Advertisement

لبنان

"إن عدتم عدنا".. هل تصل رسالة باسيل إلى "حزب الله"؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
19-03-2024 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1176644-638464345271375770.jpeg
Doc-P-1176644-638464345271375770.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ تبنّى "حزب الله" ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، تتناقض الرسائل التي يوجّهها له "التيار الوطني الحر"، فتارةً ينعى التفاهم معه، ويعلن "القطيعة النهائية"، وتارةً أخرى يُظهِر "مرونة وليونة"، وإن بدت "مشروطة"، وطورًا يطلق العنان على جمهوره الافتراضي، فيزايد على "خصومه" في الهجوم، وطورًا آخر، "يلطّف" الأمر، فيؤكد استمرار "التقاطع الاستراتيجي" معه، رغم معارضته لما يقوم به في الجنوب.
Advertisement
 
لكنّ أكثر الرسائل "صراحة"، كما يمكن وصفها، قد تكون تلك التي أطلقها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل في ذكرى 14 آذار، حيث قال إنّ "التيار" لم يخرج من التفاهم، بل إنّ "الحزب" هو من فعل، عندما تخلّى عن بناء الدولة والشراكة، على حدّ وصفه، قبل أن يستتبع هذا الموقف بموقف "مكمّل"، قال فيه إنّ التيار غير نادم على التفاهم، بل إنّه "في أي ساعة يعود الحزب الى التفاهم نعود اليه"، وفق تعبيره.
 
هي باختصار معادلة "إن عدتم عدنا"، أراد باسيل من خلالها أن يوجّه رسالة واضحة إلى الحزب، بأنّه مستعدّ للعودة إلى مرحلة التفاهم معه، بعيدًا عن التقاطع مع الخصوم، وصولاً لما سمّاها "علاقة على القطعة"، تشبّهًا بالتحالفات الانتخابية التي كرّسها في الانتخابات النيابية الأخيرة وفق منطق "المصلحة الانتخابية" أولاً وأخيرًا، فهل تصل رسالة باسيل إلى "حزب الله"؟ وكيف يتلقّفها الأخير على المستوى العملي؟
 
"إن عدتم عدنا"
 
 صحيح أنّ "التيار الوطني الحر" ذهب بعيدًا في معركته ضدّ "حزب الله" في الآونة الأخيرة، لدرجة عدم وقوفه إلى جانبه في المعركة التي يخوضها حاليًا في الجنوب، واعتراضه على مبدأ "وحدة الساحات"، مرورًا بإعلان "القطيعة" معه، خصوصًا مع تعيين ناجي حايك نائبًا لرئيس "التيار" للشؤون الخارجية، وهو الذي لم يتأخّر في إعلان "الطلاق" مع الحزب، إلا أنّ رسالة باسيل الأخيرة لم تكن مفاجئة لكثيرين، بل كانت متوقّعة في المسار العام.
 
يقول العارفون في هذا السياق إنّ باسيل حرص منذ اليوم الأول على "التقاطع ضدّ الحزب"، إن جاز التعبير، على حفظ "خط الرجعة"، وترك "شعرة معاوية" معه إذا صحّ القول، وهو بالتوازي مع الخطوات التصعيدية التي كان يتّخذها، تعبيرًا عن "امتعاضه وانزعاجه"، كان يسعى لتوجيه رسائل "ليّنة" في الجانب الآخر، كما فعل في مرحلة "التقاطع مع المعارضة" على ترشيح جهاد أزعور، حين تعمّد "التمايز" عمّن تقاطع معهم، برفض منطق "الفرض".
 
بهذا المعنى، يشدّد هؤلاء على أنّ رسالة "إن عدتم عدنا" قد لا تشكّل استثناءً، فهي واحدة من الرسائل "المَرِنة" التي تقابلها رسائل أخرى "متصلّبة"، بمعنى أنّ باسيل يوجّه رسالة للحزب بأنّه "منفتح" للعودة إلى التفاهم معه، ولكنّه يرمي بالكرة في ملعب الأخير، في محاولة للقول إنّ الحزب هو الذي فرّط بالتفاهم، والمطلوب منه لاستعادته، "العودة إلى الشراكة"، وهي كلمة يعرف الحزب أنّ قوامها التخلّي عن ترشيح فرنجية، وليس أيّ شيء آخر.
 
كيف يتلقّف "حزب الله" الرسالة؟
 
ليس من المتوقّع أن يعلّق "حزب الله" على رسالة باسيل الجديدة في الوقت الراهن، استكمالاً لسياسة "النأي بالنفس" التي يعتمدها مع "التيار الوطني الحر" في الآونة الأخيرة، إن جاز التعبير، وهو الذي يحرص على عدم الخوض معه في أيّ سجال، حتى على خلفية بعض المواقف التي أدّت إلى "امتعاض" الحزب، في الملفات الاستراتيجية، كالموقف من الجبهة المشتعلة في الجنوب، والتي جاء موقف "التيار" منها موازيًا لموقف خصوم الحزب التقليديّين.
 
يقول العارفون إنّ الحزب سبق أن عبّر عن موقفه في الإطلالة الإعلامية الأخيرة لنائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم حين قال بصراحة إنّه لم يعد بالإمكان القول إنّ الأمور طبيعيّة، واصفًا التفاهم مع "التيار" بـ"المعلّق"، ربما إلى ما بعد الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي فإنّ الحزب لا يتصرّف وكأنّ التفاهم أصبح فعلاً "في خبر كان"، كما كان بعض "العونيّين" يوحون، ولكن على أنّه "مجمّد" بانتظار انتهاء الاستحقاق الذي "فرّق" بين طرفيه.
 
بهذا المعنى، لا يمكن لأحد أن يتوقّع أن يعمد "حزب الله" إلى التخلّي فورًا عن ترشيح فرنجية للرئاسة، من باب "تلقّف" رسالة باسيل، ولو كان راغبًا بالعودة إلى التفاهم معه، وقد أدرك حاجته إليه على وقع التوتر الجنوبي، لكنّ العارفين يعتقدون أنّ نافذة ما قد فُتِحت لكسر "الهوة"، علمًا أنّ الحزب الذي سيتمسّك بترشيح فرنجية حتى الرمق الأخير، يقول إنّه ليس مغلقًا على البحث بخيار ثالث، بدليل انفتاحه على الحوار، ولكن من دون شروط مسبقة.
 
يقول العارفون إنّ "حزب الله" حين تبنّى ترشيح فرنجية، رغم عجزه عن إقناع باسيل بالسير به، كان يدرك أنّ العلاقة مع "التيار" ستتأثّر سلبًا، وإن لم يتوقّع أن تصل الأمور إلى المستوى الذي وصلت إليه. وبالطريقة نفسها، سيتلقّف الحزب رسالة باسيل المتجدّدة، رغم رغبته بالعودة إلى التفاهم معه، وكأنّه واثق بأنّ القطيعة "مؤقتة"، والعلاقة عائدة عاجلاً أم آجلاً، رغم كلّ الضجة المفتعلة، بدليل كلام باسيل الذي لا يحتمل اللبس!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa