Advertisement

صحة

انطلاق أسبوع "مجتمع الميم": الصحة حق لا يقبل التمييز

Lebanon 24
20-03-2019 | 13:26
A-
A+
Doc-P-568238-636887105518905307.jpg
Doc-P-568238-636887105518905307.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أطلقت الجمعية الطبية اللبنانية للصحة الجنسية LebMASH، للسنة الثالثة على التوالي، "أسبوع صحة مجتمع الميم 2019"، تحت شعار "إمتياز بلا تمييز" Excellence without Discrimination، بهدف التركيز على أهمية توفير الرعاية الصحية بمختلف أشكالها، خصوصا الرعاية الصحية العقلية والجنسية وكذلك الرعاية التلطيفية، دون أي شكل من أشكال التمييز، لا سيما القائم على الميول الجنسية والهوية الجندرية، وبالتالي توحيد آراء المجتمع المحلي والباحثين والأطباء حول أهمية توفير الرعاية الصحية العادلة.
Advertisement

وأوضح بيان للجمعية، أن "الأسبوع الصحي تضمن نشاطات توعوية شملت لقاء تحت عنوان "تعزيز العدالة في توفير الرعاية التلطيفية في لبنان لدى الفئات المهمشة"، والتي تشمل المساجين ومستخدمي المواد المخدرة وكذلك العاملات والعمال الأجانب، واللاجئين في لبنان. كما عقدت LebMASH ورشة عمل طلابية حول الرعاية الصحية لمجتمع الميم، استهدفت طلاب الجامعات في اختصاصات الطب والتمريض وعلم النفس والعمل الاجتماعي".

وضمن إطار فعاليات الأسبوع، عقدت الجمعية مؤتمرا في "بيت الطبيب"، بعنوان "الميول الجنسية والهوية الجندرية خلال مراحل الحياة"، بمشاركة أطباء وخبراء في علم النفس والصحة الجنسية وعدد من طلاب الجامعات وفاعليات طبية.

بداية، تحدث الطبيب النفسي والمتخصص في الصحة الجنسية رئيس جمعية "LebMASH" الدكتور شادي ابراهيم عن "أهمية توفير الرعاية الصحية العادلة، دون أي تمييز"، موضحا أن "المثلية ليست مرضا والدراسات تؤكد ذلك، ما يعني ضرورة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة سواء لدى الأهل أو الاختصاصيين النفسيين، من خلال تعزيز الأبحاث وتسليط الضوء على الحقائق العلمية والدفع باتجاه تغيير القوانين المجحفة".

وإذ أسف لكون "بعض الدول لا تعترف أصلا بوجود أفراد من مجتمع الميم، ولا تلتفت إلى توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم"، أشار الى "ارتفاع معدلات الانتحار بين صفوف المثليين والمثليات بسبب محاولات تغيير الميول الجنسية، حيث أن معدلات عالية من الشباب الذين ينتحرون هم أفراد من مجتمع الميم، جراء ما يعانونه من وحدة وتهميش وأحكام اجتماعية قاسية".

وأكد رئيس "الجمعية الفرنكوفونية للمصابين بأمراض نفسية" رئيس قسم طب النفس في مستشفى "أوتيل ديو" الدكتور سامي ريشا أن "المثلية ليست خيارا، ولا يتخذ الإنسان قرارا بأن يكون مثليا، كما أنها ليست مرضا، وهذا ما تظهره الدراسات العلمية، بحيث أن الميول لا ترتبط على الإطلاق بأي اضطرابات نفسية. كما أن أفراد مجتمع الميم يتمتعون بكامل القدرات التي تخولهم العيش بشكل طبيعي، وهنا أهمية العوامل البيولوجية وتلك ما قبل الولادة، والتي تترك أثرها على الهوية الجنسية".

وأسف ل"المقاربة الخاطئة التي يعتمدها بعض وسائل الإعلام في معالجة قضايا مجتمع الميم، مطالبا بـ"إلغاء المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني، والتي تتيح الإجحاف بحق أشخاص يتم سجنهم وتعنيفهم والتشهير بهم فقط لأنهم من أفراد مجتمع الميم".

بعد ذلك، انعقدت الجلسة الأولى بعنوان "من الطفولة وصولا إلى مراحل عمرية متقدمة"، وتحدث فيها المتخصص في علم النفس الدكتور مايكل خوري عن الصحة العقلية والنفسية وانعكاسها على الشباب، عارضا لنماذج من أفراد مجتمع الميم الذين يعانون مشاكل نفسية "جراء خوفهم من الاعتبارات الدينية ومن الأهل ووصمة العار".

وتطرق الطبيب النفسي والمؤسس والرئيس السابق لجمعية "LebMASH" الدكتور عمر فتال إلى "محاولات تغيير الميول الجنسية (SOCE)، وما تتركه من مضاعفات خطيرة على أفراد مجتمع الميم"، مؤكدا أن "المثلية ليست مرضا، وأن المطلوب التوعية والتثقيف واعتماد الحقائق العلمية في مقاربة المسألة، كونها ليست فقط قضية قانونية، إنما قضية صحية".

وناقشت المتخصصة في الأمراض المعدية الدكتورة نسرين رزق موضوع الصحة الجنسية لدى فئة الشباب، فأكدت الحاجة إلى "أبحاث وأرقام دقيقة تدحض المفاهيم الخاطئة، لان هناك جهلا كبيرا حول هذه المسألة".

أما الجلسة الثانية، فتمحورت حول الرعاية الصحية لأفراد مجتمع الميم في لبنان، وتحدثت فيها رئيسة نقابة الاختصاصيين في العمل الاجتماعي في لبنان والمديرة التنفيذية لجمعية العناية الصحية (SIDC) ناديا بدران عن مفاهيم الرعاية الاجتماعية الشاملة، لافتة الى "أهمية التحلي بالمهنية والأخلاق لدى التعاطي مع أفراد مجتمع الميم، وبالتالي تثقيف المجتمع المحلي وتوعيته حول فيروس نقص المناعة البشرية، الذي لا يميز بين شخص وآخر".

وعرض المتخصص في الطب النفسي الدكتور فرانسوا قزعور قضية الإدمان لدى الشباب والمراهقين، مؤكدا "الحاجة إلى إقرار استراتيجيات تحرص على رفع الوعي حول مخاطر الإدمان وطرق العلاج، وبالتالي تأمين العلاج الملائم لجميع الأفراد، بما فيهم مجتمع الميم".

وتطرقت مديرة مؤسسة "SEEDS" المحامية ليال صقر إلى "المسائل القانونية والتحديات التي تواجه أفراد مجتمع الميم، بدءا من توقيفهم من قبل الجهات الأمنية، وصولا إلى القضاء اللبناني الذي لا يزال يعتبر المثلية جريمة، علما أننا شهدنا إعادة تفسير للمادة 534، باعتبار أن المثلية ليست مرضا ولا لزوم للعقاب أو العلاج، وهناك إجماع علمي حول هذه المسالة". ودعت الأطباء إلى "متابعة التقدم الطبي المستمر ومواكبة الأبحاث، إذ لا يجوز الاستمرار بمحاولات تغيبر الميول الجنسية". كما نبهت إلى "مخاطر استخدام قانون جرائم المعلوماتية، الذي يخالف أبسط الحريات ومواثيق حقوق الانسان، لحجب مواقع إلكترونية تعود لمجتمع الميم تحت حجة الاخلال بالاداب العامة".

وركزت الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "من عمر النضج وحتى مراحل متقدمة من الحياة"، على أفراد مجتمع الميم من كبار السن، بحيث تحدث رئيس العناية التلطيفية في الـNHS لمنطقة شرق لندن كلود شدياق عن "إشكاليات وحاجات أفراد مجتمع الميم الذين يعانون من امراض تهدد بقاءهم على قيد الحياة"، مركزا على "أهمية الرعاية التلطيفية لهؤلاء الأشخاص، وضرورة الحد من التمييز والتهميش ووصمات العار التي يتعرضون لها".

وعرض الدكتور شادي ابراهيم إشكاليات الصحة العقلية والنفسية لدى كبار السن، وقال: "ننسى دائما في أبحاثنا وحياتنا أفراد مجتمع الميم المسنين، وما يعانونه من تدهور صحي ونقص في الرعاية الصحية، ومن أمراض عقلية ونفسية ومشاكل سمنة وارتفاع في الضغط، بالإضافة إلى لجوء العديد منهم للتدخين وتناول الكحول بشكل مفرط، ما يجعلهم عرضة للأمراض والمخاطر".

وتحدثت المتخصصة في الطب الجنسي الدكتورة ساندرين عطا الله عن الصحة الجنسية في المراحل العمرية المتقدمة، فأوضحت أن "تحليل العلاقة الجنسية يشمل مختلف نواحي هذه العلاقة، بما في ذلك الشريك". وقالت: "لذلك، لا يجوز أن نطلق الأحكام المسبقة، إنما أن نعزز معرفتنا بمجتمع الميم وحقوقه".

وعرضت الدكتورة في علم النفس والاستاذة الجامعية سحر عبيد نتائج دراسة أجريت حول مفهوم الخوف من أفراد مجتمع الميم، مشيرة إلى أن "18% فقط من اللبنانيين يتقبلون المثلية، في حين أن الغالبية العظمى ترفضها، لاعتبارات دينية واجتماعية تعود إلى كون لبنان مجتمعا بطريركيا، ويظهر هذا الرفض بوضوح في الأحكام القانونية والتغطية الإعلامية".

واختتم المؤتمر بتوصيات عرضتها عضو مجلس إدارة "LebMASH" الدكتورة سهى بلوط، دعت إلى "تأمين حياة كريمة لأفراد مجتمع الميم، وتعزيز الرعاية الصحية الشاملة وتوفير البيئة الداعمة لهم والحد من التنميط".

ولفتت إلى أن "الجمعية أصدرت منذ فترة دليلا يتضمن أسماء الأطباء الداعمين ومقدمي الخدمات الصحية لمجتمع الميم"، مؤكدة أن "أي تقدم مرجو يتطلب تغيير السياسات والتثقيف ورفع الوعي حول حقوق مجتمع الميم، وبالتالي الاستماع إلى حاجاتهم والتحديات التي يواجهونها".

وأشار بيان الجمعية، الى أن "أسبوع صحة مجتمع الميم 2019"، كان انطلق بلقاء عقدته الجمعية بالتعاون مع المركز اللبناني للعناية التلطيفية - "بلسم"، تحت عنوان "تعزيز العدالة في توفير الرعاية التلطيفية في لبنان لدى الفئات المهمشة"، وتحدث خلاله رئيس مكتب حقوق الإنسان في قوى الأمن الداخلي النقيب كريم مراد، كلود شدياق، والشريك المؤسس رئيس برنامج العلاج في منظمة "سكون - المركز اللبناني للادمان" المتخصص في الطب النفسي الدكتور رمزي حداد ورئيس قسم الصحة في الـUNHCR الدكتور أسعد قدوم.

كما عقدت "LebMASH" ورشة عمل طلابية حول الرعاية الصحية لمجتمع الميم، استهدفت طلاب الجامعات في اختصاصات الطب والتمريض وعلم النفس والعمل الاجتماعي. وتمحورت حول تعزيز فهم الطلاب لقضايا الصحة الجنسية وما يتعلق بصحة أفراد مجتمع الميم في لبنان".

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك