ذكر موقع "News Medical" الطبي أنه "في دراسة حديثة نشرت في مجلة Nutrients، أجرى باحثون في
الولايات المتحدة مراجعة شاملة تضم أكثر من 100 دراسة وبائية واسعة النطاق تمت مراجعتها من قبل النظراء لتوضيح الفوائد الفيزيولوجبة لاستهلاك القهوة. وكشفت نتائج المراجعة أن استهلاك القهوة باعتدال يرتبط بفوائد أكثر من الأضرار، مع وجود أدلة وبائية تثبت باستمرار أن تناول ثلاثة إلى خمسة أكواب من القهوة يوميًا يرتبط بانخفاض خطر الوفاة لأي سبب وانخفاض معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، ومرض
السكري من النوع 2 (T2D)، والعديد من أنواع السرطان. وأشارت المراجعة أيضًا إلى الفوائد في حالات مثل أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الكلى وانخفاض خطر الضعف والحوادث".
وبحسب الموقع، "خلصت المراجعات إلى أن معظم الأدلة العلمية الحالية تروج للقهوة باعتبارها مشروبًا آمنًا ويساعد على تحسين الصحة. وتؤكد البيانات المتعلقة بالوفيات والأمراض المزمنة أن تناول القهوة باعتدال يقلل من خطر الوفاة
بشكل عام. وتوصل تحليل تلوي (Meta-analysis) لـ 40 دراسة إلى أن أدنى خطر للوفاة لأي سبب حدث عند تناول 3.5 كوب يوميًا، وهو ما يتوافق مع انخفاض المخاطر بنسبة 15%. عند التحقيق بشكل خاص في ارتباط القهوة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وجد تحليل تلوي لـ 36 دراسة أن استهلاك 3-5 أكواب يوميًا يقلل من خطر الوفاة بنسبة 15٪. وقد لوحظ أن نتائج
مرض السكري من النوع 2 كانت أفضل، حيث كشف التحليل التلوي عن انخفاض المخاطر بنسبة 29% بين شاربي القهوة المنتظمين. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات فوائد القهوة في علاج سرطان الكبد، وسرطان الرحم، ومرض باركنسون، والاضطرابات الإدراكية، كما لوحظت ارتباطات وقائية مع أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الكلى".
وأضاف الموقع، "توضح المراجعة أنه على الرغم من أن الأدلة على الفوائد الفسيولوجية للقهوة هائلة ، إلا أن التحقيقات الميكانيكية لتأثيراتها تظل نادرة نسبيا. يعتقد
العلم حاليًا أن الفوائد الصحية لهذا المشروب (تقليل الالتهابات وتحسين عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز وزيادة أكسدة الدهون) مدفوعة بمزيج من مركباته النشطة بيولوجيًا (مثل الكافيين) ومجموعة غنية من البوليفينول (polyphenols). وأخيرا، تؤكد المراجعة أنه على الرغم من أن القهوة هي المشروب المثالي لمعظم البشر، إلا أن هناك بعض المخاوف البارزة التي لا تزال قائمة. بالنسبة للنساء الحوامل، توصي منظمات الصحة الكبرى بالحد من تناول الكافيين إلى أقل من 200 ملغ يوميًا (حوالي كوبين من القهوة).
ومع ذلك، لاحظت المراجعة أيضًا أن بعض التحليلات التلوية (Meta-Analysis)أفادت بزيادة خطر انخفاض الوزن عند الولادة. إضافةً إلى ذلك، مع أن زيادة السكر والكريمة لا تُلغي فوائد القهوة تمامًا، إلا أن الأدلة متباينة، إذ تُظهر بعض الدراسات أن السكر قد يُبطل فوائدها، بينما تُشير دراسات أخرى إلى أن فوائدها تبقى حتى مع الإضافات. كما أن الإفراط في تناولها قد يُسبب اضطرابًا في النوم وقلقًا لدى الأشخاص الحساسين".