Advertisement

صحافة أجنبية

«يداوي الناس وهو عليل»!!

عبد الفتاح خطاب

|
Lebanon 24
02-09-2016 | 01:35
A-
A+
Doc-P-198685-6367054252128392001280x960.jpg
Doc-P-198685-6367054252128392001280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
طبيبي نطاسي كفوء وبارع، واختصاصي مشهور، وهو لا ينفكّ ينصحني منذ فترة طويلة، مراراً وتكراراً، وبإلحاح فيه الكثير من التمنّي والرجاء: «بِدَّك تخفّف تُعْصيب وقلق» ... ويُضيف بعد أن يرمقني ملياً «حاجي تشيل هَمْ .. وغيّر جَوّ قدّ ما فيك». أنا أقود سيارة .. وأقع مراراً في فخّ أزمات السير والازدحام، والحُفر والمطبّات، وأعاني الأمرّين كي أجد موقفاً لسيارتي (مجاناً أو بأجر)، وأتجرّع سُمّ وباء الدراجات النارية، وأدعو الله بين الفينة والأخرى أن لا ينزعج أحد ما من أسلوبي في القيادة، أو لون السيارة، أو حتى نظرتي أو شكل سُحنتي .. فيرديني قتيلاً أسوة «بشهداء» السير الذين يسقطون أسبوعياً في لبنان. أنا أمضي وقتاً لا بأس به في معالجة مشاكل انقطاع الماء والكهرباء وتراكم النفايات أمام منزلي، وأدفع فاتورتين للكهرباء، وفاتورتين للماء. أنا أتحسّر ليلاً نهاراً على أولادي الذين لا يجدون عملاً رغم الشهادات العليا والتنويهات التي حصلوا عليها، كما لا يجدون سكناً لهم في بيروت، مسقط رأسهم ورأس أجدادهم. أنا قلق من تناول المواد الغذائية الفاسدة الملوّثة والمنتهية الصلاحية، ومن الأدوية المزورة. أنا عُرضة للابتزاز ودفع الرشوة لدى إجراء أي معاملة أو تقديم اي طلب أو متابعة أي معاملة إدارية. أنا أرتجف رعباً وهلعاً كلما تخيّلت أنّني عُرضة لدخول المستشفى واستلام فاتورة الاستشفاء، فتصبح العائلة بأكملها رهينة للمستشفى! أنا خائف للغاية من مُستقبل البلد وأتوقّع انفجاره في أي لحظة. ... لذا لا تسألني عن سقمي لأن صحّتي هي العجب! وأنا أعتقد جازماً أن طبيبي الذي يعيش مثلي في لبنان، ويُعاني ما أعانيه من كوابيس وضغوط، ينطبق عليه القول «يداوي الناس وهو عليل»!! ... طبعاً أرغب في الاستجابة لنصيحة الطبيب العزيز بـ«تغيير الجوّ»، لكن واقع الأمر أنّه «صار بدنا نقدّم للبنك طلب الـ Loan تا نعمل شويّة برونزاج ونغيّر اللون»، و«صارت «السَفرَة» إلى خارج لبنان .. أرخص من «الضَهرة» في لبنان»!!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك