Advertisement

لبنان

البابا يجمع الطوائف اللبنانية في ساحة الشهداء: أقف معكم في هذه الأرضِ المبارَكَة التي مجَّدَها أنبياء العهدِ القديم

Lebanon 24
01-12-2025 | 09:23
A-
A+
Doc-P-1449436-639002033936576627.png
Doc-P-1449436-639002033936576627.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في ساحة الشهداء ارتفعت العمائم إلى جانب الصلبان، وتقدّمت المرجعيات الروحية من مختلف الكنائس والطوائف لتقف في صفٍّ واحد أمام قداسة البابا لاوون الرابع عشر، في لحظة بدت فيها بيروت وكأنها تعيد اكتشاف نفسها كجسرٍ بين الأديان لا ساحة صراع، خلال انعقاد اللقاء المسكوني والحواري بين الأديان، وسط هذا المناخ الروحي والإنساني، أطلّ البابا قائلاً للبنانيين:"أقف معكم في هذه الأرضِ المبارَكَة التي مجَّدَها أنبياء العهدِ القديم"، فاتحًا الباب أمام رجاء جديد في وطن أتعبته الحروب وأحياه الإيمان بالسلام.
Advertisement
بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية إغناطيوس يوسف الثالث يونان
افتتح بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية إغناطيوس يوسف الثالث يونان اللقاء، مرحبا بالبابا، حيث قال:"نحن مجتمعون اليوم في بيروت، مدينةٍ دمّرتها وجرحتها كارثةُ الانفجار المروّع في مرفئها القريب، لنرحّب، باسم جميع جماعاتنا الدينية والمذهبية، بقداسة البابا لاوون الرابع عشر، الذي يزورنا أبًا روحيًا للكنيسة الكاثوليكية وأخًا لنا جميعًا في الإنسانية، ليعلن تطويبة الإنجيل: "طوبى لصانعي السلام".

أضاف:" نحن نصلّي ونرجو، رغم كل رجاء، أن تُسهم هذه الزيارة في إرساء السلام والاستقرار اللذين تتطلّع إليهما بلدانُ الشرق الأدنى قبل كل شيء، ولا سيما لبنان، هذا البلد الصغير على الخريطة، الكبير في دعوته الديموقراطية وفسيفسائه الدينية والثقافية الاستثنائية، الذي وصفه القديس البابا يوحنا بولس الثاني بأنه ليس مجرد بلد، بل «رسالة» لمنطقتنا وللعالم بأسره.

إنّ زيارتكم، قداستكم، تتزامن مع حدثين تاريخيين بالغَي الأهمية للإيمان المسيحي. الحدث الأول هو إحياء ذكرى المجمع المسكوني الأول الذي عُقد قبل 1700 سنة في نيقية (إزنيق اليوم في تركيا). لقد نظّمت كنائسُنا لقاءات مسكونية للاحتفال بهذه الذكرى العزيزة على جميع المسيحيين بلا استثناء، كاثوليك وأرثوذكس وبروتستانت، المتّحدين في الصلاة للاعتراف بإيمانهم المشترك".

تابع:" أما الحدث الثاني الذي نحتفل به هذا العام فهو الدعوة إلى الحوار بين الأديان التي أطلقها المجمع الفاتيكاني الثاني قبل ستين عامًا في إعلانه "نوسترا آيتاتي" – "في زماننا". إذ إن الكنيسة الكاثوليكية، وقد قرأت علامات الأزمنة، ومن دون أن تتخلى عن إيمانها، اعترفت بمختلف الديانات غير المسيحية، ولا سيما اليهودية والإسلام، ودعت إلى احترام مفاهيمها للإيمان بالإله الواحد، خالق الكون ورازقه. وقد أصبح هذا الإعلان المجمعي موضوعًا لدراسات في الحوار بين الأديان، تستند إلى قبول الآخر المختلف دينيًا، والاحترام المتبادل في حوار الحياة، والتأكيد على حرية الدين والضمير. قداستكم، نشكركم على زيارتكم التي تأتي على خطى أسلافكم القديسين الذين عبّروا عن تضامنهم مع شعوب الشرق الأوسط، مهد الديانات التوحيدية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. كما تشهد زيارتكم على التقدير العميق الذي تكنّه الكنيسة الجامعة للكنائس الشرقية، التي يعود تراثها الغني إلى زمن الرسل".

أضاف:" إن شعوبنا، قبل كل شيء، تتوق إلى الاستقرار السياسي، والسلام البنّاء، والأخوّة الإنسانية الحقيقية بين جميع المواطنين.
نحن مقتنعون بأن زيارة قداستكم ستشجّعنا على تعزيز التزامنا الراسخ بالعيش معًا في روح حوار صادق بين الأديان، قائلين الحقيقة بالمحبّة والاحترام المتبادل، مع بقائنا أوفياء لجذورنا في أوطاننا".

ختم:" وبنعمة العليّ، الآب السماوي بحسب إيماننا نحن المسيحيين، وبنعمة الله تعالى العليّ، بحسب إيمان إخوتنا وأخواتنا المسلمين، نلتزم بأن نسير معًا، مستلهمين دائمًا الرجاء الذي لا يخذل، لكي نصير بنّائي سلامٍ حقيقي في لبنان وفي سائر بلدان الشرق الأوسط".
 
 
البطريرك يوحنا العاشر يازجي
من جانبه، رحّب البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بالبابا لاوون الرابع عشر، وقال له "أهلا بكم في الأرض التي انغرس فيها صليب المسيح أهلا بكم في لبنان هذا البلد الفريد الذي يتنفس في بيئتيه المسيحية والإسلامية".
 
وأضاف البطريرك يازجي: "وجودكم هنا هو رسالة ونضع أمامكم هذا البلد وهذه الأرض بما ذكرنا من رمزية ونثق أننا في صلواتكم كما أنتم في صلواتنا".
المفتي دريان
بدوره، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إنه لَمِن دواعي سُرورِنا أن نكونَ في استقبالِ بابا الفاتيكان لاون الرابعَ عَشَر الذي يزورُ لبنان بلدَ التَّعايُش والتَّعَدُّدِ الطَّائفيّ المتنوُّعُ، وهو غِنىً وإثراءٌ لإنسانيةِ الإنسان، واعتبارُ المواطَنةِ أساساً في تحديدِ الحقوقِ والواجبات على حدٍّ سَوَاء، ومِن دونِ أيِّ تمييز. وفي لبنان نؤكِّدُ دائماً ثوابِتَنَا الوطنيةَ، في قِمَمِنا الرُّوحية، ونَحتَرِمُ الحُرِّيَّاتِ الدِّينيَّةَ وحقوقَ الإنسان، كأساسٍ للعيشِ المُشتركِ في مُجتمعِاتِنا المتنوِّعَةِ والمُتَعَدِّدة، ولا نِتدِخَّلُ في الخصوصِيَّات، فبلدُنا لبنان يَحمي دُستورُه حقَّ الطَّوائفِ في مُمارسةِ شرائعِها، مِصداقًا لقولِه تعالى:  لكلٍّ جعَلْنا مِنكُمْ شِرعَةً وَمِنهاجًا".
أضاف:" الإسلامُ ليس ما جاءَ بَه سيِّدُنا ونَبِيُّنا محمدٌ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ فحسْب، إنَّما هو المَسِيرَةُ الإيمانيَّةُ بِاللهِ الوَاحِد، مِن آدمَ إلى نوحٍ وإبراهيم، إلى موسى وعيسى، وانتهاءً بمحمد، عليهم جميعاً صلواتُ اللهِ وسلامُه".
تابع:" وقد قال اللهُ تعالى في مُحكمِ تَنزِيلِه: "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ، وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ"
ونستذكر هنا ما أمرَ به رسولُ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ الذينَ لا يَستطيعون الدِّفاعَ عَنْ أنفُسِهِمْ مِنَ المُؤمنين، بالهِجرةِ إلى الحَبَشَة، وقال لهم : (إنَّ فيها مَلِكاً لا يُظلَمُ عِندَهُ أَحَد) . وخَشِيَتْ قُريشٌ أنْ تَنتَشِرَ الدَّعوَةُ بهذهِ الطَّريقةِ خارِجَ مَكّة ، فأرسَلتْ رُسُلَهَا إلى النَّجَاشِيِّ مَلِكِ الحَبَشةِ المَسِيحي ، لِيَطرُدَ المُسْلِمينَ مِنْ عِندِه، وقد زَعَمَ رَسُولا قُريشٍ أنَّ هؤلاءِ اللاجئينَ عِندَه، والطَّالبينَ حِمَايَتَه، والعَيشَ مُؤَقَّتاً في جِوَارِه، هُمْ ضِدُّ دَعوةِ عيسى عليهِ السَّلام، فقرأَ جَعفرُ بْنُ أبي طَالِب، اِبْنُ عَمِّ النبيِّ على المَلِكِ صَدْرَاً مِنْ سُورةِ مريم ، فتأثَّرَ النَّجَاشِيُّ وقال: (إنَّ هذا ، ومَا أَتَى بِه عيسى ، لَيَخرُجُ مِنْ مِشكاةٍ واحدة) . وأبى أنْ يَطرُدَ الآتِينَ إليهِ، هَرَبَاً مِنَ الاضْطِهادِ بِسَبَبِ إيمانِهم ، وأصبحَ المسيحيون في أرضِ الحبشةِ، أولَ أصدقاءِ الدَّعوةِ الجَدِيدَة، وأوَّلَ أصدقاءِ أهلِها".
أضاف:" إنَّ وَثيقةَ المدينةِ المُنوَّرة، التي قامَتْ على أَساسِهَا نَوَاةُ الدَّولةِ الأُولى في الإسلام ، نَصَّتْ على أنَّ المؤمنين مِنْ يَهُودٍ وَنَصَارَى، يُشَكِّلونَ مَعَ المسلمين أُمَّةً وَاحِدَة .
بهذِه الأُسُسٍ الإيمانِيَّة، أُرَحِّبُ بِضَيفِ لبنانَ الكبير، البابا ليو الرابعَ عَشَر، مُتمنِّياً له التَّوفِيقَ في قِيَادَةِ السَّفِينَةِ المَسِيحِيَّة، لِمَا فيه خَيرُ الإِنسانِيَّة، على النَّحوِ الذي تُجَسِّدُهُ وَثِيقَةُ الأُخُوَّةِ الإِنسانِيَّةِ، بَينَ إِمَامِ الأَزهَرِ الشَّرِيف، الشيخ أحمد الطيّب، والبابا الراحل فرنسيس".
ختم:" إنَّ لبنانَ هو أَرضُ هذِه الرِّسَالة ، وهو رَافِعُ رَايَتِها، وَالعَامِلُ عليها ولها . ولذلك فإنَّنا ، نَعُدُّ أَنْفُسَنا مُؤتَمَنِينَ مَعاً ، دِينِيّاً وأخلاقِيّاً ووطنِيّاً ، على حَملِ مَشعَلِ هذِه الرِّسَالَة، حتَّى يَعُمَّ الأمنُ والسَّلامُ في العالَم ، وحتَّى تَسُودَ المَحبَّةُ بينَ جَميعِ الأُمَمِ والشُّعُوب".
 
صاحبِ الغبطةِ الكاثوليكوس آرام الأوّل
من جانبه، قال قداسة الكاثوليكوس آرام الاول كشيشان كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الارثوذكس، أنّه هذا هو لبنان: بلد يُعبَّر فيه عن التنوع في جميع جوانب حياة الشعب.

أضاف: "لكن تنوّعنا يتجلّى في وحدة، وحدة تحفظ وتغني هذا التنوع في خدمة لبنان موحّد، سيّد ومستقل".

تابع:" إنّ حضوركم، قداستكم، هو تعبير قوي عن تضامن الفاتيكان مع لبنان حيث يشكّل التعايش الإسلامي–المسيحي الأساس عينه، والخصوصية، بل والميزة الفريدة لهذه الأمة.
في الواقع، إنّ هذه الوحدة في التنوع وروح التعايش تجعل لبنان جسراً بين الشرق والغرب".

وسأل:" كيف يمكننا أن نحافظ على تنوّعنا قويّاً وأن نثبّت التعايش الإسلامي–المسيحي، وفي الوقت عينه نعمّق ونُجسّد بشكل ملموس وحدتنا الوطنية؟ هذا هو التحدّي المطروح أمام شعب لبنان".
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب 
وقال الشيخ علي الخطيب أنّه "يسعدنا في هذا اللقاء أن نرحب بكم في لبنان، باسم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والطائفة الشيعية عامة، مقدرين زيارتكم لبلدنا، مثمنين مواقفكم في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا.
نحييكم بتحية الإسلام الذي يؤمن بالسيد المسيح عليه السلام، رسولا ونبيا ومبشرا وهاديا. وتحية طيبة لجنابكم من لبنان الجريح الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي في الفاتيكان، رسالة وليس بلدا على هامش التاريخ ".

أضاف:" ومن هذا المنطلق أملنا كبير جدا، بأن تحمل زيارتكم لبلدنا كل فرص النجاح، وأن تُثمر في تعزيز الوحدة الوطنية المهتزة في هذا البلد المثخن بالجراح، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على أهله وأرضه. إن ثقافتنا الروحية مبنيّة على الأخوة الإنسانية، نستوحيها من مبادئ الإسلام الذي لا يفرق بين البش، حيث يقول رسولنا الكريم محمد بن عبد الله "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى". كما نستمد هذه الثقافة من فكر خليفته الإمام علي بن أبي طالب الذي يرسم طبيعة العلاقة بين البشر بعبارته الإنسانية البالغة المعنى :"الناس صنفان.. إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق". 

تابع:" ونحن نعتبر أنفسنا أخوة في الايمان ونظراء في الخلق، لا نفرّق بين أبناء البشر إلا بالتقوى، وأن الاختلاف من طبيعة البشر، وأن العلاقة بين  المختلفين محكومة بالحوار والتعارف والتعاون على البِر والتقوى، وأن التعايش السلمي بين اتباع الديانات المختلفة هو القاعدة والأساس، وأن ما يحصل من حروب مفتعلة باسم الأديان لا يعبرعن حقيقة الدين الذي يقوم اولا على اساس حرمة الانسان وكرامته. 
اننا مؤمنون بضرورة قيام الدولة، لكننا في غيابها اضطررنا للدفاع عن انفسنا في مقاومة الاحتلال الذي غزا ارضنا، ولسنا هواة حمل سلاح وتضحية بأبنائنا".
 
وختم:" بناء على ما تقدم نضع قضية لبنان بين أيديكم بما تملكون من إمكانات دولية، لعل العالم يساعد بلدنا على الخلاص من أزماته المتراكمة، وفي طليعتها العدوان الإسرائيلي وما خلفه ويخلفه من تبعات على وطننا وشعبنا".
 بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم
 وقال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار إغناطيوس أفرام الثاني أنه بفرح روحي وأمل كبير أرحب بزيارة قداستكم إلى أرض القداسة لبنان، قلب الله، مستذكراً قول اشعياء النبي: "مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ، الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ"

أضاف:" أرحّب بكم باسم كرسي أنطاكية الذي يشترك مع كرسي روما في خدمة بطرس هامة الرسل وبولس رسول الأمم، وباسم جميع مسيحيي المشرق الذين شهدوا ويشهدون للسيد المسيح منذ بدء المسيحية، رغم الضيقات والاضطهادات التي عانوا منها عبر العصور، فقلّ عددهم بشكل فادح، وأصبح وجودهم في أرض آبائهم وأجدادهم مهدّداً. وفي السنين الأخيرة، أصبحت بلادنا، بمسلميها ومسيحيّيها، ضحية حملات تكفيرية إرهابية وحروب دامية، وكذلك عدوّ إسرائيلي شرس، ممّا سرّع في تهجير الكثيرين. وفي الوقت عينه، عززّت هذه التحدّيات الوجودية العمل المشترك بين مختلف كنائس مشرقنا وأدّت إلى ما سمّاه سلفكم الطيب الذكر البابا فرنسيس: "مسكونية الدم". 

تابع:" تأتي زيارتكم الرسولية هذه في وقت حسّاس من تاريخ هذه المنطقة حيث نشهد اضطرابات كبيرة وتحولات جذرية، نأمل أن تنتج استقراراً وعدلاً وسلاماً لمنطقتنا لم تعرفه منذ زمن بعيد. فأبناء هذه الأرض توّاقون للسلام المبنيّ على العدالة، الذي يجب أن يؤدّي إلى صون كرامة الإنسان وحريّته، في ظل دولة يسودها حكم القانون وتقوم على المساواة في الحقوق والواجبات".
 
استطرد:" يعيش المسيحيون والمسلمون على هذه الأرض الطيبة منذ قرون، يتشاركون الآلام والآمال، ويتوقون إلى الاستمرار في العيش معاً مستفيدين من تجارب آبائهم وأجدادهم. ومع أهمية الحوار الأكاديمي بين ممثلي الأديان، تبقى الخبرة المكتسبة من العيش الواحد العنصر الأهم في تعزيزه. فالمشرق ليس حدوداً تُرسَم على الخرائط، بل هو حياة تُعاش، وذاكرة تُصان، ونسيجُ علاقات إنسانية جمعت عبر القرون بين المسلمين والمسيحيين. وهنا تعلّمنا أن العيش المشترك ليس شعاراً، بل حوار حياة يقوم على اللقاء الصادق والاحترام المتبادل، وعلى مسؤولية يحملها الجميع تجاه الإنسان - كلّ إنسان - لأنه محور رسالتنا وغاية دعوتنا".

وقال:" في هذا البلد الحبيب، لبنان، أدركنا أن الإنسان لا يكتمل إلا بأخيه، وأنّ تلاقي أبناء الأديان قادر أن يبني مجتمعاً متماسكاً يقف في وجه التعصّب والانقسام، ويبعثَ الرجاء في زمن أثقلته الصعاب. وكلما ارتفع صوت الظلم أو تعمّق جرح الانقسام، بقيت الكنيسة في لبنان والمشرق شاهدة للضمير الإنساني، تدعو إلى الحوار الصريح، واحترام الحرية الدينية، وحفظ كرامة كل إنسان خُلق على صورة الله ومثاله".
 
ختم:" نعلم أنكم ستحملون في قلبكم معاناة هذا المشرق المتألم، وستعملون جاهدين على رفعها وضمان حياة حرة وكريمة لكل أبنائه، من خلال صلواتكم وعلاقاتكم وعملكم مع ذوي النوايا الحسنة.  فلنرفع معاً صلاتنا إلى الرب الإله، سائلينه أن يبارك هذا اللقاء، وأن يجعل من زيارة قداستكم إشراقة جديدة في مشرقنا المعذّب؛ إشراقة تبدّد الخوف من القلوب، وتوقظ الرجاء في النفوس، وتعيد إلى شعوب منطقتنا الثقة بوعد الرب القائل: "أتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ، وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ".

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز

بدوره قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى أنّه باسم الخالق المبدع الذي نعبُدُه وكأننا نراه وهو يرانا، باسم الحقيقة المختزنة في كتبنا المقدّسة ورسالاتِنا السماوية الداعية جميعها إلى حفظ الإنسان وصون كرامته. يُسعدنا أن نرحّب بكم صاحب القداسة مقدرين لفتتكم الكريمة، ومُصلِّين معاً لخلاص لبنان والمنطقة، راجينَ أن نُطوّق الألم بالأمل، والشقاء بالرجاء".

أضاف:" نلتقي في توحيدنا فنرتقي في وحدتنا ، متمسكين بالشراكة الروحية والوطنية التي هي. مظلة عيشنا الواحد المشترك، ومصدر قوتنا، فلبنانُ يُمكنُ أن يكون النموذج الأرقى للتنوع في الوحدة، اذا ما أحسنًا فهمه، واستفدنا من غنى مكوّناته، وإذا ما احترمنا خصوصيات بعضنا بعضاً. إنّه قوي بدوره، لا بمساحته وعددٍ أبنائه، ومميَّز بانفتاحه وموقعه، وما علينا إلّا أن نُحسِنَ أداء هذا الدور، وأن نستفيد من هذا الموقع ومن هذا الانفتاح".

تابع:" نحن على يقين بأن وطننا لا يُبنى إلا على قاعدة أخلاقية ذهبيّة ثابتة تقضي بأن تُحافظ كلُّ عائلة روحية على شريكتها في الوطن ، وبأنّ اجتماعنا معاً، مسلمين ومسيحيين، قادر على إحداث بارقة أمل في هذا الجو القاتم من حولنا، لكننا واثقون بأن الراعي صالح، والرعيّة مؤمنة، وبأنّ الخير سينتصر على الشرّ، والنور سيطرد الظلام. زيارتكم صاحب القداسة تدعونا للارتقاء إلى ما هو أسمى، ولفتح أبواب المحبة والرحمة؛ المحبة المسيحية والرحمة الإسلامية، وإغلاق نوافذ التعصُّبِ والتطرُّف، ليكون صوتُ السلام أقوى من أصوات الحروب، فالحربُ هزيمة للجميع، والعنف لا يجلب السلام"، كما جاء في رسالة سلفكم قداسة البابا فرنسيس، ونحن ما كنَّا سوى دُعاة خيرٍ ووئام ، وحُماة وطنِ الرسالة، ولنا في الله عزَّ وجَلَّ خير معين، وفي قداستِكم خير صديقٍ مُبارِكٍ ومُحدٍ للبنان".
القس جوزف قصاب رئيس الطائفة الانجيلية في لبنان وسوريا.

ورحب القس جوزف قصاب رئيس الطائفة الانجيلية في لبنان وسوريا بالبابا، قائلا:" أهلا بكم في لبنان هذا الوطن الصغير الذي أنهكته الحروب لكنه يحمل توقا عميقا إلى السلام".

أضاف:" جئت إلى أرض تعلمت كثيرا من الالم لكنها لم تفقد الرجاء لأن الرجاء هنا جزء من هوية الانسان."

ختم:" قداستك لقد تحدثت الكنيسة الكاثوليكية عن السير معا والاصغاء نأمل أن تكون زيارتك مناسبة لدعوة جميع الطوائف لذلك".
 
رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور
وقال الشيخ قدور أنّه "شرفنا في المجلس الإسلامي العلوي أن نعبّر ، ببالغ السرور والمحبّة، عن تقديرنا العميق لقداسة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر ، وأن نرفع إلى قداسته أسمى آيات الترحيب والتقدير بمناسبة زيارته المباركة إلى لبنان؛ هذا البلد الذي شاءت حكمة الله أن يكون ملتقى الأديان، وواحة للحوار، وجسرًا بين الشرق والغرب، وحاضنًا لتنوع ثقافي وروحي يشكّل ثروةً إنسانية نفخر بها جميعًا، وفضاءً رحبًا للتلاقي بين أبناء الديانات والثقافات ، وهو بفضل هذه الخصائص استحق أن يكون لبنان الرسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني ، الذي قال عن لبنان أنه :" أكثر من وطن إنّه رسالة حرّية وعيش مشترك".

أضاف:" إن حضور قداستكم بيننا اليوم ليس حدثًا بروتوكوليًا أو زيارة ظرفية، بل نعتبرها (رسالة رجاء) إلى اللبنانيين جميعا، ورسالة تأكيد على أنّ لبنان، رغم ما يمر به من محن، ما زال قادرًا على النهوض برسالته، وعلى استعادة دوره في إشعاع القيم الروحية والإنسانية التي تجمع ولا تفرّق، وتبني ولا تهدم.
وإن المجلس الإسلامي العلوي، وهو جزء أصيل من النسيج الوطني اللبناني، يرى في هذه الزيارة دعمًا لكل صوت يدعو إلى الإخاء، وإلى صون كرامة الإنسان، وإلى تجاوز الجراح والانقسامات التي أثقلت وطننا وشعبنا".

تابع:" نحن نؤمن جميعا ، بأن الإنسان هو القيمة العليا، وأن الأوطان تُبنى بالتلاقي لا بالتصـــــــادم، وبالشراكة لا بالإقصاء، وبالاحترام المتبادل لا بالنزاع.
وإذ نرحب بقداسـتكم بين أبنائكم في لبنان، نعلن وقوفنا إلى جانب كل مبادرة تعزّز الاستقرار، وتُحيي الأمل في القلوب، وتشجّع اللبنانيين على الحوار والتفاهم، وعلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخر".

وقال:" إن صوتكم، هو صوت الحق والخير ، وإن صدى حضوركم يتجاوز حدود المكان ليبلغ كل إنسان يتطلع إلى غدٍ أفضل، وإلى وطنٍ مستقرّ ، وإلى شرق ينعم بالسلام".

ختم:" نتقدم من قداستكم بالشكر العميق على تخصيص لبنان بهذه الزيارة التاريخية، سائلين الله أن تكون فاتحة خير وبركة، ومحطة مضيئة تعيد إلى لبنان دوره الذي استودعه الله إياه: دور الرسالة، ودور المحبة، ودور الإنسان".
 
كلمة البابا لاوون الرابع عشر
واختتم اللقاء بكلمة للبابا لاوون الرابع عشر، قال فيها:"  بتأثرٍ عميقٍ وامتنانٍ كبير، أقف معكم اليوم هنا، في هذه الأرضِ المبارَكَة، الأرض التي مجَّدَها أنبياء العهدِ القديم، الذين رأوا في أرزها الشامخ رمزًا للنفس البارة التي تُزهِرُ تحت نظرةِ السَّماءِ السَّاهِرَة ، والأرض التي لم يَنطَفِئُ فيها صدَى الكلمة Logos" قط، بل استمرَّ ، جيلا بعد جيل، ينادي كل الراغبينَ لكي يفتحوا قلوبهم للهِ الحَيّ.
في الإرشادِ الرّسولي بعد السينودس، "الكنيسة في الشرق الأوسط"، الذي وقعه البابا بندكتس السادس عشر هنا في بيروت سنة 2012 ، شدَّدَ قداسته على أنَّ طبيعة الكنيسة ودعوتها الجامعة تقتَضيان منها أن تفتح الحوار مع أعضاء سائر الديانات. يرتكز هذا الحوارُ في الشَّرقِ الأوسط على الرّوابِطِ الرّوحيّةِ والتّاريخيّةِ التي تَجمَعُ المسيحيين مع اليهود والمسلمين. هذا الحوار لا تمليه أولا اعتبارات براغماتية سياسية أو اجتماعية، بل يستند ، قبل كل شيء، إلى أُسَسٍ لاهوتية مرتبطة بالإيمان ".

تابع:" الأصدقاء الأعزّاء، إنَّ حضوركم هنا اليوم، في هذا المكان الفريد، حيث تَقِفُ المآذنُ وأجراس الكنائس جنبًا إلى جنب، مرتفعةً نحو السّماء، يَشْهَدُ على إيمانِ هذه الأرضِ الرّاسخ وعلى إخلاص شعبها المتين للإله الواحد. هنا، في هذه الأرض الحبيبة، لِيَتَّحدُ كلُّ جَرَسٍ يُقرَع، وكلُّ آذان، وكلُّ دعوة إلى الصّلاةِ في نشيدٍ واحدٍ وسام، ليس فقط لتمجيد الخالقِ الرّحيم، خالِقِ السّماءِ ،والأرض، بل أيضًا لِرَفع ابتهال حارّ من أجل عطيّة السّلام الإلهيّة.
منذ سنواتٍ عديدة، ولا سيّما في هذه الأيّام، توجهت أنظارُ العالم إلى الشرق الأوسط، مهد الديانات الإبراهيمية، تَنظُرُ إلى المسيرةِ الشَّاقَةِ والسَعِي الدَائِمِ لعطيّةِ السّلام. أحيانًا تَنظُرُ الإنسانية إلى الشرق الأوسط بقلقٍ وإحباط أمام صراعاتٍ مُعَقَّدَةٍ ومُتَجَذِّرَةٍ عبر الزمن. مع ذلك، وسط هذه التحدّيات، يمكننا أن نَجِدَ معنّى للرّجاءِ والعزاء عندما نُرَكَّزُ على ما يَجمَعُنا: أي على إنسانيتنا المشتركة، وإيماننا بإله المحبّة والرّحمة في زمن يبدو فيه العيش معا حُلُمًا بعيد المنال، يبقى شعبُ لبنان، بدياناته المُختَلِفَة، مذكّرًا بقوة بأنّ الخوف، وانعدام الثقة والأحكام المُسبَقَةِ ليست لها الكلمةُ الأخيرة، وأنّ الوحدة والشركة والمصالحة والسّلامَ أمرٌ مُمكن. إنّها رسالة لم تتغيَّر عبر تاريخ هذه الأرض الحبيبة: الشهادة للحقيقة الدائمة بأنّ المسيحيين والمسلمين والدّروز وغيرهم كثيرون، يُمكنهم أن يَعِيشُوا معا ويَبنُوا معًا وطنًا يَتَّحدُ بالاحترام والحوار".

أضاف:" قبل ستين سنة، فتح المجمع الفاتيكاني الثَّاني، بإعلانه وثيقة في عصرنا - Nostra aetate“ ، أُفُقًا جديدًا للقاء والاحترام المتبادل بين الكاثوليك وأبناء الديانات المختلفة، وأكَّد أنَّ الحوار الحقيقي والتّعاوُنَ الصَّادِقَ مُتَجَذِرانِ في المحبّة، الأساس الوحيد للسّلام والعدل والمصالحة. هذا الحوار، الذي يَستَمِدُّ إلهامه من المحبّة الإلهيّة، يجب أن يُعانِقَ كلَّ أصحاب النوايا الحسنة، ويرفض التحيّز والتفرقة والاضطهاد، ويُؤكِّد على مساواة كرامة كلّ إنسان".

وقال:" تمَّت خدمة يسوع العلنية بشكل رئيسي في الجليل واليهوديّة، إلّا أنّ الأناجيل تروي أيضًا أحداث زيارته لمنطقة المدن العشر ، وأيضًا لنواحي صُور وصيدا، حيث التقى المرأة السريانية الفينيقية التي دَفَعَه إيمانُها الرّاسِخُ لِيَشفِيَ ابنتها. هنا، صارَت الأرضُ نفسُها أكثر من مجرّدِ مكان لقاء بين يسوع وأمّ تَبْتَهِلُ إليه، بل صارت مكانًا يتخطّى فيه التّواضع والثّقة والمثابرة كلَّ الحواجز، وتلتقي بمحبّةِ اللهِ اللامتناهية التي تُعانِقُ كلَّ قلبٍ بشر. في الواقع، هذا هو "جوهر الحوار بين الأديان: اكتشافُ حضور الله الذي يتجاوز كل الحدود، والدّعوة إلى أن نبحث عنه معًا باحترام وتواضع".
وإن كانَ لبنان مشهورًا بأرزه الشامخ، فإنَّ شجرة الزيتون أيضًا تُشَكَّل حجرًا أساسيا في تراثه وشجرةُ الزّيتون، لا تُزَيَّنُ فقط المكان الذي نحن مُجتَمِعُونَ فيه اليوم، بل هي مُكَرَّمَةٌ في النّصوص المقدّسة في المسيحية واليهوديّة والإسلام، وتُشكّلُ رمزًا خالدًا للمصالحة والسّلام. عُمرُها الطّويلُ وقُدرَتُها الفريدة على الازدهار، حتّى في أشدّ البيئاتِ قَساوةً، يرمزان إلى البقاء والرّجاء ، ويَعكِسانِ التزامها وصُمودَها لتنمية العيش معًا . من هذه الشَّجرةِ يَتَدَفَّقُ زيتٌ يَشفِي، وهو بَلسَمٌ لجِراحِ الجسدِ والرّوح ، يُظهِرُ رحمة الله اللامحدودة لكل المتألّمين، وزيت يوفّرُ النّور أيضًا، ويُذَكَّرُنا بالدّعوة إلى أن تنير قلبنا بالإيمان والمحبّةِ والتّواضع".

تابع:" كما تمتد جذورُ الأرز والزّيتونِ عميقًا وتَنتَشِرُ في الأرض، كذلك أيضًا يَنتَشِرُ الشَّعبُ اللبناني في العالم، لكنَّه يَبقَى مُتَّحِدًا بقوَّةِ وطنِهِ الدّائمةِ وتراثه العريق. حضورُكم هنا وفي العالم كلّه يُغنِي الكَوكَبَ بارثِكُم الذي يَرجِعُ إلى آلاف السنين، وهو أيضًا دَعوة. ففي عالمٍ يزدادُ ترابطًا، أنتم مدعُوُونَ إلى أن تكونوا بُناة سلام وأن تواجهوا عدم التسامح، وتَتَغَلَّبُوا على العُنف، وتَرفُضُوا الإقصاء، وتُنِيرُوا الطَّريق نحو العدل والوئام لِلجَمِيع، بشهادَةِ إيمانِكُم".

ختم:" أيُّها الإخوة والأخواتُ الأعزّاء، إنّ الخامس والعشرينَ مِن آذار من كلّ سنة هو عيد وطني تحتفلون به في بلدكم، وتُكَرِمُون معًا ،مريم، سيّدة لبنان، المُكَرَّمَةَ في مزارِها في حريصا ، الذي يُزَيّنُهُ تمثال مهيب للعذراء وذراعاها مَفتُوحَتَانِ لَكَي تُعائنقَ كُلَّ الشَّعبِ اللبناني. ليَكُن هذا العِناقُ الوالِدِيُّ والمُحِبُّ من مريم العذراء، أم يسوع وملكة السّلام هداية لكلّ واحدٍ منكم، حتّى تفيض في وطنكم، وفي كل الشرق الأوسط، وفي العالم أجمع، عطيّة المصالحة والعيش السلمي "مثل الأنهار التي تَجري مِن لبنان" ، وتحمل الرّجاءَ والوحدة والشركة للجميع".
 
هذا وشارك في اللقاء كل من: البطريرك الماروني يشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس  يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس للروم الكاثوليك مار يوسف الاول العبسي، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا الكاثوليكوس آرام الأول، بطريرك كيلّيكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون مينيسيان، بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران سيزار أسايان، رئيس الطائفة الاشورية المطران مار مليس زيا، رئيس الطائفة القبطية في لبنان وسوريا القمص اندراوس الانطوني، رئيس المجمع الاعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا القس جوزف قصاب، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان،  شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور،  راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق سدراك، بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيير بتيستا بيتسابالا.
كما حضر المطارنة: شارل مراد، دانيال كورية، يوسف سويف. وأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، رئيس مجمع تعزيز الوحدة المسيحية الكاردينال كورت كوخ، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال  كلاوديو غوجيروتي، رئيس مجمع الحوار بين الأديان الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد.
ويشارك ايضا النائب ملحم خلف الوزيران السابقان محمد الصفدي وعباس الحلبي، محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، نقيب المحررين جوزف القصيفي وحشد من الشخصيات الدينية والمدنية والسياسية.
ولدى دخول قداسة البابا علا التصفيق في القاعة واعتلى البابا المنصة  وصافح رؤساء الطوائف الذين سيشاركوه في اللقاء على وقع هتاف ليحيا البابا.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك