يتصرّف رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على أنه رئيس أكبر تكتل مسيحي، غافلاً حقيقة الوقائع التي أدّت الى تكوين تكتله من خلال تحالف أمّن له مقاعد في أقضية وأصواتاً حاسمة في اقضية أدّت الى كسب مقاعد أخرى.
وهذا الواقع الذي عيّره به أخصامه فور صدور النتائج، سينقلب رأساً على عقب فور إنتقال باسيل للإصطفاف في مواجهة "حزب الله"، مما سيؤدي حكماً الى إنهاء التحالف السياسي مع كلّ ما لذلك من تداعيات إنتخابية على تكوين التكتل، وفق مراقبين.
أول غيث إنهاء التحالف سيكون الإطاحة بأربعة نواب وهم سليم عون، شربل مارون، سامر التوم وادكار طرابلسي الذين سيوّدعون الندوة البرلمانية في الدورة المقبلة سنة 2026، لعجز التيار الكلّي عن تأمين أي حاصل من دون تحالفه مع الثنائي الشيعي في دوائر ترشح هؤلاء النواب.
أضف الى ذلك المساهمة الكبرى للثنائي وحلفائه في إيصال نائبين لـ"التيار" في عاليه-الشوف، وتحصين مقعد بعبدا، وحسم حاصل مقعد الكورة من خلال اصوات الشيعة التي أمّنت له الكسر الأعلى في دائرة الشمال الثالثة، وأخيراً تأمين مقعدين في عكار حيث لم يكن ممكن تأهيلهما والفوز بهما لولا التحالف مع قوى 8 آذار التي شكّلت رافعة اللائحة الأساسية.
هذا على صعيد التحالف الانتخابي. أما على المستوى السياسي، فلا يعيب باسيل الانقلاب على كل مبادئه التي تبيّن أنها ظرفية بقدر ما تخدم أهدافه السياسية. فبعد استخدام شعار "الإبراء المستحيل" خدمة لمعركته مع الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته وممارسته بين 2005 و 2008 ، اذا به يرشح وزير مالية في حكومة السنيورة بمجرّد انه يخدم أهدافه الرئاسية الحالية.
ويقول مصدر "عوني" معارض" إذا كان من حقّ باسيل أن يتنقّل في السياسة من اصطفاف الى آخر، فلا يحقّ له توزيع دروس بالمبادئ والإصلاح على اللبنانيين والمجاهرة بمحاربة المنظومة ليلاً نهاراً، فيما هو من صلبها قولاً وفعلاً وممارسةً. فإدّعاء الطوباوية وشيطنة الآخرين اصبحت أساليب مكشوفة تهدف الى تبرير أهداف مستجدّة وللتعمية على الكثير من التناقضات والانقلاب على مواقف وسياسات سابقة.
... الأكيد أن ترشيح جهاد ازعور سيشكّل نقطة تحوّل مفصلية لـ"التيار" قد تبدأ مفاعيلها منذ الآن ولكنها لن تنتهي قبل أيار 2026.