ذكر موقع "Tehran Times"
الإيراني أن "نشر مقطع الفيديو الذي يظهر فيه المواطن اللبناني عماد أمهز، بعد أكثر من عام على اعتقاله، يشير إلى مناورة إعلامية وسياسية محسوبة بعناية من قبل تل أبيب. وبعيداً عن كونه مجرد كشف استخباراتي روتيني، فإن اللقطات المصورة تحول سجل استجواب سري إلى أداة للرسائل الاستراتيجية تهدف إلى تشكيل التصور العام، وتبرير التدابير العملياتية، والتأثير على الدبلوماسية الإقليمية والدولية".
وبحسب الموقع، "إن توقيت النشر له دلالة كبيرة: فعادة ما يتم الحفاظ على سرية لقطات الاستجواب طالما أنها تحتفظ بقيمتها التشغيلية. ومن خلال نشرها الآن، تشير
إسرائيل إلى أنه من المحتمل أن تكون أي معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ قد تم استخراجها بالفعل، وبالتالي، فقد تحول الغرض من الفيديو من جمع المعلومات إلى إرسال إشارات نفسية وسياسية. ويظهر أمهز في اللقطات وهو ضعيف، بالكاد قادر على الحركة، ويقوم بإيماءات بسيطة، ويستجيب لاستجواب مكتوب مصمم لإنتاج الرواية التي ترغب إسرائيل في عرضها. من خلال توجيه إسرائيل، يدعي أمهز بأن
حزب الله لا يستهدف تل أبيب فحسب، بل يستهدف واشنطن أيضاً، وهو تصوير يهدف إلى توسيع نطاق التهديد المتصور لحزب الله إلى ما وراء المنطقة".
وتابع الموقع، "من خلال تصويره على أنه هادئ ومتعاون تحت الضغط، تسعى إسرائيل أيضاً إلى زرع الشك داخل حزب الله، وتقويض الروح المعنوية، وتعزيز الشكوك بشأن الأمن الداخلي للمقاومة. كما ويعزز الفيديو رواية مفادها أن حزب الله يستغل الشحن المدني والبنية التحتية للموانئ، ومن خلال تصوير المنشآت البحرية
اللبنانية على أنها أصول عسكرية محتملة، تقوم إسرائيل بتطبيع فكرة أن هذه المواقع تشكل أهدافاً عسكرية مشروعة، وهذا يبرر الضربات السابقة ويوفر ذريعة للعمليات المستقبلية تحت ستار "الدفاع عن النفس"."
وأضاف الموقع، "إن الإشارات إلى القادة المغتالين والهياكل التنظيمية الداخلية تعزز تصوير تل أبيب لقدرات استخباراتية دقيقة، مما يطمئن الجماهير المحلية مع الإشارة إلى القدرة العملياتية على الوصول إلى الخصوم، كما تُظهر اللقطات حزب الله باعتباره مصدر قلق أمني عالمي. إن التصريحات التي تشير إلى وجود تهديدات لواشنطن تعزز التصورات الغربية للحزب باعتباره تهديداً استراتيجياً، وبالتالي تدعم الدعم السياسي والعسكري للعمليات
الإسرائيلية في إطار "مكافحة الإرهاب" الأوسع.
ويتزامن توقيت الفيديو مع المناقشات الجارية حول الرقابة البحرية وأمن الموانئ في
بيروت، مما يشير إلى أن إصداره يهدف إلى التأثير على الخطاب الدبلوماسي، وتبرير فرض رقابة خارجية أكثر صرامة على الموانئ اللبنانية، وتشكيل الرواية لصالح ما يسمى بـ "الحرية العملياتية" لإسرائيل".
وبحسب الموقع، "إن الظروف المحيطة باحتجاز أمهز تسلط الضوء على مدى تعقيد العملية. ففي الأول من تشرين الثاني 2024، خلال الحرب التي قادتها
الولايات المتحدة وإسرائيل ضد
لبنان، اختطفت وحدة كوماندوز إسرائيلية أمهز من شاليه استأجره قبل شهر واحد فقط في البترون، شمال لبنان. وبحسب ما ورد، تُظهر لقطات كاميرات المراقبة أفراداً يرتدون زيّاً أمنياً لبنانياً برفقة آخرين يرتدون ملابس مدنية. وتضمنت العملية، التي استمرت حوالي أربع دقائق، عمليات استطلاع ونشر بحري، مما أثار تساؤلات حول فعالية قوات اليونيفيل واحتمالية تواطؤ القوات الأجنبية التي تراقب المياه اللبنانية. وفي نهاية المطاف، فإن فيديو أمهز ليس كشفاً استخباراتياً بقدر ما هو أداة متطورة للتواصل الاستراتيجي، وأهدافها المتعددة الأوجه: إضفاء الشرعية على الضغط
الإسرائيلي على البنية التحتية اللبنانية، وتقويض التماسك الداخلي لحزب الله، وتشكيل التصورات الإقليمية والدولية".
وختم الموقع، "على الرغم من أن المعلومات الاستخباراتية العملياتية قد تكون قد انتهت صلاحيتها منذ فترة طويلة، إلا أن الفيديو لا يزال يتردد صداه في
وسائل الإعلام والسياسة والدبلوماسية، مما يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها إسرائيل لترسيخ نفوذها وسيطرتها على المجال البحري اللبناني".