مع اقتراب
موسم الصيف، وعلى وقع شحّ الأمطار خلال فصل الشتاء، يواجه اللبنانيون مشكلة جديدة قد تزيد من الأعباء الاقتصادية عليهم، وهي تأمين المياه الصالحة للاستعمال اليومي.
ومع تفاقم الغلاء داخليًا، بات تأمين المياه أحد الهواجس التي ستُضاف إلى أزمة المصاريف هذا الصيف، خاصةً وأنها من أساسيات الحياة التي تحتاجها كل أسرة، سواء للاستخدام المنزلي أو للشرب.
وبحسب "الدولية للمعلومات"، تبلغ كلفة الاشتراك السنوي في مياه
بيروت وجبل
لبنان حاليًا 16,170,000 ليرة للمتر المكعّب سنويًا، أي 1,347,500 ليرة شهريًا. كما تحتاج الأسرة، بالحدّ الأدنى، إلى غالونين يوميًا للشرب والطهي، يتراوح سعر الواحد منهما بين 150 ألف إلى 350 ألف ليرة، أي ما بين 1.2 مليون إلى 2.8 مليون ليرة شهريًا.
أما في فصل الصيف، فسوف تُضاف كلفة الصهاريج إلى ميزانية المنزل، إذ تحتاج الأسرة إلى حوالي 4000 ليتر أسبوعيًا لتأمين احتياجاتها الأساسية من المياه، أي ما يعادل 16 مليون ليرة شهريًا، باحتساب أن كل 2000 ليتر تبلغ تكلفته 2 مليون ليرة.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار الحدّ الأدنى للأجور، وهو 18 مليون
ليرة لبنانية، فإنّ كلفة المياه ستستحوذ على نحو 30% من هذا الحدّ الأدنى، وهي نسبة مرتفعة جدًا، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على الأسر
اللبنانية.
وعليه، يبدو أن الصيف اللبناني سيكون شديد الحرارة، ليس فقط من حيث الطقس، ولكن أيضًا بسبب العبء الإضافي الذي ستشكّله أزمة المياه على المصاريف اليومية، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون.