Advertisement

لبنان

ماذا تخطّط إسرائيل للجنوب؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
22-09-2025 | 09:00
A-
A+
Doc-P-1419925-638941280002137469.jpg
Doc-P-1419925-638941280002137469.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
إذا أراد المرء أن يكون واقعيًا في نظرته إلى ما يجري الاعداد له للجنوب على وقع الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة لا بدّ من أن ينطلق من معطيات قد تتجاوز بأهدافها الوقائع الميدانية، التي هي من دون أدنى شكّ، جزء مكّمل ومتمّم لما يُرسم لمستقبل المنطقة.
Advertisement
فالجنوب، بوضعيته الحالية، لا يمكن فصله عن حوادث السويداء في سوريا، ولا عن التحرّكات التركية في الشمال السوري، ولا عن مشروع تقليم أظافر الجناح العسكري الكردي في سوريا والعراق، ولا عن تسارع المسار التفاوضي بين إيران والمملكة العربية السعودية، وانعكاس وتيرة هذه العلاقات على الموقف، الذي أعلنه الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن ضرورة فتح صفحة جديدة مع الرياض.
وقد لا يكون ما يُخطّط للجنوب من الحدود مع إسرائيل وصولًا إلى خط مجرى نهر الليطاني، كخطّ فاصل أو كمنطقة عازلة، مغيّبًا عن اللقاءات السورية – الإسرائيلية الجاري الاعداد لها بوتيرة متسارعة، والتي قد تفضي إلى مشاريع جديدة في المنطقة، خصوصًا ما يمكن أن تشهده أروقة الأمم المتحدة في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العمومية من لقاءات مباشرة يجري التحضير لها أميركيًا بدقة وعناية بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وهذا اللقاء، إذا حصل، فإنه سيكون مقدمة لتفاهمات أوسع في المستقبل القريب قد تعيد تقسيم أجزاء من سوريا وفق ما يتماهى مع مشروع تأمين أمن إسرائيل من الجهات الأربع، وبالأخص في الجزئين الأكثر حماوة في الجولان السوري وفي الجنوب اللبناني.
فإذا ما تحقّق لتل أبيب ما كانت تسعى إليه دائمًا لجهة تقسيم الجنوب السوري إلى مناطق ذات خصائص أمنية مختلفة، ما يضمن إقامة منطقة عازلة تؤمّن الحدود الإسرائيلية بفاعلية، ولسنوات طويلة، فإن الوضع الجنوبي في لبنان لن يكون في منأى عن مشروع المنطقة العازلة، التي سبق لتوم برّاك أن تحدّث عنها أكثر من مرّة.
 وهذا المخطّط الإسرائيلي بضمانة أميركية أكيدة يترافق مع التطورات الجارية في الجنوب السوري، حيث تبرز البصمات الإسرائيلية على الواقع الدرزي في هذه المنطقة المفتوحة على كل الاحتمالات.
وفي الاعتقاد السائد لدى أكثر من وسط ديبلوماسي فإن حكومة العدو ستسعى في ضوء ما يمكن أن تصل إليه المحادثات السورية – الإسرائيلية من نتائج ملموسة على أرض الواقع، إلى اعتماد خطّة جديدة في الجنوب اللبناني، والتي بدأت معالمها تظهر. ووفق التصورات الأولية فإن تل أبيب ستلجأ في مرحلة غير بعيدة إلى تصعيد ميداني ممنهج على غرار الغارات، التي شنتّها منذ ثلاثة أيام على أكثر من موقع تدّعي بأنها مراكز مستحدثة لـ "حزب الله" في أكثر من قرية جنوبية.
وقد تؤدي حدّة التصعيد الميداني، وفق ما تخطّط له إسرائيل، إلى موجة تهجير جديدة قد تكون هذه المرّة أكبر من المرّات السابقة، على أن يكون الجزء الأكبر من هذه المنطقة، التي تفصل ما بين الحدود الجنوبية وخط نهر الليطاني خالية من السكّان، تماماً هو الوضع في الجنوب السوري.
ويُخشى ألا تكتفي إسرائيل بهذا الجزء من المخطّط الشمولي، بل ستسعى، على ما يتوقعه المحللون العسكريون، إلى ملاحقة عناصر "حزب الله" حتى حدود نهر الأولي، وذلك في ضوء ما بدأت بتسريبه من معلومات عن نقل "الحزب" كل صواريخه الثقيلة إلى تلك المنطقة. وهذا ما يعطيها، بحسب مفهومها الخارج عن المنطق، الحق في أن تلاحق العناصر الحزبية حتى عمق الأعماق.
ولكن فات الذين يرّوجون لهكذا سيناريوهات أن الجيش منتشر بكثافة في المنطقة الجغرافية الواقعة جنوب الليطاني، وهو ينفّذ ما تمّ التوافق عليه في جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول بعدما رحبّ بخطّة اليرزة. فوجود الجيش في هذه المنطقة ليس رمزيًا، وبالتالي فإن أي عمل عدائي قد تلجأ إليه إسرائيل سيُواجه من قِبل عناصر الجيش، الذين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام عمليات القضم الممنهج لأجزاء واسعة من الأراضي اللبنانية.
 كذلك الأمر بالنسبة إلى قوات "اليونيفيل" الممدّد لها للمرة الأخيرة، والتي لا تزال، على الأقّل، شاهدة على ما تقوم به إسرائيل من إعمال عدوانية في الجنوب اللبناني، والتي تكتفي حتى هذه اللحظة بإصدار بيانات دورية عمّا يجري في المنطقة الخاضعة لمراقبتها المباشرة.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas