Advertisement

صحافة أجنبية

طرابلس: بعد الاستقرار.. «إرهاب اجتماعي»

Lebanon 24
26-10-2015 | 23:41
A-
A+
Doc-P-74740-6367053268652043191280x960.jpg
Doc-P-74740-6367053268652043191280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
شكل يوم 26 تشرين الأول من العام الفائت حدثا مفصليا في تاريخ طرابلس، انتقلت فيه المدينة من الفلتان الأمني وتنامي المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيمات إرهابية، الى الأمن والاستقرار الكاملين في كنف الجيش اللبناني. فقد حقق الجيش، قبل عام، إنجازا نوعيا تمثل بقدرته على خوض ثلاث معارك ضارية منفصلة مع المسلحين في الأسواق الداخلية وفي التبانة وفي بحنين، ونجح في تفكيك البنى العسكرية لكل المجموعات المسلحة وفي تشتيت قياداتها وعناصرها الذين تواروا عن الأنظار مجتمعين، قبل أن تتم ملاحقتهم تباعا ويسقطون فرادى بين قتيل وموقوف. ومن أبرز هؤلاء: أسامة منصور وأحمد الناظر اللذان قتلا في كمين لفرع المعلومات في أول نيسان الفائت، إضافة الى توقيف الشيخ خالد حبلص، أحمد كسحة، إبراهيم بركات، أسامة عنتر، عبدالله الجغبير، وأحمد سليم ميقاتي وإبنه محمد وإبن شقيقه بلال... وغيرهم ممن أوقفوا في تواريخ مختلفة، فضلا عن كشف اللثام عن بعض ممن تم تجنيدهم من قبل تنظيميّ «داعش» و«النصرة» لتنفيذ عمليات انتحارية، بينما لا يزال متواريا عن الأنظار كل من: شادي المولوي، طارق خ. نبيل س. ومحمد م. وبلال م.، وهم يعتبرون من أخطر المطلوبين. ويمكن القول إن ما أنجزه الجيش اللبناني في طرابلس خلال العام الفائت، أكد جملة من الثوابت التي لم يعد بامكان أي كان تجاهلها، وفي مقدمتها: أولا، ان طرابلس كانت على مدار ثماني سنوات ضحية صراعات سياسية محلية وإقليمية، ترجمت بمعارك كان وقودها فقراء المدينة. ثانيا، ان طرابلس لم تكن في يوم من الايام مدينة للارهاب أو التطرف، بل كانت ولا تزال متمسكة بالشرعية وبمؤسسات الدولة وحاضنة للمؤسسة العسكرية، وقد تجلى ذلك بالتعاون الكامل الذي أظهره الطرابلسيون عموما وأبناء التبانة والأسواق بشكل خاص مع الجيش لمساعدته في القضاء على المجموعات المسلحة. ثالثا، ان الجيش اللبناني لم يكن ضد طرابلس وأهلها، بل كان على مدار سنوات في سباق مع الارهاب والفلتان، وعندما حانت الساعة صفر سياسيا وعسكريا، انقض عليه بعملية عسكرية فيها الكثير من الدقة والحكمة. رابعا، إن الأزمات الانسانية والاجتماعية التي ترخي بثقلها على طرابلس لم تكن بسبب التوترات الأمنية بالكامل، بل هي أيضا بفعل الحرمان المتمادي من قبل الدولة والوزارات المعنية، حيث أن كل الوعود التي تعهدت بها الحكومة بتزامن الخطة الأمنية مع خطة إنمائية لا تزال حبرا على ورق، كما أن وعد الرئيس سعد الحريري بصرف مبلغ عشرين مليون دولار لمسح صورة الحرب يبدو أنه ذهب أدراج الرياح. واللافت أن كثيرا من المخاوف التي كانت بعض التيارات السياسية تبثها، قد تلاشت مع دخول الجيش الى عمق التبانة للمرة الأولى في تاريخها، حيث كان التعاون بين الجيش والأهالي إيجابيا، ما جعل التبانة ومحيطها من أكثر المناطق أمناً. كما تمكنت المؤسسة العسكرية من كسب ثقة أهالي التبانة وجبل محسن، من خلال التفاهم على ثوابت أمنية محددة، فضلا عن قيام الجيش بتطويع عدد من شبان المنطقة في صفوفه حيث من المفترض أن يصل عدد المتطوعين مع بداية العام المقبل الى مئة شاب، إضافة إلى قيام مكتب التعاون العسكري بتقديم المساعدات في مناسبات عدة. وإذا كانت طرابلس انتصرت على الارهاب ونجحت خلال عام كامل في تثبيت الأمن والاستقرار، فان «الارهاب الاجتماعي» لا يزال يخيم على طرابلس وهو قد يكون أخطر بكثير من الارهاب الأمني من حيث التداعيات والنتائج التي بدأت تنذر بكارثة حقيقية، علما أن طرابلس لا تزال تنتظر قيام الحكومة بتنفيذ الوعود التي أطلقتها غداة الخطة الأمنية الأولى في أول نيسان من العام 2014، ومعركة القضاء على الارهاب في 26 تشرين الأول من العام نفسه، لكنها حتى الآن لم تحصل على أي من تلك الوعود، في حين أن نسب الفقر والبطالة والتسرب المدرسي تتنامى بشكل مطرد، والجمود الاقتصادي يكاد يخنق التجار ويعرضهم للافلاس بعدما تجاوز التراجع في عيدي الفطر والأضحى الـ 70 %، فضلا عن حالات اليأس والاحباط التي بدأت تخيم على الجيل الطرابلسي الجديد الذي بدأ يلجأ الى مراكب الموت تفتيشا عن الحياة بكرامة خلف البحار.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك