Advertisement

لبنان

عون ينتظر والمفاوضات رهن رضوخ "حزب الله"

Lebanon 24
24-11-2025 | 22:52
A-
A+
Doc-P-1446381-638996468385923958.jpg
Doc-P-1446381-638996468385923958.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت سابين عويس في" النهار": الأخطر في مضمون اغتيال رئيس الأركان في "حزب الله" والرجل الأقوى فيه هيثم علي الطبطبائي فيكمن في أن إسرائيل ضربت ضربتها في الوقت الذي مد فيه لبنان الرسمي على لسان رأس الدولة يده إلى التفاوض، من دون أن يلقى أي تجاوب مع هذه المبادرة، ما رسخ الاعتقاد بأن حسابات إسرائيل تتجاوز كل الاعتبارات السياسية، وأن حكومة نتنياهو ليست في وارد الجلوس إلى أي طاولة بالمباشر أو غير المباشر وتحت أي رعاية، أميركية كانت أو أممية، قبل أن تنهي التهديد الذي يشكله لها الحزب. وهذا ما يفسر بوضوح فشل لبنان في انتزاع أي ضمانات أميركية أو دولية حيال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع إسرائيل قبل عام. فهل يمكن وضع هذا الاغتيال في خانة ضرب وإسقاط الدعوة الرئاسية إلى التفاوض، كما يحاول الوسط الشيعي تصويب الاتجاه في شأنها، أو أن ثمة حيثيات أخرى لن يكون لها تأثيرها على المسار التفاوضي المقترح؟
Advertisement
في أول تعليق على نتائج الاغتيال، قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إن "هذا العدوان أتى غداة المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون من الجنوب لمناسبة ذكرى الاستقلال، ليشكل رسالة واضحة للبنانيين جميعاً، ويضعهم أمام صورة تخلي المجتمع الدولي عن لبنان على الرغم من الادعاءات الكاذبة بالحرص على أمن لبنان واستقراره".
في المقابل، التزم رئيس المجلس نبيه بري الصمت، المحرج ربما بعدما أعلن ترحيبه بمبادرة عون الخماسية، عاكساً بذلك موافقته الضمنية على مبدأ التفاوض.
مصادر سياسية كشفت أن لا ارتباط بين عملية الاغتيال والمبادرة الرئاسية، ولا ترمي الأولى إلى ضرب الثانية، بل هي بكل بساطة عملية حصلت ربما في توقيت غير مناسب للبنان في السياسة إذ بدت كأنها جاءت رداً على طرح عون، ولكن التوقيت بالنسبة إلى إسرائيل كان مؤاتياً عسكرياً واستخباراتياً، ولم تكن لتتخلى عنه لسببٍ مبرر، فأولويتها في إضعاف قيادات الحزب وقدراته تسبق أي حسابات سياسية لم يحن وقتها بعد.
وبناءً على ذلك، فإن العملية، في رأي هذه المصادر، يجب أن تسرّع الدفع اللبناني في اتجاه المسار التفاوضي وليس العكس. وبناءً على ذلك، تؤكد المصادر أن المسار التفاوضي سيسلك طريقه في نهاية المطاف، بعد أن يكون لبنان قد خسر كل مقومات قوته التي تحسّن شروطه التفاوضية، فيوافق على ما عكف على رفضه، تماماً كما حصل في ملف الترسيم البحري. إنها مسألة وقت، تختم المصادر.
وكتب ابراهيم بيرم في" النهار": لم تكن مفاجئة الغارة الإسرائيلية الأخيرة على عمق الضاحية الجنوبية، ومعلوم أنه في الأيام الأخيرة، وجّهت إسرائيل فيضاً من الرسائل المباشرة أو بالواسطة إلى كل من يعنيهم الأمر بأنها أعدت لضربات أوسع وأوجع في سياق حربها. وقبل نحو 36 ساعة من غارة الضاحية، كانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تنشر تقريراً موسعاً أعده أبرز المحللين والكتاب الإسرائيليين آفي أشكنازي، يتحدث فيه عن قرار حكومة تل أبيب رفع الاستنفار على 3 ساحات: إيران ولبنان وغزة، في ظل ما تعده المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "تحضيراً لمرحلة قد تشهد تصعيداً واسعاً خلال الأسابيع المقبلة". 
ويبرز السؤال المحوري: هل يبقى الحزب بعد ضربة الضاحية المؤلمة الجديدة معتمداً السردية عينها المعروفة لتبرير انضباطه وعدم الرد على الضربات المتتالية التي تنهال عليه؟ وفي التداول الضيق للحزب تسري قراءة جوهرها الإقرار بأن إسرائيل نجحت بدعم أميركي في تقليص فعالية "مظلة الردع" التي استندت إليها قوى المقاومة لتستظل بها خلال
الأعوام العشرة الأخيرة، وقد استغل الطرفان اللحظة لكي يضعا تلك القوى في الزاوية ويمارسا عليها حرب استنزاف من جهة، ولكي يثبتا وقائع سياسية مختلفة تدفع قوى المقاومة بركنيها الأساسيين، "حماس" والحزب، إلى الاستسلام.
وبناء عليه، يرى الحزب ضمناً أن صموده وعدم رفع الراية البيضاء والامتناع عن تسليم ما تبقى في ترسانته من سلاح، هو النهج الممكن المتاح حالياً لأنه يقود إلى أمرين:
الأول، التدليل على أن إسرائيل، رغم كل ما أقدمت عليه، ما انفكت عاجزة عن حسم المعركة نهائياً.
الثاني، أن قوى المقاومة ما برحت حاضرة ولو بالحد الأدنى من قوتها، وتبعث على بثّ القلق والخوف في أروقة واشنطن وتل أبيب.
 وكتب رضوان عقيل في" النهار": يُنقل عن مسؤول إيراني كبير قوله إن السير بخيار التفاوض مع إسرائيل، سواء كان مباشراً أو غير مباشر، يعود إلى اللبنانيين أنفسهم، لكنه يربط هذا التوجه بالتحذير من "الوقوع في فخاخ إسرائيل". ويؤكد أن قرار التفاوض ملك للبنان، مع إشارته في الوقت نفسه إلى أن "حلول هذه العملية لم تنضج بعد، ويعرف الأميركيون جيداً حقيقة هذا الأمر".
والواقع أن ما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وسوريا يدل على أنها لا تريد إلا إقامة مناطق عازلة في الأماكن المرتبطة بحدودها، مع سعي بنيامين نتنياهو إلى عدم الخوض في أي مفاوضات جدية لأنه يعمل على تقريب موعد انتخابات الكنيست إلى حزيران المقبل ليبقى هو أول المرشحين لرئاسة الحكومة. انطلاقاً من هنا، تعاين طهران تطورات ما يحصل حيال لبنان، ولذلك كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن زيارة النائب علي حسن خليل لطهران وما ناقشه مع المسؤولين هناك. وكانت محطة معاون الرئيس نبيه بري أولاً للمشاركة في مؤتمر بعنوان "القانون الدولي تحت الهجوم: العدوان والدفاع" نظمته وزارة الخارجية، إلا أن برنامج خليل ركز على لقاء القيادات الإيرانية لاستمزاج رأيهم في ما يحصل في المنطقة وتبادل وجهات النظر بين الطرفين، ولاسيما أن علاقة خاصة تمتد لسنوات بين بري والمسؤول عن الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي سلمه في زيارته الأخيرة لبيروت رسالة خاصة من المرجع السيد علي خامنئي الذي يعرف موقع أهميته في لبنان على المستويين الشيعي والرسمي.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك