رأى إمام
مسجد الصفا المفتي
الشيخ حسن شريفة، في خطبة الجمعة، أن "الظروف الحالية التي نعيشها، في ظل التحديات على المستويين الدولي والإقليمي، تتطلب تفاهمًا حقيقيًا وحوارًا جديًا على الصعد
الدينية، والسياسية، والاقتصادية".
وشدد على أن "ذلك لا يكون إلا من خلال مواقف هادئة وهادفة تصبّ في مصلحة وحدة
لبنان"، مشيرًا إلى أن "العدو
الصهيوني لا يفهم إلا لغة الإجرام، وما قام به الطيران الحربي
الإسرائيلي بالأمس في الجنوب، ليس إلا رسالة ضغط على لبنان في سياق المفاوضات الجارية مع المبعوث الأميركي".
وقال: "ان تريث لبنان ليس عبثيًا، بل لأن التجربة الأميركية في الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار أظهرت فشلها، إذ إن العدو الإسرائيلي يخرق الاتفاق أكثر من مرة في اليوم الواحد، دون رادع".
واعتبر أن "هذه الاعتداءات المتكررة يجب أن تكون دافعًا لتعزيز
الوحدة الوطنية، لأن النهوض بالمؤسسات لا يتم إلا من خلال شراكة حقيقية بين جميع اللبنانيين".
تابع: "بعض الخطابات ذات النبرة العالية، وخصوصًا ذات البعد الطائفي، لا تخدم مصلحة أحد، لأن لكل طائفة مشاعرها وهواجسها، وكل فعل يُقابل بردّ فعل، ونحن في غنى عن ذلك. إثبات الذات يكون بالإنجازات لا بالكلام الفتنوي. وعاشوراء مناسبة نستلهم منها قيم رفض الظلم والفساد والاستبداد".
وأشار إلى أن "الانفتاح على
الدول العربية أمر مطلوب وضروري، ولكن دون أن يعني ذلك قطع العلاقة أو العداء مع
إيران، لأن الامتداد الديني والعقائدي هو جزء من التنوع الثقافي اللبناني، ويجب أن يُحتضن لا أن يُلغى".
وختم بالدعوة إلى "إعادة بناء ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها، لقد كفر المواطن بكل شيء، والحل يبدأ من الأولويات: صحته وتعليمه. فالتجربة مع المستشفيات الحكومية سيئة، وكذلك المدارس الرسمية. إذا كانت الدولة جادة في إعلان
النوايا الحسنة، فلتبدأ من هنا، لأن هذا هو العنوان الأساس".