Advertisement

لبنان

بين رفض جعجع وترحيب باسيل... هل يفشل الحوار المسيحيّ؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
05-02-2023 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1035487-638111834168091956.jpg
Doc-P-1035487-638111834168091956.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

شكلت دعوة المجتمعين في القمة المسيحيّة التي عُقدت في بكركي يوم الأربعاء الماضيّ للبطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بجمع النواب المسيحيين لمناقشة الأزمة الرئاسيّة، تلاقيا غير مقصود مع ما يريده رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل، الذي طالب ولا يزال بأنّ يرعى سيّد الصرح البطريركيّ حواراً بين الأفرقاء المسيحيّين، في محاولة منه للحصول على تأييد "القوّات اللبنانيّة" الذي يحتاج إليه كيّ يصل إلى بعبدا، فيما سمير جعجع غير متحمسّ، ويُريد رئيساً "سياديّاً" هو النائب ميشال معوّض أو أحدا يُشبهه.

Advertisement
 
ويأتي الرفض "القوّاتيّ" في تلبيّة أيّ حوار إنطلاقاً من فشل "إتّفاق معراب"، أو خروج باسيل عنه بحسب ما يُنقل عن أوساط "الجمهوريّة القويّة"، إذ أنّ لا ثقة بـ"التيّار" لأنّه نكث بتحالفٍ مكتوبٍ، وهو على خلاف مع "حزب الله" ويُلوّح بتطيير "تفاهم مار مخايل" معه أيضاً. من هنا، تخشى "القوّات" الدخول بأيّ إتّفاقٍ جديدٍ مع "الوطنيّ الحرّ" الذي يبحث من خلال دعوة بكركي للحوار إلى تثبيت وجوده السياسيّ في الساحة المسيحيّة، وفرض رئيسٍ للجمهوريّة والتحكّم به كيّ يبقى باسيل "الرئيس الظلّ"، علماً أنّ حظوظه متدنّية جدّاً، ولا يستطيع الترشّح من دون دعم مسيحيٍّ شاملٍ.
 
والمعلوم بحسب مراقبين أنّ البطريرك الراعي لم ولن يدخل في لعبة الأسماء، تاركاً الحريّة للكتل النيابيّة باختيار مرشّحيها وممارسة واجبها الدستوريّ عبر الذهاب إلى المجلس النيابيّ لانتخاب الرئيس. فإذا إجتمع جعجع وباسيل وفرنجيّة ورئيس حزب "الكتائب" سامي الجميّل في بكركي، فهناك على الطاولة شخصان متّهمان بتعطيل جلسات الإنتخاب، وهما رئيسا "الوطنيّ الحرّ" و"المردة"، لأنّ كلاهما يُعارض وصول الآخر، إضافة إلى أنّهما يرفضان الإقتراع لقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يُعتبر من أبرز الشخصيّات الوسطيّة التوافقيّة.
 
ويقول مراقبون إنّ الدعوة لهكذا حوار ستفشل قبل إنعقاده، إذ أنّ طرفاً أساسيّاً فيه وهو "القوّات" ليست مقتنعة بأنّه يُمكن أنّ يُشكّل خرقاً في الإستحقاق الرئاسيّ. وبانتظار تحضير جدول أعمال اللقاء، ربما لن يلقى موافقة من الجميع، باستثناء باسيل. ويُضيف المراقبون أنّ الراعي يلتقي دائماً نواباً من الكتل المسيحيّة، ويتناول معهم الملف الرئاسيّ، وهذا يُشبه نوعاً من الحوار الثنائيّ. ويُشير المراقبون إلى أنّ البطريرك ينتقد في عظاته المتكرّرة من يعطّلون الإنتخابات، وهم "حزب الله" و"أمل" و"التيّار" و"المردة". ويتوقّف المراقبون عند نقطة مهمّة، وهي أنّ فرنجيّة يعتبر نفسه مرشّحاً من جهّة، ولا يُعلن عن ترشّحه من جهّة ثانيّة، والأمر تماماً هو عينه بالنسبة لباسيل. فإذا أعلنا خلال الحوار المسيحيّ ترشّحهما، فالنتائج ستكون سلبيّة، لأنّ معراب والصيفي تُعارضان وصول أيّ رئيسٍ من فريق الثامن من آذار، بينما كلّ من باسيل وفرنجيّة يتمسّك بوصوله إلى بعبدا، ما يُصعّب إنتخاب رئيسٍ وسطيّ، مثل قائد الجيش الذي سيُدعم فقط من جانب "القوّات" و"الكتائب".
 
ورغم أنّ العماد جوزاف عون يُمثّل الحلّ لإنهاء الفراغ الرئاسيّ، هناك خشيّة مسيحيّة من ان يكون إنتخابه خاتمة لوصول رؤساء مدنيين إلى بعبدا. فمنذ إنتخاب الرئيس إميل لحود وصولاً إلى الرئيس ميشال عون، كافة الأسماء أتت من قيادة الجيش، على الرغم من أنّ الأخير كان نائباً في العام 2016. كذلك، هناك مشكلة لدى "الثنائيّ الشيعيّ" في الوقت الراهن، تتمثّل بمحاولته تجميع النواب لفرنجيّة، وهو لم يطرح ترشّيح عون بعد، ولم يتوصّل مع رئيس الحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" وليد جنبلاط لاسمٍ حاسمٍ، ما يعني أنّ إجتماع بكركي لو عُقد، فسيكون محوره إمّا دعم فرنجيّة، وإمّا باسيل، وهذا الأمر مستحيل من قبل "القوّات" و"الكتائب".
 
ورغم أنّ "الوطنيّ الحرّ" يرى في الحوار المسيحيّ الحلّ الأمثل لانتخاب الرئيس، لا يبدو بحسب مطّلعين أنّه يُمكن أنّ يُشكّل خرقاً عمليّاً، إذ أنّ إنعقاده يتطّلب موافقة معراب، بالإضافة إلى دعم رئيس غير فرنجيّة أو باسيل، الأمر الذي يتعدّى صلاحيّات الراعي، وهو بحاجة لتنسيقٍ مع "حزب الله" و"أمل"، وتنازلاً من رئيسيّ "المردة" و"التيّار" في الوقت عينه. فلا يُمكن أنّ يُشارك جعجع في إجتماعٍ جدول أعماله هو الحديث عن إمكانيّة دعم رئيس حزبٍ غيره، فالإنتخابات النيابيّة الأخيرة تُعطيه الأحقيّة بأنّ يقود المسيحيين إلى بعبدا.
وعليه، يختم مراقبون أنّ الفشل مكتوب لحوار بكركي حتّى قبل أنّ تتمّ الدعوة إليه.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك