«طرابلس تغرق بالظلام».. هاشتاغ اطلقه ناشطون مساء أول من امس، بعدما غرقت العاصمة الثانية في ظلام كامل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، وسببه هذه المرة، عطل طرأ على الشبكة في معمل دير عمار وخروجها بشكل نهائي من العمل.
هي ليست المرة الاولى هذا الاسبوع التي يغيب فيها التيار الكهربائي عن المدينة بشكل كامل، وهو ما دفع بالمواطنين الى التعبير عن استيائهم وغضبهم بعبارات طالت جميع المسؤولين من دون استثناء وخصوصا اؤلئك الذين اعطوا وعودا بان الكهرباء ستؤمن على مدار 24 ساعة. حتى ان بعض شبان الحراك المدني نزل ليل اول من امس الى ساحة النور للتعبير عن احتجاجه على الوضع المزري، واضاء الشموع على طريقة «اضاءة شمعة خير من أن تلعن الظلام». ورفض معظم أصحاب المولدات الخاصة تغطية العجز الفاضح في التيار الكهربائي، فكان أن حلّت العتمة.
وكان للنائب محمد عبد اللطيف كبارة موقف دعا فيه وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان الى تحمل مسؤولياتهما تجاه عاصمة لبنان الثانية التي تغرق في الظلام منذ أيام، خصوصا و»أن التقنين الظالم بلغ حدا غير مسبوق، وهذا يؤكد أن ثمة عقابا مفروضا على طرابلس لا نعرف أسبابه، لكننا لن نسكت عنه وسنواجهه بكل الوسائل المتاحة أمامنا«. اضاف «إن أهالي طرابلس يلتزمون مع مؤسسة كهرباء لبنان دفع كل الرسوم المتوجبة عليهم. وتشير الاحصاءات الى أن طرابلس هي من أكثر المدن اللبنانية التزاما في دفع الفواتير، ومن حق المدينة أن تنعم بالتيار الكهربائي. لذلك سوف نواجه بكل الوسائل السلمية المتاحة امامنا وصولا الى حقنا الكامل في التغذية الكهربائية ولن نتهاون في حقنا مهما بلغت الاعطال وكثرت الاعذار«.
وسأل رئيس لجنة المتابعة لحقوق طرابلس محمد بيروتي عن الجهة التي تتحمل نتائج الكارثة التي أصابت طرابلس وضواحيها جراء الانقطاع الدائم للتيار، داعيا المسؤولين في مؤسسة الكهرباء الى المبادرة الفورية لاصلاح الاعطال وعدم الاستهتار بحياة الناس. من جهته، المواطن خالد المصري تساءل «اين المسؤولون؟ ألم يشعروا مع أهل هذه المدينة، ألم يعرفوا ماذا يحصل فيها؟ الانقطاع الكلي للكهرباء جعل الناس تعيش مثل الغنم، كما تسبب في انقطاع المياه، عن معظم المناطق، وفساد الاطعمة في البرادات«.
بدورها، جمانة العتر أوضحت انها فرت وعائلتها الى القرية ليس بسبب الحر فقط بل بسبب غياب الطاقة الكهربائية وحتى بسبب عدم توافر المياه فتحولت حياتنا الى كارثة، في وطن كل الكوارث فيه هي ممن يفترض أن يتحمل المسؤولية ولكنه يستقيل منها ويبقى متمسكا بمنصبه مهما كلف الامر، حتى لو حلت النكبات والكوارث.