تقاطعٌ بين برّي وجعجع.. موقف يجمعهما!

بشكلٍ واضح، حسم رئيسُ حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع خلال كلامه أمس الأول موقفه من ملفِّ حاكميّة مصرف لبنان، إذ اعتبرَ أنهُ لا مانع لدى "القوّات من تعيين حاكمٍ جديد للبنك المركزيّ إذا كانت هذه الخطوة ستكون جيَّدة لصالح اللبنانيين في ظلّ غياب الإنفراج الرئاسي.

Advertisement

كذلك، رأى جعجع أنَّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قد "إحترق"، وعلى نائب الحاكم الأول وسيم منصوري أن يتولى مهام الحاكميّة في حال لم يجرِ تعيينُ حاكمٍ جديد.

ما قاله جعجع على صعيد "التعيين"، يتقاطعُ تماماً مع ما يطرحهُ رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يرى أنّ "الضرورات تبيحُ المحظورات، ولا مانع باعتماد التعيين". هنا، ما يقوله جعجع قد تفسّره بعض الأوساط بأنهُ تمهيدٌ لتولي "القوات" الحاكمية من خلال إسم الوزير السّابق كميل أبو سليمان الذي ما زال حتى الآن بعيداً عن هذا الأمر لاسيما أن طرحه ليس جدّياً حتى الساعة، في وقتٍ لم تبحث به الأطراف السياسية مسألة التعيينات عاجلاً أم آجلاً قبل إنتخاب رئيسٍ للجمهوريّة.

ووفقاً لمصادر سياسية مُتابعة، فإنَّ "القوات" مُرتاحة لناحية موقفها من حاكمية البنك المركزي، فهي تعتبر أنها قدّمت كافة الحلول المرتبطة على هذا الصعيد، وتضيف: "من جهة، أعطت القوات ضوءاً أخضر للتعيين، فيما ركّزت على تطبيق قانون النقد والتسليف لناحية تولي نائب الحاكم الأول مهام الحاكمية. وعملياً، فإن ما فعلته القوات كان بمثابة أرضيّة لغطاء مسيحي يجري توفيره لتعيينٍ معيّن، علماً أن هذا الأمر لا يتقاطع مع "التيار الوطني الحر".
 
وبالنسبة للمصادر، فإنّ "القوات" تتعاطى مع ملف الحاكميّة من باب الخيارات المتعددة ولن تتخذ موقفاً عنيداً إزاءه لأن هناك مصلحة لديها بتولّي شخصية منها هذا المنصب لاحقاً.