Advertisement

لبنان

الشعارات "تتفوّق" من جديد.. نواب لبنان يسقطون في "الامتحان"؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
21-10-2022 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1002606-638019504060859571.jpg
Doc-P-1002606-638019504060859571.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كما كان متوقَّعًا، لم تحمل الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس الجمهورية أيّ جديد يُذكَر، حيث حافظت الورقة البيضاء على "تفوّقها"، وهي الموازية عمليًا لمبدأ "الفراغ" الذي يقول كلّ النواب إنّهم لا يريدون الوصول إليه، ويدعون لإنجاز الاستحقاق في المهلة الدستورية التي لم يبقَ منها سوى عشرة أيام، فيما ترفض غالبيّتهم حسم "مرشحيها" تفاديًا لـ"إحراقهم"، وفق ما يقولون، وكأنّ المهل لا تزال "مفتوحة".
Advertisement
 
لعلّ التغيير الوحيد الذي أفرزته الجلسة، التي تأمّن نصاب دورتها الأولى حصرًا، من دون الثانية، تمامًا كما حصل في أولى الجلسات قبل أسبوعين، تمثّل في "رفع" النائب ميشال معوض رصيده، ولو بنسبة متواضعة لا يُبنى عليها الكثير، وذلك من 36 صوتًا إلى 42، من دون أن ينجح حتى الآن في "توحيد" قوى المعارضة بالحدّ الأدنى، التي بقيت "منقسمة" على نفسها، حتى في صلب الكتلة الواحدة أحيانًا.
 
وفيما تمسّكت قوى الثامن من آذار، المنقسمة هي الأخرى، بلعبة "الورقة البيضاء"، تفاديًا للإحراج، فإنّ "نجم الجلسة" من دون منازع، كان "الشعارات" التي لجأ إليها الكثير من النواب، في محاولة لـ"تسجيل موقف"، لتبدو النتيجة على النقيض، من خلال "استعراض" بدا لكثيرين غير موفَّق، ما دفع البعض للسؤال: ماذا لو فاز شعار "لبنان الجديد" مثلًا؟ هل كان سيُمنَح لقب "الفخامة" ويصبح الرئيس الجديد؟!
 
الفرز السياسي على حاله
 
عمومًا، فإنّ ما ثبّتته الجلسة هو أنّ الفرز السياسي لا يزال على حاله، رغم كلّ المبادرات التي حكي عنها في الآونة الأخيرة، فلا قوى المعارضة تراجعت عن مرشحها المُعلَن، ولا قوى الثامن من آذار قَبِلت بالتوافق عليه، أو كشفت عن هوية مرشحها المضاد، ولا القوى المتمركزة في الوسط بين الإثنين مالت صوب أيّ من المعسكرين، أو بالحدّ الأدنى نجحت في إحداث "خرق ما" يمكن البناء عليه لحسم الاستحقاق الرئاسي.
 
فعلى ضفّة المعارضة، لم يكن "التقدّم" الذي أحرزه النائب ميشال معوض مؤثّرًا، فهو لم ينجح حتى الآن في "توحيد" مكوّنات المعارضة جميعها في سبيل الالتفاف حول شخصه، وبالتالي لم تقترب نسبة تأييده من الأكثرية المطلقة من النواب، علمًا أنّ القاصي والداني يدرك أنّ مواصلة مساره كمرشح "فريق" لن يجدي نفعًا، لأنّه ليس خافيًا على أحد أنّ نصاب الثلثين لن يتأمّن لدورة انتخابية ثانية، في حال بدا "قريبًا" من الفوز بـ65 صوتًا.
 
أما على ضفّة الموالاة، فلا تغيير في الموقف أيضًا، مع عدم حسم قوى الثامن من آذار لمرشحها بعد، فيما يبدو "التيار الوطني الحر" كمن ينتظر "كلمة السرّ" التي تتيح لرئيسه جبران باسيل "تغيير رأيه"، كما لوّح، وبالتالي إعلان ترشحه، في حين برزت دعوة "حزب الله" المتكرّرة إلى "التوافق"، معطوفة على اعتبار "إفقاد النصاب" وسيلة ديمقراطية مشروعة، كما أكّد نائبه حسن فضل الله صراحةً.
 
"مهزلة الشعارات"
 
يقول العارفون إنّ الصورة باتت واضحة، وإنّه من دون توافق وتفاهم بين مختلف الأطراف، لا إمكانية لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، باعتبار أنّ أيًا من الفريقين الكبيرين ليس قادرًا على تأمين نصاب الثلثين لوحده، ما يوحي وكأنّ رفع الأسقف الذي يحصل حاليًا ليس سوى محاولة لتحسين "الشروط التفاوضية"، قبل أن يبدأ النقاش الجدّي، الذي يبدو مؤجّلاً إلى ما بعد وقوع الفراغ الرئاسي، شبه المحتّم في 31 تشرين الأول الجاري.
 
لكن، في الانتظار، ثمّة من يعتبر أنّ "الإشكالية الأكبر" التي تمظهرت في جلسة انتخاب الرئيس الثالثة تمثّلت في "فوضى الشعارات" التي لجأ إليها النواب، وكأنّنا في تمثيلية أو مسرحيّة استعراضية، بين من سعى لرفع رصيد "لبنان الجديد" في صندوق الاقتراع، ومن اختار "التمايز" عبر عبارات مثيرة للجدل، على غرار "الديكتاتور العادل"، من دون أن ننسى النائب "الظريف" الذي قرّر التصويت لميلاد بو ملهب.
 
ويعتبر المتابعون أنّ هذه "الشعارات"، وإن شكّلت "فشّة خلق" للنواب، إلا أنّها عبّرت عن "مهزلة حقيقية" في مقاربة الاستحقاق، فالنواب الذين يشكون من "تعطيل النصاب"، يقومون بما هو أسوأ، عبر "إفراغ" الاستحقاق من مضمونه "الجدّي"، فيما يذهب بعضهم أبعد من ذلك، من خلال "تبرير" عدم وضعهم لأسماء مرشحين حقيقيين، بالرغبة في "عدم إحراقها"، في إقرار بأنّ "أوان" الاستحقاق لم يحِن، رغم أن 10 أيام فقط تفصل عن الفراغ.
 
تعرّض "حزب الله" للكثير من النقد بحديثه عن "ديمقراطية" تطيير النصاب من الدورة الأولى، بغياب التوافق على أيّ شخصية للرئاسة. لكن، ثمّة من اعتبر أنّ مثل هذه الخطوة "أرحم" من "الاستعراضات" التي شهدتها الجلسة، التي بدأت أصلاً بسؤال بعض النواب عن موعد الجلسة المقبلة، ما يؤكد أنّهم دخلوا لـ"تضييع الوقت" ليس إلا، وهم يدركون سلفًا أنّ لا رئيس سيُنتخَب ولا من يحزنون!
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك