يؤثر اضطراب الوسواس القهري على ملايين الأشخاص حول العالم، حيث يفرض سلوكيات قهرية متكررة تُعيق حياة المصابين اليومية. إلا أنّ الأمل يلوح في الأفق بعد نجاح باحثين من
جامعة أمستردام في تحديد مؤشرات عصبية واضحة مرتبطة بالاضطراب، ما قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر فعالية.
أنماط دماغية تكشف الحالة
تكمن أهمية الاكتشاف في تحديد أنماط نشاط دماغي تظهر عند المصابين أثناء قيامهم بالسلوكيات القهرية، لكنها تغيب في فترات أخرى. وبحسب عالمة الأعصاب تارا أرباب، فإن هذه النتائج تمثل "المرة الأولى التي يُرصد فيها مؤشر بيولوجي واضح لاضطراب الوسواس القهري داخل الدماغ"، وهو ما قد يُستخدم لاحقاً في تطوير علاجات موجهة.
أربع مراحل مميزة
وصُنفت أنماط النشاط إلى أربع مراحل رئيسية:
1. المرحلة الأساسية (الاسترخاء)
2. مرحلة الهوس – مثل الخوف من تلوث الأسطح.
3. مرحلة الإجبار – مثل غسل اليدين بشكل متكرر.
4. مرحلة الراحة بعد الإجبار
ووجد الباحثون أن موجات الدماغ بترددات ألفا ودلتا كانت بارزة خلال الأفعال القهرية، وانتشرت الإشارات عبر مناطق متعددة في الدماغ سواء كانت السلوكيات عقلية أو حركية.
نتائج واعدة
الاختبارات أُجريت على 11 مريضاً يعانون من الوسواس القهري المزمن، خضعوا مسبقاً لزراعة أقطاب كهربائية لمراقبة الدماغ بهدف تجربة التحفيز العميق للدماغ (DBS). وأظهرت البيانات الجديدة دقة عالية في قياس نشاط الدماغ مقارنة بتقنيات مثل الرنين المغناطيسي الوظيفي.
نحو مستقبل علاجي أفضل
ورغم أن التحفيز العميق للدماغ ما زال في المرحلة التجريبية، إلا أن هذه النتائج قد تُحسن دقة العلاج وتقلل من مخاطره. كما تناولت الدراسة عوامل جينية وارتباطها بميكروبات الأمعاء، ما قد يُسهم في فهم أعمق لبداية واستمرار المرض.
وختمت أرباب بالقول: "في
الطب النفسي يصعب عادة ربط الأعراض مباشرة بنشاط الدماغ، لكن هذه الدراسة تُظهر أن ذلك ممكن بالفعل".