وجه راعي الأبرشية
المارونية في أوستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا المطران أنطوان-شربل طربيه، رسالة تهنئة للبابا لاوون الرابع عشر لمناسبة انتخابه خلفاً للراحل
البابا فرنسيس.
وقال: "بفرحٍ عظيم وقلوبٍ ممتلئة بالرجاء، تستقبل الكنيسة
الكاثوليكية عموماًوكنيستنا المارونية خصوصاً انتخاب قداسة البابا لاوون الرابع عشر، خلفاً للراحل البابا فرنسيس على كرسي القديس
بطرس الرسول، ليرعى خراف
الرب، ويكون حارساً للإيمان ومعلِّماً للحق، ورسولاً للمحبة والسلام في العالم أجمع. إن هذا الحدث ليس مجرد محطة تاريخية، بل هو تجسيد لعمل الروح
القدس في الكنيسة وتحقيقٌ لإرادة الله، واستجابةً للوعد الإلهيّ الذي أعطاه سيدنا يسوع
المسيح لبطرس عندما قال: "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي" (متى 16:18).
أضاف: "باسم الأبرشية المارونية في أوستراليا ونيو زيلندا وأوقيانيا، نتقدّم بتهانينا القلبيّة لقداسته، سائلين الله أن يبارك رسالته ويمنحه القوة والحكمة في متابعة قيادة سفينة الكنيسة الكاثوليكية نحو
آفاق جديدة من النعمة والتجدّد".
واعتبر أن "الكنيسة المارونية، التي حملت على مدى الأجيال وديعة الإيمان بالتواضع والصلاة والخدمة، تجد في هذا الانتخاب تجديدًا لدعوتها ورسالتها، بحيث يبقى نور
الإنجيل متقدًا في قلوب أبنائها وبناتها، سواء في وطنهم الأم
لبنان أو في وطنهم الثاني
أستراليا. وهنا، في أوستراليا، يواصل
الموارنة شهادتهم الروحيّة، مشكلين منارات مضيئة للإيمان، متجذرين في روحانيتهم المارونية السريانية الانطاكية لا بالكلام فقط، بل بالعمل والحق".
ورأى أان "هذا الانتخاب لا يأتي معزولًا عن الزمن الروحي الذي نعيشه، بل يتّحد مع يوبيل الرجاء الذي أعلنه البابا الراحل فرنسيس، الذي قاد الكنيسة بروحٍ أبويّة، والذي زرع في النفوس يقينًا بأن رحمة الله تشمل الجميع وأن الكنيسة قلب نابض يحمل حضور المسيح إلى العالم. واليوم، إذ يطل علينا فجر عهد جديد، يرفع البابا لاوون الرابع عشر الشعلة، شعلة الإيمان والحق، مواصلاً رسالة الكنيسة التبشيرية ودعوتها لكي تكون ملح الأرض ونور للعالم".
وختم: "يتطلّع اللبنانيون المقيمون والمنتشرون، وخصوصا في أوستراليا، إلى قداسة البابا لاوون بعيون ملؤها الثقة، وقلوب تفيض بالمحبة، راجين منه أن لا ينسى لبنان الوطن والإنسان، بل أن يتابع مسيرة أسلافه في الاهتمام بالمسيحيين المشرقيين ودورهم التاريخيّ ورسالتهم الحضارية في لبنان ومنطقة
الشرق الأوسط. فلبنان اليوم، الذي يمرّ بمرحلةٍ انتقاليّة ومسيرة جديدة نحو الإصلاح والمصالحة، يتطلّع إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية كمرجعٍ للحق وكمنارةٍ تهديه على دروب الأمل. من قلوب مملوءة بالفرح والإيمان، نرفع صلواتنا لله لكي يبارك قداسة البابا الجديد، ويمنحه
الحكمة في تدبير شعب الله والقوة في نشر التعليم الصحيح وإيصاله للمؤمنين والنعمة المقدسة لأهل الايمان، فيكون عهده، عهد الرجاء والتجدّد والشهادة للحق وسط تحديات الزمن المعاصر".