسط صمت دولي مريب وغير مسؤول. ومن دون حل شامل وعادل وانساني للقضية الفلسطينية، لا نرى جدوى من طرح الحلول الترقيعية، مع استمرار القتل الممنهج".

واردف: "اكدنا في قمة بغداد نهج العراق الساعي الى تأييد كل ما من شأنه وقف العداون، وحماية الشعبين اللبناني والفلسطيني. وقد طرح العراق مبادرة الصندوق العربي لدعم جهود التعافي واعادة الاعمار ما بعد الازمات والصراع، وهي مبادرة حظيت بتأييد عربي ونعوّل عليها لانجاز الكثير، خصوصا هلال فترة رئاستنا للقمة العربية.
تقدم العراق بدعم اوليّ بقيمة 20 مليون دولار لاعمار لبنان، ومستعدون للعمل وفق الآليات المناسبة لتفعيل واستكمال هذا المسار لصالح لبنان، وسنواصل مساعينا انطلاقا من مسوؤلياتنا خصوصا هذا العام الذي يتولى فيه العراق رئاسة مجلس جامعة الدول العربية.
نكرر ترحيبنا بفخامة الرئيس السيد جوزاف عون والوفد المرافقق له، فأهلاً وسهلاً بكم مرة اخرى."

الرئيس عون

ثم القى الرئيس عون الكلمة التالية:
 سيادةَ رئيسِ مجلسِ وزراءِ جمهوريةِ العراق، الأخِ العزيز محمد شياع السوداني، الحضورُ الكريم، 
منذ آلافِ السنين، شاءَ التاريخُ أن يجمعَ في مصادفاتِه المُعبِّرة، بين بلادِ ما بين النهرين وبلادِ الأرز... فليسَ تفصيلاً أن يكونَ أولُ تنظيمٍ للحياةِ البشريةِ العامة في مجتمعٍ، قد وضعَه حمورابي هنا... 
وأولُ مدرسةٍ في التاريخِ للحقوق، كانت في بيروت... هذا لأننا كنا، وما زلنا معاً، مهجوسين بحقوقِ ناسِنا وانتظامِ حياتِهم، بما يحققُ خيرَهم الأسمى ... وأصرَّ التاريخُ، منذ تلك الألفيات البعيدة، على أن نترافقَ معاً... 
منذ بداياتِ دولِنا في عشريناتِ القرنِ الماضي... وصولاً حتى يومِنا هذا... ظلت بيروتُ عاشقةً للسيّاب والجواهري ونازك الملائكة،  وكلِ عمالقةِ الأدبِ العراقي الحديث ... وظلت بغدادُ تُنشدُ "موطني موطني"، من نغماتِ المُبدعِ اللبناني محمد فليفل . ..وظلّ يرافقُنا في تلك المراحلِ كلِها، تحدّيان اثنان: 
أولاً، كيف نكرّسُ مفهومَ "الهوية الوطنية"، داخلَ كلِ بلدٍ من بلدانِنا... بما يحققُ التوافقَ والتوازنَ الداخليين... ووحدةَ الدولة معاً ... فتكونُ خصوصيةُ كلِ جماعةٍ من جماعاتِنا الوطنية التاريخية، محترمةً بالكامل...  
ولا يكونُ أيُ انعزالٍ أو تطرّفٍ أو أفكارٍ هدّامةٍ ... نصونُ الحرية ضمنَ التنوّعِ والتعدّد... ونحفظَ سلمَنا الأهلي ... من دون الانتقاصِ من فاعليةِ الدولة...  
ثانياً، كيف نؤكدُ مبدأَ دولتِنا الوطنية السيدة، في محيطِنا وفي عالمِ اليوم... بلا استعداءٍ لأحد... ولا استتباعٍ لأحد... فتكونَ كلُ دولةٍ من دولِنا، سيدةً حرةً مستقلةً فعلاً ... وتكونَ في الوقت نفسِه، جزءاً من إطارٍ إقليميٍ واسعٍ، للتعاونِ والتكاملِ والتبادلِ، حتى أقصى الحدود". 

أضاف: "السيد الرئيس، إسمحوا لي أن أقولَ بأنْ آنَ الأوانُ لتحقيقِ الأمرين ... في الأمرِ الأول، الحلُ لإشكاليةِ هويتِنا الوطنية داخلَ دولتِنا الناجزة ... أستلهمُه حرفياً، من موقفٍ أصيلٍ عميقٍ، لسماحةِ المرجعِ الديني الأعلى،  السيد علي الحسيني السيستاني، في تشرينَ الثاني (نوفمبر) الماضي ... حين وضعَ خارطةَ طريقٍ بديهيةً للحل ... إذ دعا "النخبَ الواعية، إلى أن يأخذوا العِبرَ من التجاربِ التي مرّوا بها ... ويعملوا بجدٍّ في سبيلِ تحقيقِ مستقبلٍ أفضلَ لبلدِهم ... ينعمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والرُقيِ والازدهار... وذلك عبرَ إعدادِ خططٍ عِلمية وعملية لإدارةِ البلد... اعتماداً على: مبدأِ الكفاءةِ والنزاهة في تَسَنُّمِ مواقعِ المسؤولية... ومنعِ التدخلاتِ الخارجية بمختلفِ وجوهِها... وتحكيمِ سلطةِ القانون... وحصرِ السلاحِ بيدِ الدولة... ومكافحةِ الفسادِ على جميع المستويات"... انتهى كلامُ سماحتِه ... ولا نزيدُ عليه حرفاً ... أما كيف نكونُ دولاً وطنية سيدة، في إطارِ تعاونٍ عربيٍ عصريٍ حديثٍ ... فهذا ما أعلنتُه سابقاً ... واسمحوا لي بأن أكررَه...  
نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة... نظامٌ قائمٌ على تبادلِ المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبِنا... وتنميتِها ومضاعفتِها ... نظامٌ عربيٌ مُمأسسٌ ومُقَوْننٌ في إطارِ اتفاقياتٍ ثنائيةٍ ومشتركة... بما يتبلورُ تدريجياً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة ... تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية كافة... في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها... وكما قلتُ في القاهرة أكررُ من بغداد ...  قد نبدأُ من مجالٍ واحدٍ، أو بين بلدين اثنين فقط ... ثم نتوسّع ... هكذا قامت اتحاداتُ المصالحِ الاقتصادية في عالمِنا المعاصر ... وقد آنَ الأوانُ لنا، لنحيا أحراراً كِراماً، في هذا العالم ".  

وتابع: "السيد الرئيس، بهذه الرؤية، نحققُ خيرَ شعوبِنا وبلدانِنا ...  وبهذه الرؤية، نرى فلسطينَ دولةً مستقلة...ضمن سلامٍ عادلٍ شاملٍ لمنطقتِنا ... وهو ما نتطلّعُ إلى خطواتِه العملية ... عبر المؤتمرِ الذي دعت إليه كلٌ من الشقيقة، المملكلة العربية السعودية، والصديقة فرنسا، هذا الشهر في نيويورك ... والذي نؤكدُ اهتمامَنا به، ومتابعتَنا لتحضيراتِه ومجرياتِه ونتائجِه المرجوة . وبهذه الرؤية، نستعيدُ حقوقَ كلِ بلدٍ من بلادِنا ...  فلا نكتفي بإدانةِ واجبةٍ، لاعتداءاتِ اسرائيلَ على لبنان، وعلى سوريا ... وتأكيدِ رفضِنا ما يُرتكبُ بحقِ المدنيين في غزة ". 

وقال رئيس الجمهورية: "إن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان ... واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ ... من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات ... حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً... ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد ... يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ "الترياقَ من العراق"، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق ...  
السيدُ الرئيس، الأخُ الصديق، 
وأنا الآنَ في بغداد، أتذكّرُ بوجدانٍ عراقيٍ صافٍ، أبياتَ الجواهري الرائعة: 
لبنـانُ يا خمري وطيبي / لا لامستكَ يدُ الخطوب ِ
لبنـانُ يا غُرفَ الجَنــان ِ / الناضحــات ِ بكـلِ طيب ِ
لبنـانُ يا وطني إذا / حُـلِـئتُ عن وطني الحـــبيــبِ 
ولحظةَ أعودُ إلى بيروت، سأتذكرُ بوفاءٍ لبنانيٍ خالصٍ، جواهرَ الأخطل الصغير: 
بغدادُ يا شغفَ الجمالِ / وملعبَ الغـزلِ الـطَـروبِ
بغدادُ يا وطنَ الجهـادِ / ومَرضَعَ الأدبِ الخصيبِ 
قولي لشمسِك لا تغيبي / وتـكبَّدي فَـلـكَ الـقـلـوب
عاش العراق ، عاش لبنان".   

مأدبة غداء

ثم اقام الرئيس السوداني مأدبة غداء على شرف الرئيس عون والوفد اللبناني المرافق، استكمل خلاله بحث المواضيع والملفات التي كانت مدار بحث خلال اللقاء بينهما في مقر القصر الحكومي.
وبعد انتهاء الغداء، توجه الرئيس عون الى مقر البطريركية الكلدانية للقاء البطريرك لويس روفائيل الاول ساكو.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement
08:41 | 2025-06-02 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك