Advertisement

لبنان

رصيد ميشال معوض يتراجع.. هل تنتقل المعارضة إلى "الخطة باء"؟

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
03-12-2022 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1016569-638056576867594604.jpg
Doc-P-1016569-638056576867594604.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

ككلّ خميس، الموعد الأسبوعي لما بات يصطلح على تسميته بـ"المسرحية الهزلية"، في "استعارة" من البطريرك الماروني بشارة الراعي، مرّت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في مجلس النواب من دون تسجيل أي "خرق"، بعيدًا عن رفع عامل "الرتابة والممل" الذي بات يهيمن بامتياز على الجلسات، من دون أن تقدر "المناوشات الجانبية"، والتي خفّت وتيرتها للمفارقة أيضًا، في إضفاء أي "تشويق" عليها.

 

رغم ذلك، تبقى الأنظار أسبوعيًا "شاخصة" لاستكشاف نتيجة "المسرحية"، ومحاولة فهم الاتجاهات من خلال الأسماء التي تسقط في صندوق الاقتراع، فضلاً عن الشعارات التي لا يزال بعض النواب "يتفنّنون" في اللجوء إليها، وآخر "صيحاتها"، ورقة باسم توافق، وأخرى بيضاء لكن مشوّهة وممزَّقة، رغم مرور أكثر من شهر على الفراغ الرئاسي، ما يتطلب منهم افتراضيًا الانتقال إلى "العمل الجدّي"، ما لا يبدو متوافرًا حاليًا.

 

ومن "المؤشرات" التي يتوقف عندها المتابعون في كلّ جلسة، الرصيد الذي يحصده المرشح "شبه الجدّي" الوحيد، النائب ميشال معوض، باعتبار أنّ الأسماء الأخرى إما لا تُطرَح أصلاً "تفاديًا لحرقها"، كما يقول المتحمّسون لها، أو لوجود "انقسام" حولها بين "الرفاق والحلفاء" داخل "الجبهة الواحدة"، أو أنها تُطرَح بكلّ بساطة من باب "رفع العتب" ليس إلا، بدليل عدم تجاوز الأصوات الممنوحة لها أصابع اليد الواحدة.

 

أين مؤيدو معوض؟

في هذا السياق، كان "مفاجئًا" لكثيرين في جلسة هذا الخميس، تراجع "رصيد" ميشال معوض في صندوق الاقتراع بشكل "لافِت"، أعاده بصورة أو بآخر إلى "المربع الأول"، إذ لم يتجاوز 37 صوتًا، وهو ما يتجاوز بصوتٍ واحد فقط الرصيد الذي حققه في أولى الجلسات التي عقدت في أيلول الماضي، ويبدو بعيدًا جدًا عن حاجز الـ50 صوتًا الذي سبق لمعوض أن أوحى أنه صار "في الجيب"، ولو أنّ ذلك لم يترجَم بشكل ملموس بعد.

 

بالنسبة إلى النائب معوض، فإنّ التفاوت في نسبة الأصوات بين جلسة وأخرى يعود بشكل رئيسي إلى "حركة الغياب" التي يسجّلها بعض النواب "المضمونين" من حصّته، والمنتمين إلى كتل نيابية أعلنت صراحة تأييدها له، وقد أضيف إليها وفود نائبين جديدين إلى البرلمان لم يصوّتا له، بعكس من أسقط المجلس الدستوري عضويتهما، وهو ما جعله يخسر تلقائيًا صوتين محتمين، ما انعكس بطبيعة الحال على النتيجة النهائية.

 

لكن، في المقابل، ثمّة من يتحدّث عن "ألغاز" خلف رصيد معوض، إذ ثمّة نواب انضمّوا إلى المصوّتين له في الأسابيع الأخيرة، ومنهم على سبيل المثال "التغييريون" مارك ضو ونجاة صليبا ووضاح الصادق، إلا أنّ نسبته جاءت أقرب إلى رصيده "الأول"، بل إنّ "إحصاء" النواب الذين كانوا موجودين الخميس في جلسة التصويت، والذين يفترض أنهم من المصوّتين له، يكشف أنّ بعض هؤلاء لم يقترع له خلافًا لما قاله، ما يطرح إشكاليّة أكبر وأعمق.

 

"خطة" المعارضة

يتمسّك المؤيّدون لترشيح معوض بتسميته باعتبار أنّ اسمه ليس "استفزازيًا"، وأنّه بالتالي ليس "مرشح مواجهة"، ولو أنّ المحور الآخر لم يتلقف ترشيحه سوى من باب "التحدّي"، ويقول هؤلاء إنّ المعارضة لو أرادت فعلاً "المواجهة"، لخاضت الاستحقاق بأحد مرشحيها "الطبيعيين"، وفي مقدّمهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي فضّل خيار معوض لقدرته "الافتراضية" على جمع عدد أكبر من الأصوات، وربما "توحيد" المعارضة.

 

لكن، في مقابل هذا "المنطق" الذي يتمسّك به مؤيدو معوض، ثمّة في القوى المحسوبة على المعارضة من يعتبر أن خيار معوض "استنفِد"، إذ لم يتمكن بعد أسابيع من طرحه من الوصول إلى أكثرية 65 صوتًا، رغم أنّ المطلوب أكثر من ذلك بكثير، لضمان بقاء 86 نائبًا في قاعة مجلس النواب في أي دورة ثانية، بل إنّ "أقصى طموحه" قد أصبح الوصول إلى 50 صوتًا يعتقد أنّه قادر على جمعها إذا ما حضر جميع مؤيديه والتزموا معه.

 

ويرى هؤلاء، استنادًا إلى ما تقدّم، أنّ المطلوب هو الانتقال إلى "خطة باء"، والبحث عن مرشح يكون قادرًا على تحقيق ما لم يحقّقه معوض، لجهة "توحيد المعارضة" بالدرجة الأولى، وعدم "استفزاز" الفريق الآخر، بل ربما تسجيل "تقاطع" معه في مكان ما، لتأمين النصاب بالحدّ الأدنى، إلا أنّ مثل هذه "الخطة" تبقى بعيدة المنال، بالنظر إلى "مساحة التباينات" الآخذة في الاتساع بين قوى المعارضة نفسها، حول "المواصفات" ربما قبل "الأسماء".

 

رأى كثيرون في كلام معوض عن استعداده لـ"خوض معركة" أيّ مرشح "سيادي وإنقاذي" تلتفّ حوله المعارضة، ويكون قادرًا على تأمين تأييد نيابي أكبر ممّا حقّقه هو، تمهيدًا للانتقال إلى "خطة باء"، لكنّ الواقع وفق ما يرى كثيرون، أنّ كلّ ما يحصل حاليًا هو مجرد "تضييع وقت" بانتظار "التسوية"، التي يراهن عليها بعض "المصوّتين" لمعوض قبل غيرهم، ولو جاهروا بالعكس في الليل والنهار!

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك