كتب معروف الداعوق في" اللواء": التسارع بالمتغيرات والوقائع، اثار الحديث مجددا عن عملية اعادة اعمار
سوريا التي تفتقر الى مشاريع حيوية وبني تحتية حديثة في مختلف الحقول، لتعويض عقود من الاهمال وعدم مواكبة حركة تكاثر السكان وتزايد حاجاتهم الحياتية، والدول والجهات التي بامكانها القيام بهذه الورشة الضخمة لتشمل سوريا كلها، وامكانية مشاركة
لبنان فيها، من خلال شركات مقاولات لبنانية مشهود لها في الداخل والمنطقة العربية عموما.
تربط جهات سياسية امكانية مشاركة مقاولين لبنانيين باعادة اعمار سوريا، اولاً بنجاح
السلطة اللبنانية في صياغة علاقات جيدة مع الادارة
السورية الجديدة، والانفتاح عليها، بمعزل عن رفض اواعتراض اي جهات سياسية او حزبية، مثل
حزب الله لهذه السياسية، تحت اي ذريعة كانت، وثانيا يتعلق بالمسار الداخلي اللبناني ومدى قدرة السلطة على التجاوب مع مطالب
المجتمع الدولي، وتحديدا
الولايات المتحدة الاميركية، لتحقيق التقدم المطلوب منها، في استكمال مطلب نزع سلاح حزب الله وبسط
سلطة الدولة على كل الاراضي
اللبنانية.
ليس هذا فحسب، اذ ان عملية اعادة عمار سوريا، لا تتوقف على صياغة علاقات جيدة مع لبنان ودول اخرى، وانما لها ارتباط وثيق بالدول والصناديق التي تقدم الاموال والمساعدات المطلوبة لتمويل هذه العملية،والشروط المرفقة والتسهيلات الممنوحة لها، ويبدو ان الشركات الاميركيةهي الطامحة لتولي اعادة اعمار سوريا، ومن بعدها الشركات العربية،التي تحظى بالاولوية، لاسيما اذا تم تمويل المشاريع المطروحة، من الهبات والقروض الميسرة من دولها، وبعدهاالشركات
التركية، نظرا للعلاقات الجيدة بين
تركيا والادارة السورية الجديدة، و قد تكون حظوظ المقاولين اللبنانيين متواضعة اومحدودة، اومن خلال الشركات الاميركية والعربية.