Advertisement

صحة

علاقة صادمة بين الكوابيس المتكررة وحالات الوفاة المبكرة... دراسة تكشف!

Lebanon 24
24-06-2025 | 14:03
A-
A+
Doc-P-1382065-638863960600719827.png
Doc-P-1382065-638863960600719827.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

أظهرت دراسة حديثة علاقة قوية بين تكرار الكوابيس وتسريع عملية الشيخوخة، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في خطر الوفاة المبكرة قبل بلوغ سن السبعين.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من كوابيس أسبوعية يكونون عرضة للوفاة المبكرة بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بمن نادراً ما يختبرون هذه الحالة، مما يضع الكوابيس المتكررة في خانة عوامل الخطر الصحية الخطيرة، متقدمة على التدخين والسمنة وقلة النشاط البدني.

قاد فريق البحث، برئاسة الدكتور أبيديمي أوتايكو من معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة وكلية إمبريال كوليدج لندن، تحليل بيانات أكثر من 185 ألف مشارك، منهم 2429 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، و183,012 بالغاً بين 26 و86 عاماً، على مدار 19 عاماً.

وكشفت الدراسة أن تأثير الكوابيس لا يقتصر على الإزعاج الليلي فحسب، بل يمتد ليشمل تأثيرات عميقة على الوظائف البيولوجية الحيوية في الجسم. إذ إن تكرار الكوابيس يعرقل دورة النوم الطبيعية بشكل حاد، مما يحرم الجسم من عمليات الإصلاح الخلوي الضرورية التي تتم عادة خلال النوم.

ويرجع ذلك إلى الاستجابة الفسيولوجية المكثفة التي يثيرها الجسم أثناء حدوث الكوابيس، حيث تتفاعل أنظمة الجسم مع الخوف كما لو كان تهديداً حقيقياً، مما يؤدي إلى استجابات بيولوجية تؤثر سلباً على الصحة العامة على المدى الطويل.

ويشرح الدكتور أوتايكو هذه الآلية بقوله: "عندما نختبر كابوسا، يستجيب الجسم كما لو كان الخطر حقيقيا، حيث تنشط استجابة الكر أو الفر بشكل كامل، ما يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. والمثير للدهشة أن هذه الاستجابة قد تكون أكثر حدة من تلك التي نختبرها في المواقف المقلقة أثناء اليقظة".
Advertisement

وهذا التفاعل الفسيولوجي المكثف له عواقب بعيدة المدى. فمع تكرار حدوث الكوابيس، يتعرض الجسم لموجات متتالية من هرمونات التوتر التي تساهم في تسريع عملية الشيخوخة الخلوية. وتشير البيانات إلى أن هذه الآلية تفسر نحو 40% من زيادة خطر الوفاة المبكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من كوابيس متكررة.

والأكثر إثارة للقلق هو أن هذه النتائج ظلت ثابتة عبر مختلف الفئات العمرية والجنسيات والحالات الصحية النفسية. وحتى الكوابيس التي تحدث على فترات متباعدة (مرة شهريا) أظهرت ارتباطا واضحا بعلامات الشيخوخة المتسارعة.

ويؤكد الباحثون أن الكوابيس من المشكلات القابلة للعلاج، ويوصون باتباع استراتيجيات بسيطة مثل تحسين النوم، وإدارة مستويات التوتر، وعلاج أي حالات كامنة من القلق أو الاكتئاب. كما ينصحون بتجنب المحفزات السلبية مثل الأفلام المرعبة قبل النوم.

وتفتح هذه النتائج الباب أمام فهم أعمق للعلاقة المعقدة بين الصحة النفسية والجسدية، وتؤكد على أهمية معالجة اضطرابات النوم ليس فقط من منظور تحسين جودة الحياة، ولكن أيضا كإجراء وقائي ضد الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك