أحيا "
حزب الله" الاحتفال التكريمي للشهيد محمود عيسى في بلدة كفرا الجنوبية، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين، إلى جانب عوائل الشهداء وعلماء دين وفاعليات وشخصيات وحشود من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
ألقى النائب عز الدين كلمة اعتبر فيها أن "ما حصل في الأيام الأخيرة من اعتداءاتٍ صهيونية طالت الأراضي
اللبنانية، ومنها العدوان الذي استهدف فجر السبت منطقة المصيلح، إنما يدل على أن العدو بات في حالة تفلّت كامل من كل المواثيق والقوانين، بخاصةً وأنه استهدف أهدافًا مدنية تتعلق بالصناعة والاقتصاد وبنائها وإدارة حركة العمل لهؤلاء الناس الذين يعتاشون من وراء مصالحهم، فيملكون جرافة أو حفارة أو آلية ثقيلة يحتاجها
لبنان لتنفيذ مشاريع خاصة أو مشاريع للدولة، وهي ممتلكات خاصة لا علاقة لها بأحد. وهذا ما أكده وزير الأشغال العامة بتصريحه عن أن الأهداف مدنية، وهي عبارة عن مجموعة من معارض بيع الآليات الثقيلة بلغت خسائرها ملايين الدولارات" .
وقال: "إزاء هذه الاعتداءات المتفلّتة، أصبح الحديث عن قانون دولي أو حقوق إنسان أو منظمة عفو دولية أو محكمة جنائية أو ما شابه يُشعر بالألم والخجل، لأنه في الحقيقة وفي مواجهة الأميركي والإسرائيلي، نحن أمام شريعة غاب يأكل فيها القوي الضعيف. وهنا نستذكر كلام شهيدنا الأسمى الذي كان يقول إن لا مكان للضعيف في هذا العالم، فالقوي يريد افتراس الضعفاء والمستضعفين في العالم. وظنّ ترامب أنه يستطيع أن يهيمن ويسيطر على هذه المنطقة بأكملها، ولكن هذا لن يكون، لأنه يستطيع أن يسيطر لو كان عادلًا في حكمه" .
وأضاف: "العدوان الذي حصل هو من طبيعة هذا العدو، الذي يسعى إلى استغلال بعض الفرص لممارسة مزيد من العدوانية على لبنان، وفي هذا الإطار، نحن ندين هذا الاعتداء ونضع هذا العدوان برسم الراعيين لوقف إطلاق النار: أميركا وفرنسا، ونطالب بموقف لبناني حازم وجازم في إدانة هذا الفعل. ونقدر موقفي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب اللذين عبّرا عن موقفيهما" .
وانتقد عز الدين موقف
وزارة الخارجية التي تعبّر عن الدبلوماسية اللبنانية، والتي أصدرت بيانًا عبّرت فيه عن استنكارها لما جرى في المصيلح، معتبرًا أن "هذا الموقف لا يرقى إلى حجم العدوان الذي حصل، ولا يؤدي الغرض المطلوب من الدبلوماسية في مواجهته، بل كان على
وزير الخارجية استدعاء السفيرين الأميركي والفرنسي بالحد الأدنى، فضلًا عن سفراء بقية الدول الخمس الكبرى، للحديث معهم بدبلوماسية نشطة وفعالة ومؤثرة، وتقديم موقف لبنان تجاه هذا العدوان، وإدانته وعدم القبول بهذه الممارسات، وضرورة مراعاة ما تعهّدا به وإلزام العدو بالكفّ عن هذه الممارسات. أما من يقول إن أميركا غير قادرة على إلزام
إسرائيل، فيكون قد دخل في ممارسة النفاق، فقد رأينا كيف جرى الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، بعدما اتخذ ترامب قرارًا في ذلك" .
وقال النائب عز الدين: "لو أرادت أميركا وفرنسا أن تلزما نتنياهو بوقف الاعتداءات لتمكنتا من ذلك. وما المانع أيضًا من أن تكون هناك سردية لبنانية لمواجهة كل الأباطيل والأضاليل التي يوزّعها ويعمّمها العدو الصهيوني على العالم؟ وما الذي يمنع لبنان من تقديم شكوى لمجلس الأمن؟ وما الذي يمنع من إطلاق حملة إعلامية ودعائية ضد هذا العدو لغرس مفهوم الوطنية أن الكيان الصهيوني هو عدو لكل اللبنانيين بغضّ النظر عن طوائفهم ومذاهبهم؟ وتستطيع وزارة الخارجية والدبلوماسية اللبنانية من خلال سفاراتها وضع كل الدول العربية والصديقة والحليفة في مجريات ما يجري، لجلبهم إلى جانب لبنان وتأييدهم للبنان في موقفه" .
وفي ما يتعلق بالمقاومة وبمجريات الأوضاع في غزة ووقف إطلاق النار، أشار النائب عز الدين إلى أنه "بات من الواضح أن التفوق العسكري لا يحسم معركة مهما بلغ من قدرات وإمكانات، وأن الطرف الثاني مهما بلغ من ضعف في الإمكانات العسكرية إنما يمتلك الإرادة والروح والقضية المحقة والحافزية للتضحية والصمود، يستطيع ان يمنع العدو من تحقيق اهدافه والدليل على ذلك ما حصل في غزة، التي صمد مقاوموها لسنتين مخالفين كل التوقعات، وعاد أهلها اليوم إلى المدينة المدمّرة التي حاول العدو السيطرة عليها، وهذا الأمر نشترك فيه معهم على مستوى الخطّ الأمامي من القرى المدمّرة بالكامل".
واكد أن "التفوق العسكري لا يكفي، وإلا فكيف انتصرنا في العام 2000 وكيف طردنا الاحتلال؟ فنحن لم نكن متفوّقين عسكريًا، إنما كان لدينا ما يوازي ذلك من ناحية الإرادة والتصميم والتضحية والمعنويات والقضية المحقّة، فأرضنا كانت محتلة. واليوم الأميركي والإسرائيلي خسِرا المعركة ولم يحققا الأهداف التي رفعاها، فإسرائيل كانت ترفع أهدافًا تتمثل في سحق حماس وتهجير
الفلسطينيين من أرضهم، ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيقها. لذلك حققت المقاومة
الفلسطينية انتصارًا متمثلًا بصمود شعبها وثبات مقاتليها الذين لم يُلقوا السلاح".
وختم النائب عز الدين: "الأمر نفسه عندنا في لبنان، فمجاهدونا وشهداؤنا صمدوا في وجه العدو وأوقفوه عندما أراد أن يجتاح لبنان. وبالتالي، إن المقاومة عصيّة على الانكسار، وهي لن تتراجع عن قوّتها وعن مهمتها وعن دورها، وستبقى مدافعة عن هذا الوطن، وحارسة لمصالحه العليا، ومتجذّرة في أرضها، ولا يستطيع أحد أن يُملي عليها شيئًا، لأنها صاحبة حق، والدفاع عن النفس حق مشروع". (الوكالة الوطنية)