كتب طوني عطية في"نداء الوطن": يُعلّق مصدر سياسي ودبلوماسي سابق قائلًا، "لا عندما كانت المنطقة تعيش استقرارًا مقنّعًا، أنجزنا ما علينا، ولا عندما اشتعلت، تمكنّا من نزع فتيل الانجرار إلى حرائقها، مثلما حصل خلال معارك الإسناد قبل تدحرجها وتحوّلها إلى حربٍ مدمّرة. المشكلة أننا لم نصغِ إلى نصائح وتحذيرات الموفدين الدوليين، منذ آموس هوكستين، إلى مورغان أورتاغوس. وفي السياق ذاته، وضعت زيارة السفير الأميركي في
تركيا والمبعوث الخاص إلى
سوريا توم برّاك إلى
بيروت، خطّاً أحمر، ستكون عواقبه وخيمة، في حال تخطّاه "حزب اللّه" وانجرّ إلى حربٍ ضدّ
إسرائيل إسنادًا لإيران. صحيح أن برّاك لم يتحدّث عن جدولٍ زمني لتسلّم سلاح الميليشيات، لكن اختلاف اللهجة أو شخصية المبعوثين بين هادئة وغليظة، لا يُبدّل من صرامة الموقف الأميركي ومعه العربي. فحصريّة السلاح، لا تزال المعبر المركزي للدولة
اللبنانية لنيل ثقة المجتمع الدولي ومدّ يد العون والغوث لها".
ويشدّد المصدر على ضرورة أن "تثبت الدولة إرادتها وجديّتها في تتميم المهمات الموكلة إليها، لا سيّما تطبيق القرار 1701. من المعيب والضعف أن يبقى الاتّكال على توافر الظروف الخارجية، وما ستنتهي إليه الحرب
الإيرانية -
الإسرائيلية، أو ما ستُفضي إليه المفاوضات غير المباشرة، بوساطة أوروبية في جنيف". وأضاف أن "طروحات عدّة عُرضت على الدولة اللبنانية، ومنها أن تُباشر جديًّا في نزع سلاح "الحزب" تدريجيًّا من منطقة إلى أخرى، كأن تبدأ من النبطية مثلًا، وأن يقابلها انسحاب إسرائيلي من إحدى التلال الخمس، غير أنّ هذه الأفكار لم تترجم أو تؤخذ على محمل الجدّ".
إلى ذلك، لا تكفي إدانة الخروقات الإسرائيلية، في ظلّ عدم تساهل "الحزب" بعملية تسليم السلاح ومنح الحكومة أوراق قوّة. ففي كلّ مرة تستهدف إسرائيل مواقع عسكرية له، تكشف من خلالها عجز الدولة عن تفكيك منظومته الأمنية والعسكرية. كما أنّ المواقف المعلنة لقيادات "حزب اللّه"، وآخرها الصادرة عن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، من "أننا لسنا على الحياد بين حقوق
إيران المشروعة وباطل أميركا وإسرائيل"، معلنًا أنّ "
المقاومة الإسلامية في
لبنان ستتصرّف بما تراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان
الإسرائيلي - الأميركي"، إضافة إلى تقارير غربية وتصريحات إيرانية، تُشير إلى أن "الحزب" يُعيد بناء قدراته، تُشكّل إحراجًا كبيرًا للسلطة اللبنانية. كما أنّ قاسم هو الممثل الشخصي لمرشد "الجمهورية الإسلامية" في لبنان، وبالتالي يأتمر بأوامره، فماذا لو طلب خامنئي من قاسم فتح معركة إسناد جديدة، إذا شعر النظام
الإيراني بأنّ مصيره
بات على المحكّ؟ وهل تكفي مواقف المسؤولين اللبنانيين ومن بينهم رئيس مجلس النوّاب
نبيه برّي المشدّدة على عدم توريط لبنان بالحرب الدائرة؟
وختم المصدر واصفًا لبنان بعجوز يمشي ثقيل الهمم، في شرق يتغيّر بسرعة ويخلع عنه رداءه العتيق.