يؤكد مطران
بعلبك ـ دير الأحمر للموارنة حنا رحمه في حديث لـ"الديار"، أن "الحرب اتية بالتأكيد إذا أوجد لها اللبنانيون السبيل، فمن المفهوم على سبيل المثال، أن تتمّ إضاءة صخرة الروشة، ولكن من غير المقبول حصول أي تحدٍ كما من غير الواضح أسباب وأهداف التحدّي الذي ظهر". ووفق المطران رحمه، فإن "أي تحدٍ من فريق لآخر يخدم
إسرائيل وليس
لبنان لأنه يقوّي الشعور بالفتنة، فالمنطق يقول بأن يتحاور اللبنانيون مع بعضهم بعضا، ولدى رئيس الجمهورية خطاً أحمر يتمثّل بمنع الفتنة". وأمّا عن الخشية من أي فتنة داخلية فيقول المطران رحمه، إن "رئيس الجمهورية قرّر عدم حصول أي فتنة أو صدام داخلي، وأن تتم تسوية الأمور بالحوار، علماً أن الخشية تبقى من أي عدوان إسرائيلي، لأن لا تكافؤ في موازين القوى في أي حرب، خصوصاً وأنه على الصعيد الاجتماعي، وبكل صراحة، ما من جهة رسمية أو غير رسمية قد قدّمت الدعم للأهالي
النازحين الذين أتوا إلى مناطق
مسيحية بقاعية وبلغ عددهم نحو 25 ألفاً، إلاّ بعد نحو شهر، واليوم، وإذا تجدّدت الحرب، لا نستطيع تقديم المساعدة بسبب عدم وجود أي إمكانات مادية، وإن كنت وطنياً ومسيحياً لم أتغيّر، وما زلت أريد تقديم المساعدة، ولكن لا قدرة لدي جراء الأزمة الاقتصادية".
وعن اقتراع المغتربين، يشير المطران رحمه، إلى أولوية انتخاب المغتربين، "لأنهم أول من يمدّ يد العون لأي لبناني فقير أو مريض عندما نطلب منهم المساعدة، ولذلك، يحقّ للمغترب أن ينتخب ويقرّر من سيمثله في المجلس النيابي، وما أدّى إلى استمرار الأخطاء هو ممارسة سياسة النكايات وهذا ضد قيام الدولة...".
ورداً على سؤال حول أبعاد زيارة البابا، يتمنى المطران رحمه أن تتم هذه الزيارة، و"أن يقرأها كل اللبنانيين جيداً وبالشكل الصحيح، ولكن إذا حصلت الحرب فلن تحصل الزيارة، فالفاتيكان لن يقرّر أن يزور البابا لبنان، إن لم تكن هناك أوضاعاً مستقرة، فالزيارة يجب أن تدفع بالإتجاه الإيجابي، ولكنها لن تحصل في ظل مناخ من التحدّي والاستفزاز".
وعن المرحلة المقبلة وهواجس
المسيحيين، يجد المطران رحمه، أن "هناك هواجس لدى الكنيسة كما لدى السياسيين وكل المواطنين، وتلتقي عند مبدأ واحد وهو الدولة والعدالة والأمن والاقتصاد الحر ما يؤمن الحياة المستقرة، وغياب هذه العوامل يؤدي بالمسيحيين إلى الهجرة، وهذا هو الهاجس الأخطر اليوم، لأن ذلك يؤدي إلى حصول خلل كبير، بحيث أن الحضور المسيحي يؤمن التوازن والاعتدال والمواطنة". ومعالجة هذه الهواجس تكون، كما يؤكد المطران رحمه، عبر "قيام الدولة التي تحقّق العدالة للجميع، مع
العلم أن المرحلة
القادمة تدعو للإطمئنان لأن المسيحيين يؤمنون بالمسيح ويعيشون مسيحيتهم، ولذلك، فإن الرب يحميهم، ولكن الخوف هو أن نترك الرب فيتخلّى عنا، وكلنا مؤمنون بالصمود والإستمرار من دون أي مخاوف في هذه الأرض المقدّسة، وعلى المسيحيين الصمود في أرضهم والتعايش مع إخوتهم في الوطن".
ورداً على سؤال حول مسؤولية الكنيسة في معالجة الأزمات الاجتماعية لدى المسيحيين، يقول المطران رحمه إن "أموال الكنيسة تبخّرت في المصارف، وليس صحيحاً أن بكركي حوّلت أموالاً إلى الخارج، بينما الكنيسة اليوم تطالب بالإفراج عن أموالها في القطاع المصرفي، لأنها تطلب المساعدة من الكنيسة الأوروبية للاستمرار بتأمين الدعم للبنانيين في قطاعي التربية والطبابة".