قالت دراستان جديدتان إن الأشخاص الذين يخضعون لعمليات جراحية على يد جرّاحات نساء يكونون أقل عُرضة للمضاعفات مقارنةً بالأشخاص الذين يخضعون للجراحات على يد أطباء رجال.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة الأولى، التابع لمستشفى «ماونت سيناي» في تورونتو، بالنظر في المضاعفات الطبية، واحتمالات العودة إلى المستشفى، ومعدلات الوفاة، لما يقرب من 1.2 مليون مريض في أونتاريو بين عامي 2007 و2019 بعد الخضوع لعمليات جراحية. وتضمنت السجلات 25 عملية جراحية مختلفة على القلب والدماغ والعظام والأعضاء والأوعية الدموية.
وأظهر التحليل، الذي نُشر في مجلة «جاما»، أنه بعد 90 يوماً من الجراحة، كان 13.9% من المرضى الذين عولجوا على يد جراح ذكر يعانون من «مضاعفات سلبية بعد العملية الجراحية»، وهو مصطلح شامل يشمل الوفاة والمضاعفات الطبية التي تتراوح بين المشكلات التي تتطلب جراحة أخرى والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وأشار الباحثون إلى أن هذه النسبة كانت أقل لدى المرضى الذين خضعوا لجراحات على يد طبيبات نساء، حيث بلغت نسبة حدوث المضاعفات 12.5%.
وكان أداء المرضى الذين خضعوا لعمليات على يد جرّاحات أفضل بعد عام واحد من العملية أيضاً، حيث تعرض 20.7 في المائة منهم لحدث سلبي بعد العملية الجراحية، مقارنةً بـ25 في المائة من أولئك الذين عاينهم الجراحون الذكور. وعندما نظر الأطباء فقط إلى حالات الوفاة بعد الجراحة، كان الفرق أكثر وضوحاً، كان المرضى الذين أُجريت لهم عمليات على يد جراحين ذكور أكثر عرضة للوفاة بنسبة 25% بعد عام واحد من الجراحة مقارنةً بأولئك الذين خضعوا لعمليات على يد إناث.
وترسم الدراسة الثانية التي أُجريت على 150 ألف مريض في السويد صورة مماثلة. فقد قام الباحثون التابعون لمعهد «كارولينسكا» في استوكهولم بمراجعة البيانات الصحية للمرضى بعد إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة. ووجدوا أن المرضى الذين خضعوا للعملية على يد جرّاحات عانوا من مضاعفات أقل وبقوا في المستشفى لمدة أقصر من أولئك الذين خضعوا للجراحة على يد جراحين ذكور.
وما زال الباحثون ينظرون في الأسباب المحتملة لهذه العلاقة، لكن السجلات تشير إلى أن الجرّاحات يملن إلى العمل بشكل أبطأ وبالتالي يكنّ أكثر دقة.
وأكد فريق الدراسة الكندية أن هذه النتائج تشير إلى ضرورة جذب المزيد من النساء إلى العمل في الجراحة.