Advertisement

خاص

تقرير بريطاني يتحدث عن تهديد وشيك لإسرائيل.. هذا ما كشفه

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
08-11-2025 | 10:30
A-
A+
Doc-P-1439549-638981913518477492.jpeg
Doc-P-1439549-638981913518477492.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "في أعقاب الحرب، تُفتح جبهة جديدة. هذه المرة، ليس في أنقاض مدن غزة، بل في أروقة الدبلوماسية، حيث تُرسم الخرائط بالكلمات والولاءات. تجد إسرائيل نفسها الآن محاصرة، لا بالدبابات، بل بالمعاهدات والقرارات والحوافز، بل شبكة من المناورات الدولية التي تعد بـ"الاستقرار" بينما تُعيد تعريف شروط حريتها الاستراتيجية. وفي قلب هذه المراجعة نجد الولايات المتحدة، التي يتصور مخططها لما بعد الصراع منطقة مسالمة يقودها البراغماتية والتسوية والإشراف المتعدد الأطراف. ولكن تحت خطاب إعادة الإعمار يكمن منطق أكثر خطورة: منطق يعامل الردع باعتباره مزعزعاً للاستقرار، والغموض باعتباره نضوجاً، وغرائز البقاء لدى الدولة ذات السيادة باعتبارها عقبات أمام تصميم أكبر. وتتم خوض الحملة التي تلي ساحة المعركة من خلال مبادرات التطبيع، ودبلوماسية الرهائن، ومعجم جديد لضبط النفس". 
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "تتكثف الحملة السياسية التي أعقبت المرحلة العسكرية من حرب غزة، وتواجه إسرائيل الآن شبكة كثيفة من المناورات الدبلوماسية التي تصور "اليوم التالي" ليس باعتباره قضية إعادة إعمار محلية، بل باعتباره إعادة تصميم معماري إقليمي بقيادة واشنطن. ويمثل الطلب الذي تقدمت به الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمتعلق برفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، تحولاً دراماتيكياً في البراغماتية الأميركية. فما كان في السابق عملاً لا يُصدّق، يُبرَّر الآن باعتباره "آلية استقرار". ومن المؤكد أن إسرائيل سوف تنظر إلى هذا الأمر بقلق: وهي سابقة قد تنطبق ذات يوم على حماس تحت مسمى دبلوماسي مختلف. ولكن إسرائيل نفسها يجب أن تعمل أيضاً على تحديد نبرة علاقتها مع النظام السوري الجديد".

وتابعت الصحيفة، "في طهران، نفذت قوات الأمن اعتقالات منسقة بحق صحافيين وأكاديميين ومثقفين، من بينهم برويز صداقت، وماهسا أسد الله نجاد، وشيرين كريمي. وتكشف هذه الاعتقالات عن تنامي انعدام الأمن لدى النظام، وعن عزمه على إسكات الانتقادات في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية. وبالنسبة لإسرائيل، تُشير هذه الاعتقالات إلى أن عدم الاستقرار الداخلي في إيران يتزامن مع عدوانها الخارجي. ربما تكون حرب الأيام الاثني عشر التي اندلعت هذا الصيف قد أعاقت مخزونات الصواريخ الباليستية الإيرانية وأعاقت برنامجها النووي بشدة، إلا أن قوتها لم تُستنفد بعد، فالنظام يبذل جهودًا حثيثة لإعادة بناء نفوذه في المنطقة. وتم الاحتفاء في أوروبا بإطلاق سراح الرهينتين الفرنسيين سيسيل كولر وجاك باريس، المحتجزين في إيران منذ عام 2022، والذي أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون، باعتباره نجاحا إنسانيا. ولكن في القدس يقرأ البعض الأمر بشكل مختلف، باعتباره خطوة أوروبية أخرى نحو الانفراج مع طهران في الوقت الذي تحاول فيه إيران تعميق موطئ قدمها في سوريا ولبنان وغزة".

وأضافت الصحيفة، "يؤكد طلب المملكة العربية السعودية الحصول على مقاتلات إف-35، والذي ورد أنه قيد المراجعة الأميركية، الرؤية التعاملية لواشنطن في المنطقة، ويسعى الأميركيون إلى الموازنة بين الاحتواء الاستراتيجي لإيران ومكافأة الرياض على مشاركتها الحذرة في "اتفاقيات إبراهيم 2.0". لكن إسرائيل تنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها تآكلاً محتملاً لتفوقها العسكري النوعي".

وبحسب الصحيفة، "في غزة، تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية حول خان يونس، في حين لا يزال تنفيذ حماس للمرحلة الأولى من اتفاق الأسرى مجمداً. إن استعداد واشنطن للتغاضي عن هذا التأخير، و"تجاهلها البناء" المألوف، يعكس نمطًا أعمق: السعي لتحقيق الهدوء الإقليمي حتى على حساب صدقية الردع الإسرائيلي. ويُعتقد أن هؤلاء المقاتلين، وكثير منهم من كبار القادة والعملاء، محاصرون داخل مجمعات أنفاق دون أي مخرج فعال. وفي ظل هذه الخلفية، فإن التقارير التي تفيد باستعداد إسرائيل لمناقشة إنقاذهم في مقابل عودة قتلاها ليست مدهشة فحسب، بل لا يمكن الدفاع عنها. ألم يكن هناك اتفاقٌ مُبرمٌ بالفعل، بضماناتٍ أميركيةٍ كما يُقال، يتضمن إعادة جميع الأسرى والجنود القتلى؟ وإذا كان هذا الاتفاق موجودًا، فلماذا تُفكّر إسرائيل الآن في دفع مبلغٍ ثانٍ لالتزامٍ لم يُوفَّ به بعد؟ هذه ليست دبلوماسية، بل استسلام على دفعات. فكل تنازل من هذا القبيل يُكافئ الخرق، ويُشجع على المماطلة، ويُؤكد للخصوم أن الحزم الإسرائيلي قابل للتفاوض".

وتابعت الصحيفة، "المشكلة أعمق من مجرد صفقة واحدة: فنهج إسرائيل في المفاوضات مع المنظمات الجهادية يُعطي الأولوية بشكل منهجي للاعتبارات الإنسانية على حساب النزاهة الاستراتيجية، كما وأنه يمنح الإرهابيين نفوذًا من خلال التهديدات، ويكافئهم على انتهاكاتهم، ويتسامح مع المماطلة والخداع، ولا يمكن لأي عدو أن يطلب إشارة أوضح من هذه ليستغلها. ويُعاد طرح القضية الفلسطينية كبوابة لتطبيع عربي أوسع، وترتبط الزيارة المرتقبة لأمير سعودي رفيع المستوى إلى واشنطن بتجدد الإشارات إلى مبادرة السلام السعودية التي طُرحت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي تُمثل ابتعادًا عن الروح غير المشروطة لاتفاقيات إبراهيم الأصلية. وفي الوقت عينه، أصبح فوز زهران ممداني، المناهض لإسرائيل، بمنصب عمدة نيويورك رمزياً إلى حد كبير يتجاوز حدود الولايات المتحدة. فقد صدم فوزه الجاليات اليهودية، وكشف كيف يتداخل خطاب التقدمية الأميركية بشكل متزايد مع الخطاب الإسلامي. وفي القدس، يُنظر إلى هذا على أنه إنذار مبكر بتقارب أيديولوجي معادٍ لإسرائيل".

وأضافت الصحيفة، "في هذه الأثناء، تقترب تركيا وإيران من حدود إسرائيل تحت مظلة "هياكل أمنية إقليمية" مدعومة أميركيًا، وتُبرز التقارير عن شراكة دفاعية إيرانية بيلاروسية، ودراسة واشنطن لمشاركة تركيا في "قوة مهام مراقبة" تابعة للأمم المتحدة، التناقض بين التعددية الأميركية واستقلالية إسرائيل الأمنية. على هذه الخلفية، تتحول استراتيجية الولايات المتحدة "لإنهاء حروب الشرق الأوسط" إلى آلية تُقيّد المبادرة الإسرائيلية، وتُصبح كل دعوة لضبط النفس بمثابة فيتو ناعم على الاستباق، وتحمي "القبة الحديدية الدبلوماسية" الجديدة رؤية واشنطن، لا حرية إسرائيل في التصرف. لذا، تُخاطر "قضية حماس" بالانزلاق نحو تسوية دولية ضمنية: نموذج حكم ظلّت تحتفظ فيه الحركة بوجودها دون سيادة، بينما تُحثّ إسرائيل على إظهار "نضج استراتيجي". بالنسبة للقدس، هذا ليس أقلّ من مأسسة الغموض كسياسة". 

وختمت الصحيفة، "باختصار، يسعى النظام الناشئ، المتمركز حول أميركا، إلى الاستقرار من خلال تحييد الديناميكية الإسرائيلية. إنه يُعيد تعريف الشرق الأوسط وفقًا للمخططات الغربية التي تتجاهل العناصر الأساسية لواقعه: الدين، والسلطة، والخوف، والقبيلة. وقد بدأت تُرسى أسس الصراع المقبل، ليس فقط مع خصوم إسرائيل التقليديين، بل مع حلفائها المفترضين أيضًا". 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban