تتجه الأنظار يوم الأحد المقبل الى انتخابات نقابة المهندسين، التي سيتحدد فيها اسم النقيب للسنوات الثلاث المقبلة، وهي تحمل في طياتها طابع المعركة، لا سيما بعد احتدام المواجهة على مركز النقيب، على وقع كثرة المرشحين، حيث يتنافس أكثر من 15 مرشحاً على هذا الموقع، بعضهم مدعوم من الاحزاب، والبعض الآخر يحمل شعار المجتمع المدني والثورة.
فكيف تبدو الصورة على الأرض؟
على الرغم من وجود حوالي 15 مرشحا لمركز نقيب المهندسين في بيروت الا انه فعلياً وعلى الارض تنحصر المعركة بين 5 أشخاص هم:
المرشح الأول بيار جعارة، القيادي السابق في حزب الوطنيين الاحرار والذي يحظى بدعم القوات اللبنانية والكتائب وتيار المستقبل.
-المرشح الثاني فادي حنا المدعوم علناً من التيار الوطني الحر ومجموعات مهنية وجامعية، والذي يسعى الى دعمٍ من حزب الله وحركة أمل .
المرشح الثالث جورج غانم، وهو مستقل ومخضرم في العمل النقابي يحظى بدعم مهندسين مستقلين، ويسعى الى دعمٍ من حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي.
-المرشح الرابع روي داغر المدعوم من المجتمع المدني اليساري والحزب الشيوعي وعدد غير قليل من المهندسين الثوار.
-المرشح السادس والأخير جوزف مشيلح نائب النقيب الحالي ومرشح الخط الذي تمثله مجموعة "النقابة تنتفض" والذي يعوّل على مفاجأة كبيرة يوم التصويت تستعيد ما حصل سنة ٢٠٢١.
جعارة: سيرتي الذاتية كفيلة بوصولي
وفي هذا الاطار، يعتبر المرشح بيار جعارة، المدعوم من القوات والمستقبل وحزب الكتائب انه الأوفر حظاً للوصول الى مركز النقيب، مشيراً الى ان تواصله مع كل الأحزاب وبرنامجه الانتخابي الواضح والذي يسعى الى الجمع بين جميع الفرقاء والجلوس الى طاولة واحدة للنهوض بالنقابة لما فيه خير النقابة.
وشدد جعارة في حديث عبر "لبنان 24" على ان المطلوب اليوم هو العمل اولاً على حل مشاكل المهنة والعمل على تحقيق كل ما يحتاجه المهندس في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مشدداً على نضرورة العمل سريعاً داخل النقابة على وضع الأمور الطارئة والتي تهم المهندسين على السكة الصحيحة، واعادة الثقة الى المهندسين بنقابتهم.
ودعا جعارة جميع المهندسين الى النزول بكثافة يوم الأحد المقبل الى صناديق الاقتراع والتصويت لمن يمثل طموحهم ويكون خير مثال لهم في النقابة.
فادي حنا: للوصل ما بين الجيلين في النقابة
في المقابل، يصف مرشح التيار الوطني الحر فادي حنا، التنافس في انتخابات نقابة المهندسين بأنه تنافس ديمقراطي من أجل الأفضل للمهندسين، مشدداً على ان المطلوب اليوم هو خلق أفكار جديدة للخروج من الاطار الحالي للنقابة، للبلوغ الى مستقبل أفضل لجميع المهندسين.
ولفت في حديث عبر "لبنان 24" الى ان الافكار التي يطرحها في برنامجه الانتخابي، أفكار تقدمية، ولا سيما لناحية السعي الى التعاون مع الجميع، داعياً المهندسين في بيروت الى التصويت بكثافة يوم الأحد المقبل، مع وضع مصلحة النقابة أولاً.
وأكد حنا أنه سيسعى جاهداً اذا ما وصل الى مركز نقيب الى الجمع ما بين الجيلين في النقابة، الجيل الذي أسس النقابة والجيل الجديد، للنهوض بها الى مركز أفضل لكي تكون على قدر الطموح الذي يريده المهندس.
وكانت هيئة المهندسين في التيار "الوطني الحر" قد أعلنت في بيان، انه "بعد صدور القرار القضائي الرقم ٢٠/٢٠٢٤ بقبول ترشيح احد الزملاء واعتباره مؤهلا للاقتراع، ومن منطلق حرصنا على إتمام العملية الانتخابية بأفضل الظروف، واكدت الحرص على إجراء الانتخابات ضمن احترام النظام والقانون وبما يؤمن الجو الديموقراطي، احترام القضاء والقرارات القضائية احترامًا مطلقًا وتأكيد المساواة في الحقوق بين جميع الزملاء المهندسين والتشديد على مبدأ تكافؤ الفرص".
وطلبت من نقيب المهندسين ومجلس النقابة الإعلان عن "الالتزام بقرار القضاء وتطبيقه على كل من يستحق ممارسة حقه الديموقراطي بالاقتراع"، داعية المجلس الى "تصحيح لوائح الشطب الصادرة لإجراء الانتخابات في ١٤ الحالي على أساسها".
هذه المعركة تأتي على أنقاض تجربة غير موفّقة لمجموعات الثورة مع النقيب عارف ياسين ما سمح للأحزاب بالعودة بقوة على الساحة، لانتزاع اكبر عدد ممكن من أصوات المهندسين الـ 50 الفاً الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات من أصل 70 الف مهندس، ما يضفي نكهة سياسية على معركة الانتخابات النقابية للمهندسين، ويبقى السعي الى استمالة أصوات المهندسين المستقلين لترجيح كفة مرشح على حساب آخر.