يُعدّ توقيت النوم عاملًا أساسيًا في الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، إلا أن كثيرين يتجاهلونه في ظل وتيرة الحياة المتسارعة.
في هذا السياق، حذّر الدكتور سوراب سيثي، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والمقيم في كاليفورنيا، من التأثيرات السلبية للسهر لما بعد منتصف الليل، مشيرًا إلى انعكاساته على وظائف الجسم وجودة الحياة.
وأوضح أن النوم المتأخر يرتبط بزيادة الوزن وخلل في المزاج وارتفاع التوتر وضعف الأداء الذهني، وقد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وفي مقطع فيديو نُشر عبر حسابه على "تيك توك"، قال سيثي، إن النوم بعد منتصف الليل بشكل متكرر يخلّ بالتوازن الجسدي والنفسي ويُضعف وظائف الجسم الحيوية، لا سيما عند النوم أقل من 7 إلى 9 ساعات يوميا، وهي المدة التي يوصي بها الأطباء.
ويؤدي السهر إلى اضطراب هرموني الجوع والشبع، ما يدفع الإنسان لتناول وجبات غير صحية. وبيّنت دراسة نُشرت في مجلة JAMA أن من ينامون بعد منتصف الليل ترتفع لديهم احتمالات زيادة الوزن بنسبة 20% مقارنة بمن ينامون ما بين الثامنة والعاشرة مساء.
كما يؤثر السهر على توازن الهرمونات، ما يؤدي إلى زيادة مستويات الكورتيزول وهرمون التوتر، ويجعل الشخص أكثر انفعالا.
ويعزز النوم المبكر الذاكرة والوظائف المعرفية، فيما يؤدي السهر إلى انخفاض الأداء الذهني والإدراكي.
وأشار سيثي إلى أن النوم في وقت مبكر قد يساعد أيضا في الوقاية من أمراض القلب. فدراسة أجرتها
مؤسسة القلب البريطانية وجدت أن النوم بين الساعة العاشرة والحادية عشرة مساء يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي نتائج دعمها بحث نُشر في المجلة الأوروبية لأمراض القلب.
وختم الطبيب نصيحته قائلا: "الحرص على النوم قبل منتصف الليل والالتزام بروتين نوم منتظم يضمن لجسمك التوازن ويحسّن المزاج ويقيك من أمراض خطيرة على المدى البعيد".