أغيثوهم...

ملايين السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين.. ملايين العرب ينزحون ذات الشمال وذات اليمين، يفتشون عن مأوى ومأكل، يفتشون عن خيمة تقيهم حُمم النار المتساقطة في بلادهم، بعضها منذ اثنتي عشرة سنة كما في العراق، وبعضها منذ ستة أشهر كما في اليمن، وبعضها ما بينهما مثل سوريا وليبيا، ووحده المولى يعرف من هم اللاحقون. ربّما صورة إيلان الطفل السوري الذي قضى غرقاً مع شقيقه وأمه حرّكت مشاعر الملايين في كلّ العالم، ربّما قتل الآلاف في حروب لا تتوقف وتستعمل فيها كافة الأسلحة المحرّمة لا تحرك مشاعر. تدمير البيوت، المصانع، المحلات والآثار.. تحرك أقل . أحدٌ من صنّاع القرار في الدول التي تحرّكت فيها مشاعر المواطنين لا يتوقف عن تحريض وتذخير وتوظيف الحروب في منطقتنا في مستنقع مصالحه وتجاراته. أنا كلبناني لم أشعر أنّي وأبناء بلدي قد قصّرنا، فلبنان أكثر بلد استضاف نازحين نسبةً لمساحته وعدد سكانه، ولبنان أقل بلدٍ ظهرت فيه النزعة العنصرية الحقيقية (لا اللفظية) حول وجود النازحين. لكنّي أشعر بالخيبة - كما دائماً- من العرب، ومن مجتمع دولي خبُرتُ أنّه يَعِدُ ولا يفي، وأنّه جزء من المشكل لا جزء من الحل. يبقى أنّ المجتمعات الحيّة تستطيع الضغط على قادتها لأنّ أؤلئك مضطرون للإستماع إلى شعوبهم. إلى هؤلاء، إلى الناس الذين يقرأون العربية في كلّ بلاد العالم استصرخكم.... أغيثوهم.. أغيثوهم لا مغيث لهم إلّا الله وأنتم. (خلدون الشريف)