Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Spectator" يتحدث عن الاغتيال الذي غيّر إسرائيل إلى الأبد.. هذا ما كشفه

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
03-11-2025 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1437374-638977562876595490.png
Doc-P-1437374-638977562876595490.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "قلّما غيّرت اغتيالاتٌ سياسيةٌ لزعيمٍ سياسيّ مسارَ أمةٍ تغييرًا جذريًا ودراماتيكيًا. على سبيل المثال، لقد عانت الديمقراطية الأميركية من اغتيال أبراهام لينكولن في عام 1865، واستمر الأميركيون السود في التمتع بحريتهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس. وبعد مرور قرن من الزمان تقريبا، لم يؤد اغتيال الرئيس جون كينيدي إلى وقف العملية التشريعية التي ضمنت الحقوق المدنية للأميركيين من أصل أفريقي. وكان الاغتيال السياسي الأكثر أهمية في التاريخ الحديث هو اغتيال وريث العرش النمساوي المجري، الأرشيدوق فرانز فرديناند، في سراييفو في حزيران 1914، وكان مقتله على أيدي الثوار القوميين الصرب بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "كان اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، الذي يُصادف هذا الأسبوع الذكرى الثلاثين له، أحد تلك الأحداث النادرة التي غيّرت الواقع. ففي أعقاب عملية الاغتيال، تلقت اتفاقيات أوسلو ضربةً قاصمة. وفي الواقع، واصل القاتل، ييجال عامير، الطالب الجامعي الشاب في جامعة بار إيلان والمتعصب الديني، تقليد المتطرفين القوميين الذين نجحوا في مهمتهم الجذرية لوقف العملية السياسية. إن العديد من جوانب الأحداث التي أدت إلى الاغتيال وتداعياته تتوافق بشكل مخيف مع الواقع الحالي في إسرائيل في عام 2025: الاستقطاب العميق في المجتمع، وتصاعد التحريض، وضعف النظام القضائي، وإخفاقات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، وانتشار نظريات المؤامرة. وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو في أيلول 1993، شنّت أوساط اليمين، وخاصةً بين المستوطنين اليهود، حملةً عامةً تصاعدت حدّتها، وما بدأ كتحريضٍ لفظيٍّ سرعان ما تطوّر إلى عنفٍ جسديٍّ وأعمالٍ إجرامية".

وتابعت الصحيفة، "في غضون ذلك، كثّفت حماس حملتها الإرهابية، فأرسلت انتحاريين إلى شوارع إسرائيل ومطاعمها وحافلاتها ومراكزها التجارية، ما أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين وإصابة الآلاف، واهتزّت ثقة الجمهور وآماله في التوصل إلى تسوية دبلوماسية بشدة. ومع ذلك، ظل رابين ثابتًا في عزمه على مواصلة عملية أوسلو، وكرر مرارًا وتكرارًا: "سنعمل من أجل السلام كما لو لم يكن هناك إرهاب، وسنحارب الإرهاب كما لو لم يكن هناك سلام"، وهي عبارة تُجسّد عقيدته السياسية والأمنية. ومع تصاعد موجة الإرهاب الفلسطيني، تزايد غضب اليمين الإسرائيلي المتطرف وتحريضه، ووُصف رابين بـ"الخائن" و"القاتل"."

وأضافت الصحيفة، "كان إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليوم، تلميذاً شاباً للحاخام المتطرف مائير كاهانا، الذي كان يبشر بالتفوق اليهودي، وقد قام بتمزيق شعار الكاديلاك من سيارة رابين، وأعلن أمام كاميرات التلفزيون: "لقد وصلنا إلى الرمز، وسنصل إليه أيضًا". وفي عدة تظاهرات، اقترب المتظاهرون بشكل خطير من مهاجمة رابين جسديًا. وركبت موجة التحريض شخصيات معارضة بارزة من حزب الليكود، بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي كان من أبرز الأصوات التي أججت نار الفتنة، فقد سار على رأس تظاهرة حمل فيها المتظاهرون نعشًا يحمل اسم رابين. وفي تجمع حاشد في ساحة صهيون في القدس، قبل أسابيع من الاغتيال، وقف قادة الليكود على الشرفة، من بينهم نتنياهو الذي ألقى خطابًا ناريًا، كما وأرييل شارون وآخرون. وعندما بدأت الملصقات التي تصور رابين بالزي الرسمي وشارات شوتزشتافل (SS) تنتشر بين الحشود، أدرك بعض قادة الليكود، بمن فيهم رئيس الوزراء المستقبلي إيهود أولمرت، أن التظاهرة خرجت عن السيطرة فغادروا المكان. أما نتنياهو، فقد بقي".

وبحسب الصحيفة، "بعد الاغتيال، عُيّن عامي أيالون رئيسًا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، خلفًا لكرمي جيلون الفاشل. وقال أيالون الأسبوع الماضي بصراحة لكاتب المقال إن السياسيين على الشرفة ربما لم يقصدوا اغتيال رابين، لكن وجودهم منح المتطرفين شرعية. وأضاف: "الأقلية دائمًا هي التي تتحرك". وفي الواقع، كذلك فشل النظام القضائي في اتخاذ أي إجراء. فرغم فتح 340 قضية تحريض وعنف، تباطأ المدعون العامون والقضاة في اتخاذ الإجراءات اللازمة، حتى بعد أن ناشد رابين نفسه رئيس المحكمة العليا أهارون باراك التدخل. واعترف المدعي العام آنذاك، مايكل بن يائير، قائلاً: "كان نهجنا هو إظهار التسامح تجاه حرية التعبير والحق في الاحتجاج. وبالنظر إلى الماضي، كان ذلك خطأً". وبعد الاغتيال مباشرة، نشر ناشطون من اليمين، بما في ذلك نتنياهو، نظريات مؤامرة سخيفة، زاعمين أن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، أو شمعون بيريز (الذي حل مؤقتا محل رابين كرئيس للوزراء) أو حتى وكالة المخابرات المركزية الأميركية، كانوا وراء عملية القتل، كل ذلك في محاولة لتجنب اللوم عن أنفسهم".

وتابعت الصحيفة، "بعد أشهر قليلة من الاغتيال، أُجريت انتخابات في إسرائيل، أسفرت عن هزيمة بيريز وفوز نتنياهو. ومنذ عام 1996، ومع بعض الانقطاعات، ظل نتنياهو رئيسًا للوزراء لمدة 18 عامًا. وفي الحقيقة، يربط خط مستقيم تلك الأيام بما يحدث في البلاد اليوم، وخاصة منذ أحداث السابع من تشرين الأول 2023 في غزة. فقد تفاقم التحريض الجامح الذي يمارسه نتنياهو واليمين ضد خصومهم السياسيين، وتسللت الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة من الهامش إلى التيار العام. إن تهرب نتنياهو من تحمل المسؤولية عن الهجوم المفاجئ والوحشي الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول، ورفضه تشكيل لجنة تحقيق حكومية، يعكسان أنماط السلوك عينها التي ظهرت قبل ثلاثة عقود من الزمن".

وختمت الصحيفة، "ليس هناك شك في أنه منذ اغتيال رابين، عمل اليمين بلا هوادة على محو ذكراه وطمس أي أثر لعملية السلام والأمل الذي كانت تمثله يومًا ما. وبدلًا من إحياء الذكرى، اختار اليمين تقديس النسيان. ومن المثير للرعب أن بذور هذه الكارثة كانت مزروعة في ذلك الوقت، في وقت الاغتيال، واليوم نمت تلك البذور لتصبح أشجاراً شامخة".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban