في ظلّ أسلوب الحياة السريع والضاغط، يبدو تخصيص وقت طويل لممارسة الرياضة تحدّيًا لا ينجح فيه كثيرون. لكن
ماذا لو كانت خمس دقائق فقط من المشي السريع قادرة على تقليل خطر الإصابة بالسرطان؟
هذا ما توصلت إليه دراسة حديثة نُشرت في مجلة Cancers العلمية، حيث أظهرت أن النشاط البدني
القصير والقوي، حتى لو دام أقل من خمس دقائق يوميًا، قد يقلل خطر الإصابة بأنواع معيّنة من السرطان بنسبة تصل إلى 30%.
الدراسة اعتمدت على متابعة بيانات أكثر من 22 ألف شخص بالغ، وتمّ استخدام أجهزة لقياس النشاط البدني، ما أعطى نتائج دقيقة حول تأثير الحركات اليومية القصيرة، كالمشي السريع أو صعود الدرج. الباحثون وجدوا أن الأشخاص الذين مارسوا نشاطًا بدنيًا قوّيًا متقطعًا لمدة تراوحت بين 3.5 و4.5 دقائق يوميًا، سجّلوا انخفاضًا ملحوظًا في احتمالات الإصابة بالسرطان، خاصة الأنواع المرتبطة بنمط الحياة مثل سرطان القولون والثدي.
وبحسب توصيات
منظمة الصحة العالمية، يُنصح عادةً بممارسة 150 دقيقة من النشاط المعتدل أسبوعيًا، أي نحو 21 دقيقة يوميًا. لكن هذه الدراسة تثبت أن حتى القليل من الحركة له أثر ملموس، ما يفتح الباب أمام تغييرات بسيطة وسهلة التطبيق في الحياة اليومية، من دون الحاجة للانضمام إلى نادٍ
رياضي أو اتباع روتين مرهق.
وتعليقًا على النتائج، قال أحد معدّي الدراسة:
"رسالتنا واضحة: حتى لو لم تكن رياضيًا، يمكن لحركات صغيرة وعفوية يوميًا أن تُحدث فرقًا كبيرًا في صحتك المستقبلية."
المشي السريع يحفّز
الدورة الدموية، ينشط الجهاز المناعي، ويساعد في تنظيم الهرمونات والوزن، وهي كلها عوامل تساهم في الوقاية من أمراض مزمنة وخطيرة كمرض السرطان.
في حين تكثر فيه التحذيرات الصحية، قد يكون الحلّ أبسط مما نعتقد. فـ بضع دقائق من الحركة كل يوم قد تساوي حياة أطول وأكثر صحّة. ولعلّ أفضل وقت للبدء... هو الآن.