هل يستطيع جيل الشباب أن يغيّر في مستقبل البلد؟ لطالما طُرح هذا العنوان والتساؤل الفضفاض ضمن جلسات ونقاشات طويلة تتعلق بالتركيبة المستقبلية للبلد بعيدا عن سطوة الأحزاب او الأفكار المناطقية والمذهبية، كأسلوب مغاير عن الأجيال السابقة للعمل السياسي. وضمن هذا الفرضية يجتمع 30 شابا وشابة من مختلف المناطق والأحزاب تحت لواء الحوار، ببرنامج تتوحد القنوات اللبنانية ابتداءً من يوم الجمعة المقبل لعرضه مباشرة على "الجديد" وotv وnbn و"تلفزيون لبنان" في الوقت نفسه عند الساعة التاسعة والنصف مساء".
يحمل البرنامج اسم "شو قولك"، وهو عبارة عن مناظرة تلفزيونية بين الشبان الثلاثين، يقدمه الإعلامي زافين قيومجيان، ويتطرق الى أبرز المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتي تشكل مادة خلافية دسمة بين جميع اللبنانيين على اختلاف تنوعهم الثقافي والاجتماعي والسياسي. ويُعتبر "شو قولك" أول برنامج حواري سياسي من هذا النوع ويمتد على مدى 12 حلقة، يتم عرضه بشكل اسبوعي في بث موحّد، وذلك ضمن إطلاق مشروع "صنّاع الرأي" الذي تنظمه "مبادرة مناظرة"، التي تعرّف عنها بأنها "جمعية عمل إعلامية إقليمية، تهدف الى تعزيز ثقافة التناظر والحوار البنّاء، من خلال التلفزيون والراديو وورش العمل". وقد نظّمت هذه المبادرة حتى اليوم أكثر من 100 محادثة تلفزيونية في الدول العربية، وتنطلق في 2 حزيران ضمن القنوات اللبنانية.
"شو قولك"
وسيلي "شو قولك" برنامج جديد، هذه المرة سيكون "رقميا"، تحت عنوان "الجيل الجاي"، وسيسلط الضوء على الاختبارات الشخصيّة لصنّاع الرأي، وتحضيراتهم للمناظرات المُتلفزة.
فكيف ولدت هذه الفكرة، وما الهدف من عرضها في هذا التوقيت الحساس في لبنان، وهل ستؤتي نفعا بإحداث تغيير حقيقي في عقول الشباب خدمة للمصلحة العامة، أم ستكون ضمن اهداف وأجندات معينة؟ يجيب ممثل "مبادرة مناظرة" في لبنان، بول ابي إسحق"، في حديث مع "لبنان 24" عن هذه الأسئلة، مؤكدا أولا انّ الهدف الأساس من البرنامج هو انشاء منصة مستقلة وشاملة للنقاش بمناطق الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تقوم على تزويد الشباب في العالم العربي بمنصات ليعبروا من خلالها عن آرائهم بغض النظر عن العمر والتوجه السياسي والخلفيات والجنس، من أجل انشاء مجال عام وفضاء سياسي يتميز بالتطور والتسامح تجاه وجهات النظر المختلفة، بحسب ابي إسحق.
صناع الرأي
ويتابع: "هذا البرنامج ضمن مشروع "صنّاع الرأي الذي أطلقته المبادرة وتم تنفيذه أولا في تونس واليوم في لبنان، لتمكين 30 شابا وشابة على مدار سنتين ونصف السنة من خلال تدريبهم والعمل على صورتهم وتوفير منصة لهم للتناظر فيها والتعبير عن آرائهم. وسيناقش البرنامج ، وهو من تقديم الإعلامي زافين قيومجيان، مختلف المواضيع الخاصة بالشأن العام". ويؤكد ابي اسحق: "تم اختيار المشاركين بعد مسابقة ضمت عددا كبيرا من المرشحين الى أنّ وقع الاختيار على هؤلاء الأشخاص من قبل لجنة تحكيم ضمت عددا من الأساتذة الجامعيين والإعلاميين".
وفي الحلقة الأولى من برنامج "شو قولك"، سيتناظر الشباب حول أطروحة "شو قولك.. الفيديرالية نموذج صالح للحكم في لبنان؟".
وبحسب ابي اسحق فانّ الهدف من هذا البرنامج هو: "خلق مساحة شاملة للشباب اللبناني للتعبير عن آرائهم بدون أي تدخل سياسي او توجيه من قبل القناة، وعرض القضايا التي تهمهم وتقديمها من وجهة نظرهم وليس بحسب الأفكار المتوارثة او السائدة في البلد". فهل يستطيع الشباب اللبناني التغيير؟ يجيب ابي اسحق: "نطمح لذلك، ونأمل من التدريبات التي مرّ بها الشباب أن يكونوا قد تعلموا الكثير من فن الخطابة وصناعة الصورة ومحاربة الاخبار المغلوطة، ويكونوا بالتالي يتمتعون بالقدرة على إيصال أفكارهم الى العامة لو حتى بتغيير صغير".
احزاب
واللافت أنّه من ضمن المشاركين، شباب ينتمون الى أحزاب سياسية، وهذا ما لا يخالف في مضمون البرنامج، فبحسب ابي إسحاق: "نريد أيضا لهذه الفئة من الشباب التي تنتمي الى الأحزاب انّ يكون لديها أيضا مجال للتعبير عن آرائها، حتى لو كان لديهم ميولا سياسية معينة، ولكن في إطار مختلف عما هو سائد، فهذه المنصة هي لخلق رؤية جديدة بعيدا عن التقليد".
فهل ينجح هؤلاء الشباب بالحوار، حيث فشل السياسيون، فيقدمون أسلوبا راقيا من التخاطب والتناظر، والتأسيس لمستقبل يعوّل عليه من العمل السياسي، أم ستتحول المناظرات الى ساحات تعارك كلامية؟