بعد الجديدة وجونية وجبيل وشكا وزغرتا وزحلة وغيرها من البلدات المسيحيّة الكبيرة، تتّجه الأنظار إلى انتخابات الجنوب غدا السبت، حيث ستشهد جزين منافسة قويّة بين
المسيحيين، وخصوصاً بعدما استطاعت "القوّات
اللبنانية " في العام 2022 الفوز بمقعدين نيابيين في هذا
القضاء الجنوبيّ، وسط تراجع "التيّار الوطنيّ الحرّ" هناك، بسبب الإنقسامات والخلافات في صفوفه.
ويضع "التيّار" ثقله في جزين لتعويض خسارة العام 2022، فالإنتخابات البلديّة والإختياريّة ستُحدّد لمن ستذهب المقاعد النيابيّة في العام المُقبل، علماً أنّ
النائب جبران باسيل كانت له زيارة لافتة إلى المدينة الجنوبيّة قبل أكثر من سنة، حيث بدأ جولاته الإنتخابيّة من هناك، بعدما كان هذا القضاء من حصّة "الوطنيّ الحرّ" منذ العام 2005.
أمّا "القوّات"، فتعمل على المُحافظة على النتائج الإيجابيّة التي حقّقتها حتّى الآن في أبرز البلديّات المسيحيّة، بينما تهدف من خلال الفوز في الإنتخابات البلديّة والإختياريّة في جزين، إلى التأكيد أنّ قاعدتها الشعبيّة تكبر يوماً بعد يوم، وأنّها الفريق الأكثر تمثيلاً للمسيحيين في مُختلف المحافظات والأقضيّة.
وكان لافتاً غياب التحالف بين "القوّات" و"التيّار" باستثناء مدينة
البترون، في دلالة واضحة أنّ معراب تُريد إظهار تفوّقها على "الوطنيّ الحر" في الشارع المسيحيّ، وخصوصاً وأنّ ميرنا الشالوحي كانت تعتبر نفسها أنّها تُمثّل أكثر من 70 بالمئة من المسيحيين. وبعد الإنتخابات النيابيّة في العام 2022، أتت النتائج لتُظهر تقدّم "الجمهوريّة القويّة" على تكتّل "
لبنان القويّ"، وتعزّز هذا الواقع أيضاً من خلال الإستحقاق البلديّ والإختياريّ.
وتقول مصادر نيابيّة في هذا الصدد، إنّ التزكية كانت قليلة في البلدات المسيحيّة، خلافاً لما يحصل على سبيل المثال في المناطق والقرى الشيعيّة، لأنّ هناك تباينات سياسيّة كبيرة بين "القوّات" وحلفائها مع "التيّار".
وتُضيف المصادر النيابيّة أنّ التنافس بين "القوّات" و"الوطنيّ الحرّ" سيستمرّ، إلى حين حلول موعد الإنتخابات النيابيّة الجديدة، فهدف "الجمهوريّة القويّة" زيادة عدد نوابها، وهذا الأمر وارد بعد نتائج الإستحقاق البلديّ والإختياريّ، بينما يُريد النائب
جبران باسيل التشديد على أنّ فريقه باقٍ في الحياة السياسيّة، عبر كسر الحصار المفروض عليه من معراب، وإنشاء تحالفات قد تكون مفاجئة جدّاً، كما حدث عام 2022، كيّ يبقى تكتّله مُؤثّراً في مجلس النواب، وفي أبرز الإستحقاقات الدستوريّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ "القوّات" و"التيّار" ليسا وحدهما من يُثبت وجوده السياسيّ في الإنتخابات الحاليّة، فـ"
الكتائب" حصدت نتائج جيّدة مع حلفائها، وبدأت العمل من أجل السيطرة على اتّحاد البلديّات في المتن، وتتواصل مع معراب وقوى أخرى من أجل تحقيق ذلك، لتأكيد قوّتها في هذا القضاء في
جبل لبنان. أمّا "
المردة"، فاستطاع تجديد فوزه في
زغرتا واهدن، وشدّد على بقائه كطرفٍ فاعل في
الشمال، وعلى أنّ "حركة الإستقلال" رغم تقدّمها المُلفت، لم تقدر على إلغائه.