Advertisement

لبنان

"التيار" يثبّت "حضوره الوازن" في جبل لبنان.. هل هو ربح أم خسارة؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
07-05-2025 | 11:01
A-
A+
Doc-P-1356892-638822070666849224.png
Doc-P-1356892-638822070666849224.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
منذ لحظة انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، لم تتوقّف القراءات السياسية لنتائج الاستحقاق، خصوصًا في أوساط الأحزاب المسيحية، التي خاضت "معارك" في أكثر من منطقة، ولو خرج كلّ منها ليعلن "الانتصار"، بعد "تفصيل" النتائج على قياسه، مستفيدًا ربما من الطابع المحلّي والعائلي للاستحقاق، ومن مقولة "تبنّي خيار العائلات"، وصولاً إلى "تسييسه" في مكانٍ ما.
Advertisement
 
وإذا كانت القراءات للنتائج تفاوتت استنادًا إلى هذا المعطى، فإنّ الأنظار اتّجهت بشكل خاص إلى موقف "التيار الوطني الحر"، الذي خرج رئيسه بما يشبه "خطاب النصر"، الذي اعتبر فيه أنّ النتائج تؤكد أنّه لا يزال "القوة الأساسيّة" في الجبل، بعكس كلّ "البروباغندا" القائلة بأنّه خسر كلّ حيثيّته التمثيليّة، فيما كان خصومه يعتبرون أنّه كان "الخاسر الأكبر"، خصوصًا أنّ النتائج لم تأتِ لصالحه في المدن الأساسيّة، على غرار جونية وجبيل والجديدة.
 
وما قد يكون مثيرًا للانتباه أنّ خطاب باسيل بعد الانتخابات خضع بدوره للأخذ والردّ، فكلامه مثلاً عن أنّ نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية ثبّتت "الحضور الوازِن" للتيّار الوطني الحر في جبل لبنان، جعل الكثير من خصومه يتندّرون على ما كان يومًا "تسونامي"، فإذا به يتحوّل إلى "حضور وازن"، فهل يُعَدّ ذلك ربحًا أم خسارة لـ"التيار"، الذي وجد نفسه في مواجهة "رفاق سابقين"، ثبّتوا بدورهم "حضورهم الوازن"، إن صحّ التعبير؟!
 
أين ربح "التيار"؟!
 
بالنسبة إلى المحسوبين على "التيار الوطني الحر"، فإنّ نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية جاءت لصالحه بنسبة كبيرة، مع مراعاة الطابع العائلي والمحلي والتنموي لهذه الانتخابات، التي لا يمكن البناء عليها نيابيًا مثلاً، فهذه الانتخابات ثبّتت في مكان ما "شعبيّة" التيار في مختلف أقضية ومناطق جبل لبنان، بين الناس والعائلات خصوصًا، وهو ما حرص باسيل على التأكيد عليه في مؤتمره، حين تحدّث عن احترام إرادة العائلات في المعيار البلدي الإنمائي.
 
وأبعد من ذلك، يقول المحسوبون على "التيار" إنّ الربح الأكبر الذي تحقّق في هذا الاستحقاق، بمعزل عن كلّ الأرقام والمؤشّرات، هو أنّه كرّس أنه لا يزال "قوة أساسية"، فهما تفاوتت القراءات حول حجم هذه القوة، لا يستطيع أحد أن ينكر وجودها، وهو ما يتناقض مع كلّ الفلسفة السياسية القائمة على فكرة أنّ "التيار" سقط شعبيًا، وأنه لم يعد يمثّل أحدًا، بل إنّه بات في "عزلة"، وهو ما تأكّد أنّه لم يكن دقيقًا، ولا واقعيًا إلى حدّ بعيد.
 
وعلى الرغم من أنّ "التيار" خسر مدنًا أساسيّة في هذه الانتخابات، وهو ما أقرّ به رئيسه جبران باسيل في مؤتمره الصحافي، عازيًا إياه إلى التحالفات العريضة التي واجهها، فإنّ المحسوبين عليه يشدّدون على أنّ الأهّم يبقى "تثبيت الحضور" حتى في هذه المناطق، فلو كان النظام نسبيًا مثلاً، كما هو الحال في قانون الانتخابات النيابية، لحجز "التيار" موقعًا أساسيًا في مواجهة كلّ القوى السياسية تقريبًا، أو بالحدّ الأدنى تلك التي تكتّلت ضدّه في مدن رئيسية.
 
خسارة "التيار" الأكبر
 
لكن في مقابل ما يقول "التيار الوطني الحر" في خطابه المُعلَن، عن خروجه من عزلته، وتكريسه بوصفه رقمًا صعبًا، أو قوة أساسيّة، وغير ذلك، فإنّ المطّلعين يشدّدون على أنّ هذا الربح، إن توافرت شروطه، يبقى منقوصًا، أولاً لأنّ التحالفات التي خيضت الانتخابات على أساسها، لا تعكس الواقع السياسي، فـ"التيار" تحالف في بعض المناطق مع العائلات، التي لا تُعَدّ عاملاً أساسيًا في النيابة مثلاً، وفي مناطق أخرى مع قوى سياسية، لن تضع يدها بيده نيابيًا.
 
لكنّ الأهمّ من ذلك، أنّ "التيار" الذي يتباهى بما يعتبره "تثبيت حضور" في هذه الانتخابات، يتجاهل حقيقة أنّ خصومه أيضًا نجحوا في "تثبيت حضورهم" في مناطق وازنة، بل لعلّ الخسارة الأكبر التي مني بها، تكمن في الحضور الذي ثبّته المنشقّون عن "التيار"، أو الخارجون منه، أو ربما المُبعَدون منه، وبشكل خاص النواب آلان عون وإبراهيم كنعان والياس بو صعب، في بعبدا والمتن، فضلاً عن سيمون أبي رميا في جبيل، رغم اختلاف الظروف.
 
هنا، لا يمكن نكران أنّ هؤلاء النواب الذين أصرّ "التيار" على أنّهم لا يساوون شيئًا خارجه، لا يزالون يتمتعون بحيثيّة شعبية، استطاعوا من خلالها "المضاربة" عليه، وقد تكون "رمزية" معركة المخاتير في بعبدا أكبر مثال على ذلك، فالنائب ألان عون نجح في تكبيد "التيار" خسارة غير مسبوقة، في مسقط رأس الرئيس السابق ميشال عون، علمًا أنّ الفضل في فوز مرشحي "التيار" في المجلس البلدي، جاء بفضل "حزب الله"، وفي ذلك نقطة ضعف أخرى لـ"العونيّين".
 
يبالغ "التيار الوطني الحر" عندما يلمّح إلى "انتصار" حقّقه في المجلس البلدي، يبدو "منقوصًا" أمام الفوز الذي حقّقه خصومه، ولا سيما أولئك المطرودون أو المنشقّون من صفوفه. ويبالغ خصومه أيضًا حين يعتبرون أنّ الانتخابات كرّست عزلة "التيار"، الذي تراجع مستواه من "تسونامي" إلى مجرّد "حضور". وبين الإثنين، يبقى الأكيد أنّ هذه النتيجة قد لا تغيّر الكثير في واقع الحال والمعادلات، الباقية على حالها، حتى الانتخابات النيابية الموعودة!

المصدر: لبنان24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa