أشار رئيس الجمهوريّة السابق ميشال عون إلى أنّ "حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هو المسؤول الاوّل عمّا وصل اليه البلد"، وتابع أنّه "من أصعب الأمور التي اعترضتني في الحكم كانت مواجهة المنظومة التي تحمي حاكم المصرف المركزي". وأوضح أنّ "ضرب الاقتصاد المنتج وسياسة رفع الفوائد هما من أهمّ أسباب الانهيار الاقتصادي".
وقال عون للـ"أو تي في": "أنا متفائل بالمستقبل، وأنا كشفت في الستّ سنوات الاخيرة كل عيوب النظام وكل عيوب من أوصلنا إلى هنا، ويجب ان نستمرّ في هذه المعركة".
وأضاف: "شغلي سأكمله" وكنت أعلم ان الحرب التي أخوضها سأخسرها، لكن مقاومتي حافظت على حقي".
ورأى أنّ "رئيس "التيّار الوطنيّ الحر" النائب جبران باسيل يتعرّض لهجوم كبير ويحاولون إعدامه معنويا وإعدام صورته، لكن "الحمدالله" إنّه قوي وقادر على التحمّل". وأشار إلى أنّ "قصة باسيل بسيطة لكنّها معقدة في ذهون الناس، وانا سلّمته التيار قبل ان اصبح رئيسا للجمهورية وتعرضنا للهجوم واعتبروه انّه الرئيس الظلّ وهذا غير صحيح". وأضاف: "باسيل ليس رئيس تيار سياسي فقط بل هو رئيس تكتّل نيابي وارادوا منّي كرئيس جمهورية خنقه".
وعن إستقالة الرئيس سعد الحريري، لفت عون إلى أنّها "كانت نقطة مفصلية في عهدي لأنها غيّرت طابع العمل، ورفضت استقالته الأولى لأنها حصلت خارج لبنان، بينما يجب أن تكون على أرض الوطن". وأضاف: "سعد الحريري شخص مهذّب وعلاقتي به جيدة على المستوى الشخصي لكن على مستوى العمل كان الحريري غير مستقرّ ويغيّر آراءه بين الصباح والمساء".
واعتبر أنّ "حركة 17 تشرين كانت موجهة ضدي، فبعد استقالة الحكومة ظلت مستمرة وتوجهت مباشرة ضدّ رئيس الجمهورية". وأضاف: "استردّيت ما خسرته على مستوى القاعدة الشعبية بعد الانتخابات النيابية الاخيرة لأنّهم عرفوا مَن هو ميشال عون ومَن هم الآخرون، والانتخابات النيابية أظهرت أن "التيار الوطني الحر" لم يخسر قواعده على الرغم من كل حملات التحريض الممنهجة ضده".
وعن علاقته برئيس مجلس النواب نبيه برّي، قال عون: "كلّ ما أعرفه أنّ الرئيس برّي كان ضدّ إنتخابي رئيسا للجمهورية، وهو من أبرز المعرقلين لعهدي، وقام بعرقلة 18 ملفا كنت اعمل عليها". وأضاف: "لم أسأل "حزب الله" عن سبب سكوته على سلوك بري في الستّ سنوات الاخيرة وهم لم يخبروني، واعتقد ان تفاهم مار مخايل يجب تطويره".
وعن القضاء، رأى أنّه "لا يوجد قضاء في لبنان"، وتابع أنّ "القضاء في لبنان تحكمه التبعية وضعف الشخصية، ولم أوقّع التشكيلات لأن فيها الكثير من الشوائب التي لم تُصحح".
وعن إنفجار مرفأ بيروت، قال عون: "لفتني أنّه بعد انفجار المرفأ صدرت تصاريح من نتنياهو والرئيس ترامب تتحدث عن ضربة ما، ولكن ما لبثا أن تراجعا".
وعن إنتخابات رئاسة الجمهوريّة، اعتبر أنّ "لبنان يريد اليوم رئيسا ينفذ ما انا بدأته، وأعزّ سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون لكنّني لست نائبا لأختار واحدا بينهما لرئاسة الجمهورية".
ولفت عون إلى أنّ "مشكلة النظام اللبناني أنه بثلاثة رؤوس مع ديمقراطية توافقية". وقال: "لن تقوم دولة اذا لم يكن هناك احترام للقوانين واذا استمر استغلال الموقع والطائفة للعرقلة وضرب الدستور والقوانين".
ورأى أنّ "الاصلاح في بلد تجذّر فيه الفساد منذ 32 عاماً مهمة صعبة جداً، ولا يمكن أن تتحقق إلا اذا ثار الشعب بحقّ ضدّ الفساد، فالمسؤول لا يمكن أن يواجه بمفرده". وذكّر أنّه "في 25 اذار 2020، اتُّخذ قرار في مجلس الوزراء بإجراء تدقيق جنائي في مصرف لبنان، وكان بدء التنفيذ لا يحتاج لأكثر من شهر، ولكن العراقيل المصطنعة والمماطلة أخرته طوال سنتين ونصف ولا تزال مستمرة".
وقال عون: "ترسيم الحدود البحرية الجنوبية لاستخراج النفط والغاز الذي أنجزته في الأيام الأخيرة من ولايتي كان هديتي الى اللبنانيين، وهو سيكون الطريق للنهوض من الأزمة، ولكن يجب ان نتذكر دائما انه ملك للبنانيين اليوم وللأجيال القادمة".