Advertisement

لبنان

جعجع "غير متحمّس" لحوار بكركي.. هل يقاطع دعوة الراعي؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
07-02-2023 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1036290-638113704378287664.jpg
Doc-P-1036290-638113704378287664.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
فيما لا يزال أفق الاستحقاق الرئاسي مقفلاً في الداخل اللبناني، مع غياب أيّ مؤشرات لفرصة توافق جدّي يخرق الجمود المسيطر على الملف، تنشط المبادرات على أكثر من خط، في محاولة لإحداث تغيير، ولو في الشكل، وآخرها تلك التي يقودها البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يستعدّ وفق المعلومات لجمع النواب المسيحيين على طاولة واحدة، من أجل حثّهم على المضيّ قدمًا في انتخاب رئيس للجمهورية.
Advertisement
 
ويبدو أنّ أغلب القوى المسيحية الأساسية لا تجد مانعًا في التجاوب مع مبادرة الراعي، فالحوار المسيحي المسيحي لا يمكن أن يكون مشكلة، علمًا أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل كان من أوائل من دعوا الراعي إلى رعاية مثل هذا الحوار، ومثله لن يتأخّر رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية في تلبية دعوة البطريرك الماروني، بعد الزيارة التي أجراها له قبل أيام، وأكّد فيها وقوفه إلى جانبه في أي مسعى يبذله.
 
ومع أن حزب "الكتائب" لم يحسم موقفه بعد، فإنّ المعطيات المتوافرة لا توحي باحتمال رفضه لدعوة البطريرك الراعي، ليبقى موقف حزب "القوات اللبنانية" الأكثر إثارة للجدل، علمًا أنّ رئيسه سمير جعجع لم يتردد في إبداء "عدم حماسته" لأيّ حوار من هذا النوع منذ أسابيع طويلة، ليعود بالأمس ويطلب توفير "مقوّمات النجاح للخروج بالنتائج المنتظرة" من مثل هذا الحوار، "أو من الأفضل عدم انعقاده" بكل بساطة، وفق قوله.
 
موقف "القوات"
 
ترفض أوساط "القوات اللبنانية" الحديث عن "اختلاف"، أو حتى "تباين" مع البطريرك الماروني، وتؤكد أنّ التواصل بين الجانبين "مفتوح"، ولا وجود لأيّ مشكلة على الإطلاق، وهي لا تشكّك أصلاً بـ"صفاء النوايا" التي ينطلق منها الراعي في الدعوة إلى الحوار، إلا أنّها تتوجّس من وجود من يريد أن يحوّل مثل هذا الحوار إلى "مطيّة" لمزيد من المماطلة، بحجّة انتظار "تفاهم" المسيحيين بين بعضهم البعض على هوية الرئيس العتيد.
 
وفيما تشير أوساط "القوات" إلى أنّ مهمّة انتخاب رئيس للجمهورية تشمل جميع النواب، المسيحيين والمسلمين، مع تأكيدها على وجوب أن يحظى أيّ رئيس بـ"الحيثية المسيحية"، تلفت إلى أنّ أحدًا لا يشترط "الإجماع المسيحي"، علمًا أنّ الحوار اليوم، وبعد أشهر على انتهاء مهلة انتخاب رئيس للجمهورية، لا يبدو مجديًا، لأنّ من يبحث عن توافق كان يجب أن يسعى لذلك قبل انقضاء المهل القانونية والدستورية، وليس بعد ذلك.
 
وتشدّد أوساط "القوات" على أنّها لا ترفض بالمُطلَق دعوة الراعي، وهي لا ترى نفسها في موقع "المقاطعة" للبطريركية المارونية، بأيّ شكل من الأشكال، إلا أنّ المطلوب، حتى تنجح مبادرة الراعي، توفير شروط النجاح سلفًا، علمًا أنّ ما يعزّز أهمية التعامل "الحَذِر" معه يكمن تحديدًا في موقف "التيار الوطني الحر"، وخصوصًا الوزير السابق جبران باسيل، الذي لا يمكن النظر إلى "حماسته المفرطة" لهذا الحوار، إلا بـ"الريبة".
 
احتمالات النجاح
 
بعيدًا عن موقف "القوات"، التي قد تشارك في نهاية المطاف إذا ما أصبحت الدعوة جدّية، وفق ما يقول العارفون، انطلاقًا من تموضعها "التاريخي والمبدئي" إلى جانب بكركي والبطريركية المارونية، فإنّ علامات استفهام بالجملة تُطرَح عن مدى إمكانية "الرهان" على مثل هذا الحوار، خصوصًا إذا ما جمع كلّ النواب المسيحيين، الذين ينتمون إلى كتل متناقضة، ولا يمكن أن يتقاطعوا مبدئيًا إلا على الشعارات والعناوين العريضة.
 
من هنا، يرى المتابعون أنّ أهمية هذا الحوار، إن عُقِد، قد تكون "رمزية"، بمعنى الخروج ببيان باسم بكركي، يؤكد على أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وقيام النواب بواجباتهم الدستورية لجهة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، لكن من الصعب، وفق هؤلاء، أن يصل الاجتماع إلى ما يتجاوز ذلك، وصولاً إلى "التفاهم" على هوية الرئيس العتيد مثلاً، بين سلسلة أسماء قد تطرحها البطريركية المارونية.
 
يقول العارفون إنّ مثل هذا الأمر يُعَدّ "خطًا أحمر" بالنسبة إلى البطريرك الراعي، وهو لا يزال على موقفه المبدئي الرافض لجرّه عمليًا إلى الدخول في "البازار الرئاسي"، وإقحامه بالتالي في "لعبة الأسماء"، لأنّ هذه مسؤولية النواب الذين انتخبهم الشعب للقيام بواجباتهم الدستورية، علمًا أنّه لا يبدو أيضًا متحمّسًا لتكرار "سيناريو" الانتخابات الرئاسية السابقة حين جمع "الأقطاب" الذين اتفقوا على انتخاب أحدهم، وهو ما لا يبدو واردًا اليوم.
 
لا شكّ أنّ كلّ حوار مفيد، بمعزل عن الجهة الداعية له والمشاركين فيه، خصوصًا أنّ القاصي والداني يدرك أنّ الاستحقاق الرئاسي لا يمكن إنجازه من دون حوار جدّي بين اللاعبين المحليين، وهو ما أثبتته أصلاً جلسات الانتخاب الرئاسية التي عقدت حتى اليوم، وكل ما دار في كواليسها من استقطابات ومحاولات لجمع الأكثرية، لكنّ الأكيد أنّ أيّ حوار حتى ينجح، يجب أن تسبقه إرادة جدّية بالحل، وهو ما لم يتوافر حتى الآن!
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك