Advertisement

لبنان

سلام: سبيلنا الى الإصلاح هو التطبيق الكامل لاتفاق الطائف

Lebanon 24
15-05-2025 | 12:25
A-
A+
Doc-P-1360981-638829516956070151.png
Doc-P-1360981-638829516956070151.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
افتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام  معرض" بيروت العربي والدولي للكتاب 66"، الذي ينظمه النادي الثقافي العربي في "سي سايد ارينا" - واجهة بيروت البحرية، بحضور الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري، وزراء: الثقافة غسان سلامة، المهجرين وشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، السياحة لورا لحود، الاعلام بول مرقص، البيئة تمارا الزين والاقتصاد والتجارة عامر بساط، سفير مصر علاء موسى، سفير دولة فلسطين أشرف دبور، القائم بأعمال سفارات الامارات العربية المتحدة في لبنان فهد سالم الكعبي، الوزراء السابقين: عباس الحاج حسن، حسن منيمنة، خالد قباني وابراهبم شمس الدين، النائبين السابقين بهية الحريري وعمار حوري.
Advertisement

كما حضرت عقيلة الرئيس سلام سحر بعاصيري، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري، مديرة المعهد العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) هبة قواس، مديرة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لميا مبيض البساط، رباب الصدر شرف الدين، مدير عام معهد العالم العربي شوقي عبد الامير وشخصيات ثقافية واعلامية.

بداية النشيد الوطني، فتقديم من الاعلامي زافين قيومجيان الذي أكد اهمية هذا المعرض كـ"فعل تمرد وذاكرة، وجزء من تراث بيروت وذاكرتها".

سلوى السنيورة

ثم قالت رئيسة النادي الثقافي العربي: "في خضم التحولات الكبرى التي نشهد داخل لبنان وخارجه وعلى الصعد كافة، لا سيما الأمنية والسياسية والاقتصادية، تتنامى قناعتنا والادراك بأنه لا بد للثقافة ان تأخذ مكانها ومكانتها في المشهد العام – نهجا بينا، من شأنه ان يؤنسن الأمن والسياسة والاقتصاد، ويصحح مساراتها انسجاما مع رؤى العهد الإصلاحي الجديد وتطلعاته والتي عُبر عنها ركنا اساس في خطاب القسم والبيان الوزاري".

اضافت: "نقول للثقافة مكانها ومكانتها لأنها لم تكن يوما مجرد كلمة تقال أو شعارا يرفع، بل هي فعل إنساني ونبض حياة ونسق عيش نراه يتفلت من براثن السكون والاستكانة، ليرسِ وشائج التداخل المعرفي وتكامله لدى الفرد والجماعة بغية تحقيق كينونة الانسان وتطوره. لذا فالثقافة، بما تمثل من وعي وتبصر وتجدد، تدعونا الى التنقيب في احوالنا وافكارنا جاعلة العقل فينا ناقدا شجاعا في قراءة الذات ومتبحرا في الماضي ومجريات الحاضر ليجترح رؤية متسعة وممتدة لتفكيك القيود المعيقة للتقدم، بل وللسير في حركة التغيير والتحول وصولا بها الى حقول المعرفة والابداع والعدالة والإنسانية والاستدامة مشكلة هذه في اجتماعها وتداخلها وتفاعلها مجتمع المواطنة الرحبة. والثقافة في كل ذلك تستمد قوتها وقدرتها على الانتشار والتوسع من قيم الانفتاح والتواصل والحوار والتسامح بشأن المغايرة والاختلاف، باعتبار ان هذه القيم هي لصيقة بمفهوم الثقافة وابعادها، وهي المسؤولة عن ارتقاء العقل البشري وترفع الذات الإنسانية".

وتابعت: "من هذا المنظور، تستدعي الثقافة للتعبير عن ذاتها واحة نهضوية رحبة، لذا تطوع النادي الثقافي العربي على مدى ثمانية عقود ونيف ان يكون عاملا متفانيا في جهود ترسيخ جذور هذه الواحة وتوسعة ارجائها، وسيلا متدفقا في سبيل ازدهارها وتجددها، فكان هو اول من استحدث معرضا للكتاب في لبنان والعالم العربي منذ العام 1956، ليكون حاضناً للإبداع ومسهماً في تشكيل المحتوى الثقافي لمجتمع يتطلع الى الخروج من الانفاق الضيقة الى الآفاق الواسعة، لتتوالى بعده سلسلة المعارض وصولاً الى النسخة 66 التي نحتفي بافتتاح فعالياتها اليوم بوجود هذا الحضور المميز الذي نؤكد واياه المرة تلو الأخرى على العلاقة العضوية التي تربط بين الكتاب وجمهوره والعاصمة بيروت، علاقة التزام وتطور ومرونة وريادة وهوية وانتماء وتجدد".

وأردفت: "أقول تجدد لأننا نجهد في ان لا يقتصر الكتاب في عيده السنوي هذا على كونه منصة للكتاب بل ايضاً مساحة مفتوحة لفنون الكتاب وما يدور في فلكه، وما يهدف الكتاب الى تحقيقه من توسعة لآفاق المعرفة، فإذا بمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب، الى كونه اجنحة لعرض المؤلفات واحدث الإصدارات، بمختلف مضامينها والابداعات، هو أيضاً ندوات تعالج موضوعات الساعة مستذكرة ما اوصلنا اليها، ومستشرفة ما يجب ان تقودنا اليه. واذا هو ايضا معارض فنية مختصة لتكون ملهمة لصناعة الكتاب كما عاكسة لما يمكن ان تبتدعه الكتب من أفكار وموضوعات واستشراف لمسيرة الغد ومآلاته. واذا المعرض أيضاً مساحة رحبة للتفاعل والتكامل مع سائر أنواع الإبداعات الانسانية من موسيقى وشعر وغناء ومسرح وسينما وغيرها من النتاج الإنساني الرفيع".

وقالت: "لم يكن لهذا المعرض ان يكون على ما هو عليه لولا التعاون البناء الذي طبع كل جوانبه والمكونات، من دور نشر آمنت برسالة النادي الثقافي العربي وتاريخ عطاءاته، ومن مفكرين ورواد ثقافة وابداع وجدوا في المعرض منبرا حيا لطرح الأفكار والحوار بشأنها، ومدخلا لتعزيز الدور التاريخي للبنان الحضارة وعاصمته بيروت، واستقطابا للجيل الشاب ليكون عنصرا فاعلا في حمل رسالة التآخي والعيش الواحد في وطن التنوع الخلاق".

اضافت: "الشكر لهؤلاء جميعا كما لوسائل الإعلام بوسطائها كافة، والتي اعتبرت معرض بيروت العربي الدولي للكتاب حدثا ثقافيا سنويا يستأهل الاحتفاء به وتسليط الضوء على غاياته والاهداف. والشكر موصول لكل من قدم مختلف أنواع الدعم والتعاون، وهم كثر يتعذر في هذه العجالة ذكرهم بالاسم والموقع. واسمحوا لي ان اتوجه بالشكر ايضا لرئيس الحكومة الدكتور نواف سلام الذي منح رعايته لهذا الحدث المميز وخصه بحضور وكلمة منه، كما الشكر لوزير الثقافة الذي يؤمن بأن الثقافة عامة والكتاب خاصة عامل جمع لا شرذمة وتفرقة وانقسام وهو الذي يدفع الى جعل ذلك أمرا محققا. والشكر لوزير الإعلام الذي عمل لكي تواكب القنوات الإعلامية المتاحة هذا الحدث وتمنحه الأهمية التي يستحق".

وختمت: "إن ما يجمعنا هو الكتاب الذي لا نطوي صفحة منه الا لنفتح أخرى، فإلى اللقاء في النسخة الآتية لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب، الدورة 67 بإذن الله، وكل منكم بخير ولبنان والعاصمة بيروت بألف خير".

الرئيس سلام

بدوره، قال راعي الحفل الرئيس سلام: "أقف امامكم اليوم، في افتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، لأحييكم باسم الكلمة التي تبني، والفكرة التي تحرر، والقراءة التي تفتح الأبواب نحو آفاق أرحب من الفهم والانفتاح".

اضاف: "اليوم تنطلق الدورة السادسة والستين لهذا المعرض الذي صار تقليدا راسخا يحتفي بالكلمة والكتاب ويعكس نبض بيروت الثقافي وتراثها الفكري ودورها التاريخي كعاصمة عريقة للمعرفة والابداع. وما استمراره تظاهرة ثقافية سنوية الا تأكيد على أن مستقبل الأوطان يُبنى بالفكر وأن الثقافة هي الاستثمار الأجدى لصالح الإنسان، وهي الضمانة الحقيقية لترسيخ حضور الشعوب ووحدتها ونهضتها".

وتابع: "الحقيقة أن معرض الكتاب هذا هو أيضا معرض للقراءة والقرّاء. فالكتاب ليس مجرد حبر وورق، بل سواء كان مطبوعا ام مسموعا ام الكترونيا، الكتاب هو رحلة نحو معرفة الذات وفهم الاخر. جسر عبور بين العقول والقلوب. منه نتعلم ان الاختلاف لا يلغي الاحترام بل يعمقه، وان التنوع لا يهدد الهوية بل يغنيها. وكلما غرفنا منه تعلمنا ان العالم أكبر من حدودنا الضيقة واغنى من تصوراتنا المسبقة، وان ما يبدو مستحيلا أحيانا قد لا يكون الا صعبا، بل ممكنا".

وقال: "سواء جاء من الشرق أم من الغرب، يتجاوز الكتاب الأزمنة والأمكنة، التاريخ والجغرافيا، الإثنيات والبلدان، الأديان والقوميات. ويبقى هو الصديق الوفي في كل الظروف.
فنقول هنا مع امير الشعراء احمد شوقي:
انا من بدل بالكتب الصحابا
لم أجد لي وفيا الا الكتابا
ويبقى الكتاب النبع الذي يغني معرفتنا، ويوسع آفاقنا. فكما قال المفكر الروماني شيشرون "بيتٌ بلا كتبٍ جسدٌ بلا روح"، ونزيد هنا: وطن بلا ثقافة، جسد بلا روح".

اضاف: "ليس مصادفة ان تكون بيروت حاضنة هذا المعرض. بيروت التي لم ولن تتعب من حمل راية الثقافة رغم كل الجراح. بيروت التي انطلقت بنشر الكتب منذ وصلت الى لبنان اول مطبعة في الشرق. بيروت التي فتحت قلبها وابوابها لكل من أحبها من مفكرين وكتاب وادباء وشعراء لبنانيين وعرب، فتحولت بهم ومعهم الى مدينة مفتوحة ومنفتحة على انتاج ثقافي لا ينضب وعاصمة من كلمة ونور وحياة".

وتابع: "ليس مصادفة أيضا ان تكون الاونيسكو أدخلت بيروت منذ 2019 في شبكة المدن المبدعة، وكرستها "مدينة مبدعة للأدب" إقرارا منها بمكانتها الثقافية الخاصة ولا سيما في المجال الادبي والتي صنعتها عقود من الريادة في الكتابة والنشر والترجمة وإقامة المعارض. بيروت التي كانت رائدة في نشر أفكار التنوير للعالم العربي وكانت منبرا للحرية والحوار لا تزال تثبت ان الثقافة ليست ترفا بل ضرورة وجودية".

وقال الرئيس سلام: "دعوني اذكّر ان بيان حكومتنا، حكومة الإصلاح والإنقاذ، قد أعار أهمية قصوى لتنمية البنى التربوية والثقافية. فبرنامج حكومتنا الاصلاحي لا يقتصر فقط على الاقتصاد والبنى التحتية او الآليات السياسية، بل يهدف الى تحقيق التنمية الإنسانية المستدامة. وسبيلنا الى هذا الإصلاح هو التطبيق الكامل لاتفاق الطائف الذي عُدّل على أساسه دستور بلادنا، أي "الكتاب"، كما كان يسميه الرئيس الراحل فؤاد شهاب".

اضاف: "أنتهز هذه الفرصة لأعود وأؤكد ان دعوتنا هي الى تطبيق ما لم يطبق بعد من بنود هذا "الكتاب"، والى تصحيح ما طبق منها خلافا لروحه او نصه، والى سد ثغراته التي ظهرت بالتجربة، بل الى تطويره وفق ما قد تمليه متغيرات الأيام.
والحقيقة ان الإصلاح كلّ متكامل، فأبعاده المؤسساتية لن تعطي مفاعيلها كاملة ما لم تنجح الدولة ايضاً في بسط سلطتها على كامل اراضيها بقواها الذاتية كما نص عليه اتفاق الطائف. فمشروعنا هو بناء دولة حديثة، قوية وعادلة، دولة قانون ومؤسسات، دولة تعامل كل مواطنيها على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات، دولة قادرة على الدفاع عن ارضها وحماية شعبها".

وتابع: "في ظل عالم يتغير بوتيرة سريعة، تبقى بيروت امينة لتاريخها، متمسكة بهويتها العربية وبانفتاحها على العالم، متسلحة بالكتاب سبيلا الى العلم والتقدم والابداع. وها نحن هنا، نمد ايدينا معا، كتابا وناشرين وقراء، لنؤكد ان ثقافتنا العربية قادرة على النهوض وملاقاة متطلبات العصر، وعلى بناء انسان متصالح مع تاريخه وطامح الى غد أفضل".

وختم: "كل الشكر لأسرة النادي الثقافي العربي ولدور النشر المشاركة وللكتاب والمبدعين الذين يضيئون هذا المعرض بإنتاجهم وإلهامهم، والشكر موصول لكل زائر وقارئ، خاصة وأن اهل بيروت يثبتون كل عام أن الكتاب ما زال حيا في وجدان هذه المدينة العريقة. دمتم ذخرا للثقافة العربية ودامت بيروت عاصمة لكتابها، وموطنا للحرية والإبداع".

جولة

بعد ذلك جال الرئيس سلام والحضور في ارجاء المعرض، وتحدث الى العارضين ودور النشر اللبنانية والعربية، واطلع منهم على احدث المنشورات والاصدارات الجديدة التي يتضمنها المعرض.

ولفت رئيس الحكومة على هامش الجولة، الى أن "هذا المعرض هو للاحتفاء بالثقافة"، مشيرا الى أن معظم اصدقائه "الكتاب والمثقفين موجودون في مجلس الوزراء".

وقال ردا على سؤال: "لبنان عاد الى العرب وعادت الدول العربية للمشاركة في المعرض، ونحن ننتظر عودة اكبر للعرب الى لبنان".

وحيا ردا على سؤال، ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، شاكرا له "الجهود التي بذلها مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب لرفع الحظر عن سوريا"، وقال: "لن تكون سوريا وحدها المستفيدة من هذه الخطوة بل لبنان أيضا".

الرئيس السنيورة

من جهته، قال الرئيس السنيورة: "لبنان لا يزال يحمل النور والمشعل الاساسي للثقافة في العالم العربي، ومهما حاول البعض ان يسحبوا هذا الدور من بيروت ومن لبنان، فتقديري ان هذا المعرض يؤكد اهمية اقامته وأهمية بيروت".

مرقص

أما وزير الاعلام فأكد أن "هذا المعرض حدث عريق ومتأصل في الثقافة اللبنانية والعربية، وتجديده على هذا النحو يعني أن لبنان لا يزال بلد الكتاب والقراءة والثقافة".

ولفت الى أن المعرض "يندرج في اطار المهرجان الدائم في ظل هذا العهد الرئاسي الذي يبشر بالخير".
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك