بالنسبة للبعض، لا تعني الموسيقى ذكريات جميلة فقط، بل قد تعيدهم قسرًا إلى لحظات مؤلمة. هذا ما تعيشه "
بوني"،
الأسترالية التي لا تزال تتجنب سماع أغنية Bitter Sweet Symphony للفرقة
البريطانية The Verve، إذ تعيدها إلى لحظة طرد عائلتها من منزلهم عام 1997، حين كانت مراهقة. أما "مات"، مهندس بريطاني، فلا يستطيع سماع أي أغنية لنييل
دايموند، بعدما ربطها بخيانة عاطفية كشفتها شريكته السابقة.
بحسب خبراء علم النفس، فإن ارتباط الموسيقى بالذكريات يعود إلى قوة العاطفة المرتبطة بها. إذ أن المشاعر القوية ، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تساعد على تثبيت الذكريات. وفي حين أن معظم الذكريات الموسيقية التي يحملها الناس تكون إيجابية، إلا أن الذكريات السلبية غالبًا ما تكون أكثر تحديدًا ووضوحًا.
لكن الجديد، وفقًا للباحثين، هو الدعوة إلى عدم تجنّب الأغاني المؤلمة، بل محاولة "إعادة برمجتها" عبر ربطها بتجارب جديدة وإيجابية. تقول الدكتورة ستيفاني ليل من جامعة
كاليفورنيا إن التكرار في سياقات جديدة ومبهجة قد يساعد الدماغ على بناء روابط جديدة مع الأغنية، وبالتالي تقليل أثر الذكرى الأصلية.
وتقترح البروفيسورة رينيه تيمرز من جامعة
شيفيلد خطوة أبعد: بدل أن يكون الشخص ضحية للأغنية، يمكنه التفاعل معها بوعي، مثل الغناء معها أو تأليف كلمات جديدة لها، ما يجعل الفرد في موقع الفاعل بدل المتلقي.
باختصار، الموسيقى قد تفتح جراحًا قديمة، لكنها أيضًا أداة علاج نفسي إذا استُخدمت بذكاء، ليس فقط لتذكر الماضي، بل لإعادة صياغته من جديد.
(The Guardian)