احتدم السجال داخل مجتمع العملات المشفّرة بعد الارتفاع الحاد في سعر عملة "زدكاش" Zcash، المعروفة كإحدى أهم عملات الخصوصية، متجاوزة حاجز 700 دولار ومحققة مكاسب تُقدَّر بنحو 1500% منذ أكتوبر. هذه القفزة أعادت طرح سؤال قديم – جديد: هل تبقى "بيتكوين" وحدها "العملة الشرعية" في نظر المتشددين، أم أن عملات الخصوصية تدخل بقوة إلى قلب المشهد؟
الرئيس التنفيذي لشركة "Bitwise" الاستثمارية هانتر هورسلي أشعل
النقاش بمنشور على منصة "اكس" قال فيه إن من يصرّون على أن "العملة المشفّرة الآمنة الوحيدة هي بيتكوين وكل ما عداها احتيال، سيجدون صعوبة في تفسير ما يجري مع Zcash الآن". لكن الرد جاء سريعاً من أصوات محسوبة على معسكر بيتكوين، اعتبرت ما يحدث مجرد "ضخ منسّق لعملة يسيطر عليها
رأس المال المغامر يمكن وصفه بالاحتيال".
في المقابل، دافع داعمو "زدكاش" بقوة عن العملة، وبينهم
ميرت ممتاز، الرئيس التنفيذي لشركة "Helius"، الذي وصف انتقادات مجتمع بيتكوين لعملات الخصوصية بأنها "نظريات مؤامرة"، مؤكداً أن صعود Zcash يعكس طلباً حقيقياً على أدوات تعزّز سرية الهوية والمعاملات على البلوكشين، في مواجهة الشفافية الكاملة التي تميز بيتكوين.
ارتفاع Zcash إلى أعلى مستوى لها منذ 8 سنوات وتجاوزها عملة "مونيرو" XMR لتصبح أكبر عملة خصوصية من حيث القيمة السوقية بأكثر من 11.2 مليار دولار، أعاد ملف الخصوصية إلى الواجهة في سوق الكريبتو. وباتت العملة حالياً في المركز
الثاني عشر عالمياً من حيث القيمة السوقية، وتقترب من دخول قائمة أكبر 10 عملات مشفّرة على حساب عملات كبرى مثل "كاردانو" ADA التي تتجاوز قيمتها 17 مليار دولار.
هذا الزخم جذب أيضاً مستثمرين كباراً؛ إذ كشف مؤسس منصة "BitMEX" آرثر هايز أن Zcash أصبحت ثاني أكبر أصل سائل في محفظة مكتبه العائلي "Maelstrom" بعد بيتكوين مباشرة، ما يعكس رهاناً متزايداً داخل دوائر الاستثمار المحترفة على أن عملات الخصوصية لن تبقى في هامش السوق طويلاً، بل قد تتحول إلى أحد أهم خطوط المواجهة بين فلسفة "الشفافية الكاملة" وحق المستخدم في الإخفاء والسرية. (العربية)