نشر موقع "n12" الإسرائيليّ تقريراً جديداً سأل فيه عما إذا كان من الممكن أن يكون النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع شريكاً لإسرائيل.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إن العنف الذي اجتاح جنوب
سوريا في الأسابيع الأخيرة لم يعد مُجرّد "صراع محلّي"، مشيراً إلى أن "حمام الدم الذي اندلع بين الدروز والقبائل البدوية تصاعد بسرعة إلى مذبحة وحشية، وتدخلت خلالها قوات النظام السوري الجديد بوحشية تذكرنا بأيام الحرب الأهلية
السورية".
وتابع: "خلال الأحداث المُشار إليها، اختارت
إسرائيل التدخل وشنّت موجة من الغارات الجوية ضدَّ النظام السوري الجديد ووصلت إلى قصره في دمشق. بعد ذلك، تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن الأوضاع على الأرض ظلت هشة ومُتفجرة".
وأكمل: "إلى جانب الإجراءات العسكرية، بدأت إسرائيل بصياغة سياسة جديدة، تقوم على تعزيز العلاقات مع الأقليات، وعلى رأسها الدروز. لقد رافقت هذه الاستراتيجية الأقلوية سلسلة من التصريحات القاطعة من رؤساء الدول. مع ذلك، توطدت العلاقات مع الدروز في سوريا، وساهم الوجود
الإسرائيلي في جنوب البلاد في ذلك، فيما وعد
وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالقول إن تل أبيب ستدافع عن الدروز ضد أي تهديد".
وأضاف: "قُدِّمت الهجمات
الإسرائيلية على أنها دفاع عن الدروز، إثر ضغوط شديدة من كبار القادة الدروز
في إسرائيل على خلفية المجزرة التي ارتُكبت بحق إخوانهم، وكذلك رداً على انتهاك مطلب إبقاء جنوب سوريا خالياً من وجود القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة للنظام. ظاهرياً، لم يُعارض الكثيرون الالتزام الأخلاقي بمساعدة أقلية تتعرض للهجوم قرب حدود إسرائيل، لكن كانت هناك شوكة في خاصرة الموقف، فعلى المدى القصير، نجحت إسرائيل في منع الميليشيات بالقوة من دخول مدينة السويداء. لكن في غضون فترة وجيزة، تصاعدت الاشتباكات وزادت الفوضى، وهو تطور أدى إلى موافقة إسرائيلية على السماح بعودة قوات النظام إلى المنطقة".
واستكمل: "جرّ هذا التدخل إسرائيل إلى نسيج الصراع السوري الداخلي الحساس، مما أدى إلى تصويرها كطرف يسعى إلى تقسيم سوريا من الداخل وتقويض الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار فيها. لم ترحب بعض فئات الدروز في سوريا بتدخل إسرائيل، خوفاً من أن يُنظر إليهم على أنهم وكلاء ومتعاونون مع إسرائيل. تجدر الإشارة إلى أنه من المفترض أن يعيش الدروز في سوريا حتى بعد انتهاء القتال، وأن تأجيج الصراع الطائفي لن يخدم أمنهم على المدى البعيد. علاوة على ذلك، فإن الخطوة الإسرائيلية، التي اعتبرها العديد من الدروز في إسرائيل غير كافية، أثارت توقعات بتدخل أوسع، بما في ذلك غزو
بري لسوريا. أيضاً، أدت الخطوة الإسرائيلية إلى عبور آلاف الدروز للحدود دون أي تدخل يُذكر، وهي خطوة اعتُبرت تعزيزاً إضافياً للخط القطاعي الذي اتخذته إسرائيل. فعلياً، فإنه من خلال حوار مباشر وحازم مع النظام أو من خلال الضغط الأميركي على الشرع، كان من الممكن تحقيق نتيجة مماثلة من دون الانجرار إلى تدخل عسكري مباشر من قبل إسرائيل".
وتابع التقرير: "في ذروة الأزمة، بدا أن الاتصالات المباشرة التي أجرتها إسرائيل مع الحكومة السورية الجديدة قد وصلت إلى طريق مسدود، وكان من المتوقع تعليق المفاوضات الناشئة مؤقتاً. لكن خلال الأيام الماضية حصلت تحولات مُفاجئة، إذ أفادت التقارير باستئناف الحوار الدبلوماسي، بل وعُقد قبل أيام اجتماع في باريس بين وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، برعاية المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك. إن مجرد استعداد إسرائيل لتجاهل - ولو مؤقتاً - معارضتها الشديدة لسلوك النظام في الأحداث الدامية في جنوب سوريا، قد يشير إلى إدراكها أن من الأنسب التعامل مع خطاب واضح لنظام مركزي قادر على تحقيق الاستقرار في سوريا، بدلاً من فوضى عارمة قد تمتد إلى أراضيها".
وتابع: "إن سوريا موحدة، تُشجّعها الضغوط الدولية، وتحافظ على العلاقات بين الأقليات التي تُشكّل حوالي 40% من سكانها، وتُعارض وجود
إيران ووكلائها، قد تكون جاراً أفضل في
المستقبل البعيد. أما الخيار الثاني، وهو تفكيك سوريا، وإقامة تحالف للأقليات، وقبول مبدأ الميليشيات المسلحة، فمن المرجح أن يُعيد سوريا إلى أيام الحرب الأهلية والميليشيات التابعة التي جلبت، حتى وقت قريب، جيراناً مثل إيران وحزب الله إلى حدود الجولان".