الراعي تابع مع سفير أوكرانيا اوضاع الجالية

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي ببكركي، السفير الأوكراني في لبنان رومان هوريابينوف، في زيارة بروتوكولية تخللها بحث في أوضاع الجالية اللبنانية في أوكرانيا، والتشديد على "ضرورة إنهاء الحروب المدمرة واللجوء إلى الحوار والوسائل الدبلوماسية لحل النزاعات الدولية".

 

 

كما استقبل الراعي وفدا من رؤساء البلديات والمخاتير وفعاليات من قرى قضاء الكورة، حيث جرى البحث في استحقاق رئاسة اتحاد بلديات الكورة، والتشديد على ضرورة الحفاظ على العرف القائم في هذا السياق.

وأوضح الوفد في بيان أن اللقاء تناول أهمية التمسك بالعُرف المعتمد منذ تأسيس اتحاد بلديات القضاء قبل أكثر من عشرين عامًا، والذي توافق بموجبه المعنيون في المنطقة، ومعهم رؤساء البلديات من الطائفة الأرثوذكسية – باعتبارهم الأكثرية – على انتخاب رئيس للاتحاد من الطائفة المارونية، ونائب للرئيس من الطائفة السنية. واعتبر المجتمعون أن هذا العرف ساهم في تعزيز أواصر الشراكة والانتماء في الشأن العام، بعيدًا عن أي اعتبارات طائفية أو فئوية ضيقة.

وأشار البيان إلى غياب التمثيل الماروني عن الندوة البرلمانية والمواقع العامة في القضاء، خصوصًا في القطاعات التربوية والقضائية والعسكرية والإدارية، مؤكدًا تمسك أبناء المنطقة بهذا العرف لما فيه من ترسيخ لثقافة التآخي وتفعيل للعمل الإنمائي، وخدمة المصلحة العامة بعيدًا عن المصالح الفردية أو الاصطفافات الضيقة.

وأبدى الوفد أسفه من وجود توجّه لإسقاط هذا العرف، مؤكدًا أن العرف ليس نصًا قانونيًا لكنه يُعد من مصادر القانون، كونه نابعًا من ممارسة عامة راسخة قبلها الناس واعتمدوها لما تحققه من استقرار وانسجام. واعتبر أن التخلي عنه سيكون خطوة مخجلة بحق القضاء وبلدياته وأهله، الذين لطالما تميزوا بسعة الأفق وروح المشاركة والتعاون.

وأبلغ الوفد البطريرك الراعي أنه يقوم بجولة واسعة تشمل جميع الأطراف المعنية، بهدف تصويب المسار بعيدًا عن الأبعاد السياسية أو الطائفية، مناشدين غبطته التدخل حفاظًا على التوازن والمشاركة.

وقد بادر البطريرك الراعي، وفق ما أفاد البيان، إلى إجراء اتصال برئيس بلدية أميون المهندس مالك فارس، وتم الاتفاق على عقد اجتماع صباح الغد في الصرح البطريركي لمتابعة النقاش والسعي إلى صيغة جامعة تصون خصوصية الكورة ومصلحة أبنائها.

وفي سياق آخر، التقى الراعي الدكتورة جويس طوق التي عرضت مشروع "متحف التراث الماروني الافتراضي"، الهادف إلى ربط الأجيال بإيمان أجدادهم والحفاظ على الهوية الثقافية المارونية من خلال رقمنة الأيقونات والجداريات بأسلوب بصري حديث يخاطب المقيمين والمنتشرين.

كما استقبل الخبير الدولي في شؤون الطاقة رودي بارودي، الذي قدّم له نسخة من كتابه الجديد الصادر عن جامعة سيدة اللويزة، والذي يتناول آليات حلّ نزاعات ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، لا سيما بين لبنان وسوريا وقبرص، استنادًا إلى القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

واستقبل الراعي أيضًا رئيس أخويات "رابطة لبنان" ريمون خوري، ووفدًا من رؤساء ومخاتير بلديات الكورة، حيث جرى التداول في استحقاق انتخاب رئيس اتحاد بلديات القضاء، والتأكيد على أهمية التمسك بالأعراف اللبنانية التي تعزز الوحدة وتقديم المصلحة الوطنية على سواها.