يشهد سوق الألماس العالمي تحولاً جذرياً مع صعود الألماس المخبري الصيني (Lab Grown Diamond)، الذي أصبح بديلاً مباشراً للألماس الطبيعي من حيث النقاء والجودة، وبأسعار تقل بنسبة تصل إلى 80%.
هذا التحول انعكس على توازنات السوق الدولي، بعد أن نجحت
الصين في إنتاج الألماس داخل معاملها خلال أيام، عبر تقنيات تعتمد ضغطاً وحرارة عالية أو ترسيب البخار الكيميائي، ما منحها القدرة على توفير كميات ضخمة وبجودة مستقرة.
وتشير التقديرات إلى أن
مقاطعة خنان أصبحت مركز هذا التوسع، إذ تنتج وحدها ما يقارب 95% من الإمدادات العالمية من الألماس الصناعي. وتفيد تقارير صينية بأن معامل الإنتاج هناك تطرح أكثر من 20 مليون ماسة أسبوعياً، عبر خطوط تصنيع مدعومة بتمويل حكومي وتقنيات متطورة.
هذا الانتشار دفع شركات الألماس الكبرى حول العالم إلى تغيير استراتيجياتها؛ فبعد
سنوات من محاولة الحد من دخول الألماس المخبري للسوق، اتجهت علامات كبرى، مثل De Beers، إلى إطلاق خطوط
ألماس صناعي خاصة بها مثل Lightbox، سعياً لحماية مكانة الألماس الطبيعي باعتباره منتجاً فاخراً ونادراً، مقابل تقديم المخبري كخيار يومي أو موضة شبابية.
وتكشف البيانات الاقتصادية أن سوق الألماس المخبري بلغ نحو 24 مليار دولار في عام 2022، مع توقعات ببلوغه 60 مليار دولار بحلول 2032، بمعدل نمو يقارب 10% سنوياً. ويأتي قطاع الموضة والمجوهرات في مقدمة المستفيدين، إذ استحوذ على أكثر من ثلثي الإيرادات.
كما تظهر المؤشرات انخفاض أسعار الألماس الطبيعي بنحو 40% منذ 2023، نتيجة تراجع الطلب في الأسواق الآسيوية لصالح المنتج المخبري، بما غيّر قواعد الرفاهية والندرة والاستثمار في القطاع، ونقل الألماس من سلعة نخبوية إلى منتج متاح لجيل الشباب ضمن أزيائهم واستخداماتهم اليومية.