السيد: تعزيز العدالة وتحسين نوعية الحياة أولوية لتحقيق التنمية المستدامة

احتفل صندوق الأمم المتحدة للسكان بـ"اليوم العالمي للسكان" لعام 2025 بإطلاق تقريره الإقليمي "التحديات الحقيقية في مجال الخصوبة" خلال فعالية في الجامعة الأميركية في بيروت، بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد والمديرة الإقليمية للصندوق ليلى بكر وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة في لبنان.

وأشار التقرير إلى التحولات الديموغرافية وانخفاض معدلات الخصوبة في العالم العربي، معتبراً أن الأمر لا يعد أزمة سكانية بقدر ما هو انعكاس لأزمات أعمق تتعلق بغياب الخيارات والاستقرار الاقتصادي والمساواة بين الجنسين.

ولفتت المديرة الإقليمية بكر إلى أن الشباب اليوم يواجهون حواجز لم يكن أجدادهم يتصورونها في ظل نظام اجتماعي واقتصادي لا يلبي تطلعاتهم في تكوين أسر.

من جهتها، شددت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد على أن لبنان يعمل على إعادة صياغة نهجه في السياسة الاجتماعية من خلال بناء شبكة حماية شاملة تعزز العدالة الاجتماعية وتحسن نوعية الحياة تمهيداً لتحقيق تنمية مستدامة.

وأشار التقرير إلى أن 20% من سكان العالم ينجبون عدداً أقل من الأطفال مما يرغبون بسبب القلق الاقتصادي وأزمات المناخ وعدم المساواة. وفي العالم العربي، تبلغ نسبة بطالة الشباب 25.2%، وتصل بين الشابات إلى 37.7%، أي أكثر بثلاثة أضعاف من المعدل العالمي. كما أن واحدة من كل عشر نساء تفتقر إلى خدمات تنظيم الأسرة، وترتفع هذه النسبة إلى واحدة من كل خمس نساء في بعض الدول.

وأضاف التقرير أن ضعف القدرة على تحمّل تكاليف السكن وغياب دعم رعاية الأطفال يسهمان في تأخير الزواج والإنجاب. وحدد التقرير أربع ركائز رئيسية للتغيير تشمل الأمن الاقتصادي من خلال فرص العمل والسكن الميسّر، والمساواة بين الجنسين عبر سياسات إجازة الأبوة والرعاية المشتركة، والصحة الإنجابية الشاملة التي تتضمن تنظيم الأسرة وعلاجات الخصوبة، بالإضافة إلى تفكيك الأعراف الضارة التي تتجلى في الصور النمطية والتمييز في سوق العمل.

وختم التقرير بالتأكيد على أن تحقيق الخصوبة الطوعية والمستدامة لا يتم من خلال الضغط أو القلق من الانخفاض العددي، بل عبر ضمان العدالة والخيارات والبيئة الآمنة لكل فرد، لا سيما النساء والشباب.