Advertisement

لبنان

في بلد غارق بالأزمات.. اللبنانيون لا يعترفون بـ"الدراجات الهوائية"

جاد حكيم - Jad Hakim

|
Lebanon 24
14-06-2025 | 09:30
A-
A+
Doc-P-1375355-638854893619678068.jpeg
Doc-P-1375355-638854893619678068.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
رغم أن العالم إحتفل في 3 حزيران، باليوم العالمي للدراجة الهوائية كوسيلة نقل صديقة للبيئة، واقتصادية، وصحية، يبقى لبنان على هامش هذه الثقافة بشكل شبه كامل. ففي ظل واقع مروري خانق، ومدن مزدحمة، وبيئة حضرية غير مهيأة، لم تنجح الدراجة الهوائية في التحوّل إلى خيار فعلي أو يومي لدى اللبنانيين، بل بقيت محصورة في بعض النشاطات الترفيهية المحدودة أو الاستخدام الفردي الطارئ في ظل الأزمات.
Advertisement
المشكلة لا تقتصر فقط على غياب البنية التحتية الأساسية من مسارات مخصصة ومساحات آمنة. فالثقافة العامة في لبنان لا تعترف أصلاً بالدراجة الهوائية كوسيلة نقل. الشوارع تضجّ بالسيارات، السائقون لا يراعون سلامة الدراجين، ولا توجد إشارات مرورية أو قوانين تُطبّق فعلياً لحماية راكبي الدراجات. التنقّل في المدن، خاصة بيروت وضواحيها، لا يرحم حتى المشاة، فكيف بالدراجات؟

الإحصاءات الرسمية حول عدد مستخدمي الدراجات الهوائية شبه معدومة، ما يعكس مستوى الإهمال في التعاطي مع هذا القطاع. وحتى في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة منذ عام 2019، حيث ارتفعت أسعار المحروقات بشكل هائل وتقلّصت القدرة الشرائية للمواطنين، بقي استخدام الدراجة الهوائية في حدوده الدنيا ولم يتحوّل إلى ظاهرة.

رغم هذا الجمود الرسمي، قامت بعض الجهات المجتمعية والمدنية بمحاولات متفرقة لنشر ثقافة استخدام الدراجة الهوائية. نُظّمت جولات رمزية في عدد من المدن، وطرحت أفكار لإنشاء مسارات خاصة بها، لكن هذه الجهود بقيت معزولة وغير مدعومة من الدولة، ولم تترجم إلى أي خطة مستدامة أو تعديل في البنية التحتية أو التشريعات.
فالأولويات السياسية والبلدية غالبًا ما تكون في مكان آخر. لا رؤية للنقل المستدام، ولا مقاربة شاملة لدمج الدراجة الهوائية في حياة المدينة. المواطن نفسه لا يجد أي تحفيز يدفعه لاستخدامها، لا من ناحية السلامة، ولا من ناحية التوفير، ولا من ناحية الفاعلية.
دراجة هوائية... في بلد غارق بالأزمات
في بلد تتناقص فيه القدرة على الوصول إلى البنزين والمازوت والكهرباء، قد تبدو الدراجة الهوائية حلاً بديلاً. لكنها، في الواقع اللبناني، تبقى بعيدة عن المتناول. فمن لا يجد رصيفاً ليسير عليه، لن يخاطر بركوب دراجة وسط طرق مزدحمة بالحفر، والفوضى، وسائقي السيارات المستعجلين.
الحديث عن "التحوّل إلى النقل المستدام" في لبنان يبقى حتى الآن جزءاً من اللغة النظرية التي لا تجد صدى فعلياً في سياسات الدولة أو سلوك المجتمع. فاليوم العالمي للدراجة الهوائية مرّ في لبنان كما يمرّ أي يوم آخر: بين أزمة وأخرى، وبين سيارة عالقة في الزحمة، ودراجة مركونة في زاوية لا يستعملها أحد.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

جاد حكيم - Jad Hakim