كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": يصبح الدور
الإيراني حاضراً بقوة في المجالَين الميداني والتفاوضي. منذ شهرين، وبعد مفاجأة اللحظة الأولى لعملية حماس، تقدّمت إيران في الحركة التي قامت بها عربياً ودولياً، وفي
لبنان. تدريجاً، حصد دورها في لبنان وما يمكن أن يكون عليه موقع
حزب الله في احتمالات توسّع الحرب اهتماماً، لأنه بدا في لحظات أساسية قائماً على تحديد أطر للحرب ومنع توسّعها. ومن ثم دخلت عوامل أخرى على خط الدور الإيراني في المنطقة، لكن لبنان بقي متصدّراً. فالورقة الحوثية تعني دول
الخليج العربي والمنطقة، وفيها تتداخل عوامل دولية، بعد استهداف الناقلات. وورقة استهداف
الأميركيين في
العراق لها حدودها وضوابطها مع فرض الحكومة
العراقية إيقاعاً واضحاً. وبعدما حيّدت
سوريا نفسها وجرى تحييدها منذ شهرين، يصبح حزب الله في لبنان الأكثر حضوراً، لأن لا شريك لإيران فيه. وتالياً، فإن معاينة تدرّج موقع حزب الله في اللعبة الإقليمية وفي الحرب الدائرة، يأخذ منحى مختلفاً لأنه الأقرب الى بلورة رؤية ما تريده إيران في لبنان والمنطقة.
ثمة اعتراف بأن خصوصية لبنان السياسية والطائفية لا تزال تمثّل حلقة متينة في وجه أيّ محاولة لتطبيق أعراف جديدة عبر مفاوضات تأخذ في الحسبان توازنات مستجدة، وتمنع تفلّت اللعبة بالكامل. فلبنان ليس سوريا أو العراق أو اليمن، من دون أن يمنع ذلك مخاوف من استعادة وقائع تفاوض سابقة ومقايضات أدّت الى تبدّل التوازنات الداخلية. ومع بقاء الحذر قائماً، تطرح تساؤلات خارجية من لبنان الى المنطقة عن القوى التي قد تقف في وجه أيّ محاولات للاستئثار بالوضع اللبناني من جانب إيران، إذا أدت أي مفاوضات الى التسليم بذلك، في حال قدّمت تسهيلات في سبيل تطبيع الوضع الإقليمي. هناك اعتراف غربي بأن دول المنطقة الفاعلة، والسعودية من بينها، لم تتمكن من تحقيق هذا التوازن المطلوب، على مدى سنوات، وهذا لا يمكن تخطّيه في أيّ مفاوضات لها صلة بلبنان أو غيره.