بين المُطالبة بتسليم سلاحه والضغط باتجاه الحفاظ عليه، يقف "
حزب الله" عند مسألة تقييم وضعه الحالي لاسيما بعد الحرب الأخيرة بين
إيران وإسرائيل.
"الجردة" التي أجراها "حزب الله" لوضعه ما زالت مستمرة منذ الأشهر الأخيرة. عسكرياً، ما زالت الأمور "مقبولة"، فالترسانة المختلفة من أسلحة وغيرها من القدرات القتالية ما زالت موجودة وملموسة، لكن الثغرة تكمنُ في أمر آخر، وتتصل بمدى قدرة "حزب الله" على إعادة ترميم شبكة اتصالاته بعدما خُرقت خلال الحرب الأخيرة على
لبنان.
آخر المعلومات تكشفُ أنَّ "حزب الله" قيّم وضع اتصالاته وتشفيرها تزامناً مع إعتماد إجراءات أخرى تتصل باستمرار استخدام المراسلات الخطّية بين مسؤولين وقادة ناهيك عن خطوط داخلية تم إضفاء تعديلات تقنية عليها بشكل مختلف عن السابق والاستعانة بسنترالات جديدة مُشفرة.
مسألة اعتماد اتصالات جديدة وعدم الوصول إلى قدرات تشفيرية مُحكمة بشكل جيّد، تمثل أمراً مقلقاً بالنسبة لحزب الله لاسيما خلال أي معركة، ذلك أن منظومة التواصل تُعتبر من أهم الأسلحة خلال الحرب، فيما خرقها كان الضربة الأكبر للحزب قبيل توسيع
إسرائيل لعدوانها على لبنان في أيلول 2024.
حالياً، لم يُلغ "حزب الله" استخدام أجهزة اللاسلكي، فهي ما زالت موجودة مع عناصره رغم أن بعضها انفجر سابقاً بعدما كان مفخخاً. في المقابل، تكشف المعلومات أن الحزب طلب من عناصر له شاركوا خلال الحرب، الامتناع عن استخدام الهواتف الذكية والابتعاد عنها تماماً مع إعتماد متابعة دقيقة لهم.
الإجراءات هذه ليست عابرة، بل تكشف عن أن وسائل الاتصالات مؤثرة جداً وما زالت نقطة مقلقة للحزب رغم كافة الاجراءات المتبعة لتحصين الاتصالات بالتعاون مع خبراء إيرانيين.
في الواقع، ما زال "حزب الله" يخشى سيناريوهات التفجيرات التي طالت أجهزته باعتبار أن التكنولوجيا التي تم اعتمادها للتفجير ما زالت قيد البحث والفحص، علماً أن المعنيين بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ما زالوا يسعون لتحصين اتصالات الحزب قدر الإمكان لاسيما أن إسرائيل ستمثل تهديداً كبيراً لأي اتصالات داخل لبنان وليس بـ"حزب الله" فقط.
إذاً، قد تكون مسألة تكوين وتحديث اتصالات "حزب الله" واحدة من الأسباب التي ساهمت بعدم انخراطه في الحرب
الإيرانية -
الإسرائيلية الأخيرة، فالخروقات التي مارستها إسرائيل ضد منظومة الاتصالات خلال الحرب تركت "فوبيا نفسية" غير مباشرة.. فإلى أي متى سيستمر ذلك وهل الاتصالات الجديدة محصنة حقاً من القرصنة الإسرائيلية؟