عاد الحديث عن إعادة تشغيل مرفأ جونية منذ الحرب
الإسرائيلية على
لبنان في صيف عام 2024 نظرا لأهميته في المُساهمة بنقل السيّاح والللبنانيين في حال توقف مطار
بيروت، ونظرا لجغرافية المدينة وجمال خليجها يُمكن ان يكون محطة مهمة وحيوية على ساحل البحر المتوسط.
علماً انها ليست المرّة الأولى التي يتمّ الحديث فيها عن إنشاء مرفأ سياحي في جونية بمعايير عالمية ليكون قادرا على استقبال السفن السياحية الكبيرة والآلاف من السياح ما يجعل لبنان في مصاف الدول المتقدمة في السياحة البحرية.
وفي هذا الإطار، كتب النائب نعمة افرام مؤخرا على حسابه على منصّة أكس قائلاً: "بعد عقودٍ من الإقفال القسريّ، يستعدّ مرفأ جونية لإعادة فتح أبوابه، في خطوة طال انتظارها"، مشيرا إلى ان "هذا المشروع الحيويّ سيشكّل رافعة اقتصاديّة وسياحيّة للمنطقة ولبنان ككلّ"، فما أهميته على منطقة كسروان ولبنان؟
البدء بمشروع المرفأ
في عام 2008 صدر مرسوم بإنشاء مرفأ سياحي في جونية وحدّد موقع المرفأ بعد دراسة قامت بها شركةBMT
الألمانية بتكليف من مجلس الإنماء والإعمار، وعليه تمّ اختيار الموقع الأفضل والأنسب مع الأخذ في الاعتبار التيّارات البحريّة.
وصدر القرار رقم 179 المتعلّق بإنشاء هذا المرفأ عن
مجلس الوزراء وذلك بناءً على كتاب مرفوع من وزير الأشغال العامّة والنقل حينها محمد الصفدي، ورُصد له مبلغ 35 مليون دولار أميركي ككلفة إنجاز، ثم عاد ورفع إلى 47 مليون دولار، وسحب الملف من "مجلس الإنماء والإعمار" وحوّل إلى المديريّة العامة للنقل البريّ والبحريّ في وزارة الأشغال، على اعتبار أن لديها استشاريين وعاملين يملكون ما يكفي من الخبرات في المنشآت البحريّة والمرافئ.
يتألف مرفأ جونية من 3 أحواض: واحد للصيادين وآخر للسياحة والثالث عسكري. وكان حوض الصيادين يُستخدم في الحرب الأهلية
اللبنانية لنقل المسافرين من جونية إلى مدينة لارنكا القبرصية في ظل استحالة الوصول إلى مطار بيروت.
كما تم اعتماد الحوض العسكري للمرفأ لنقل البضائع للسفن التجارية الصغيرة.
حاليا يضم المرفأ حوض الصيادين وحوض السياحة وهو غير صالح لعدم اكتمال أعمال إنشاء الحوض واستحالة وصول السفن إليه، على الرغم من كون المرفأ مجهّزاً بصالة للمسافرين مع مكاتب مخصصة للأجهزة الأمنية ولإدارة المرفأ، لا تحتاج إلّا للتشغيل.
في عام 2018 بدأ إنشاء الحوض الرابع الذي يضم سنسولاً بطول 3 كيلومترات، بإمكانه استقبال 3 سفن كبيرة "ميغا كروز" تتسع لـ 5 آلاف راكب، وأنفق نحو 10 ملايين دولار من أصل 70 مليوناً ككلفة إجمالية، لكن الأعمال توقفت فيه بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان.
أهميته الإقتصادية
وفي حال إعادة تشغيل المرفأ فإن الجدوى الاقتصادية ستكون ضخمة على الصعيد الإنمائي والاقتصادي والسياحي لمنطقة جونية حيث سيؤمن آلاف فرص العمل، كما ان تداعياته الإيجابية ستلحق بالمناطق التي تقع على مساحة 50 كلم حوالى المرفأ، وستوفر السفن السياحية التي تنقل 5 آلاف راكب يومياً إمكانية تعزيز السياحة ليس فقط في منطقة كسروان بل أيضا في المناطق اللبنانية كافة، حيث يُمكن تحضير برامج مختلفة للسياح الوافدين عبر المرفأ من خلال البواخر التي تصل صباحاً وتغادر مساء والتي تسيّر رحلاتها عبر عدة محطات في ساحل البحر الأبيض المتوسط.
أهميته السياحية
وعن أهمية المرفأ سياحيا، يقول
رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ "
لبنان 24" ان "لبنان بحاجة ماسة لهذا المرفق على المستوى السياحة والسفر"، مشيرا إلى انه "من غير المعقول أنّ بلداً مثل لبنان يقع على البحر الأبيض المتوسط لا يضم مرفأ بحرياً مخصصاً للسياحة".
ولفت الأشقر إلى ان "المرفأ حاليا غير مؤهل لاستقبال السفن السياحية الكبيرة التي تقل على متنها آلاف السيّاح بل يحتاج إلى إعادة تأهيل"، مشدداً على الأهمية السياحية والإقتصادية للمرفق.
وقال الأشقر: "عندما ترسو باخرة على متنها آلاف السيّاح الذين سينزلون إلى البر سينعشون المنطقة اقتصاديا وسينعكس الأمر على المطاعم والأسواق التجارية والمعالم الأثرية، فهي حلقة مرتبطة ببعضها البعض".
وأشار الأشقر إلى انه "تم إعادة الحديث عن مرفأ جونية بهدف إيجاد مرفق آخر يكون بديلا عن مطار بيروت لكي يستطيع اللبناني أوالسائح مغادرة لبنان في حال تعرّض
المطار للقصف"، مشددا على أهمية الأمن والاستقرار في البلد لإنعاش السياحة على كافة الأصعدة.
واعتبر الأشقر ان "لبنان حاليا في حالة ترقب فصحيح ان الحرب توقفت بين
ايران وإسرائيل الا ان القصف والاستهدافات مستمرة يوميا في الجنوب وبالتالي ينتظر الجميع معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع ومعرفة مصير الموسم السياحي".
وقال الأشقر ان "لبنان للأسف غير موجود على الخارطة السياحية الإقليمية والدولية علما انه من المفترض ان يكون بلدا سياحيا على مدار 365 يوما نظرا لموقعه ومعالمه وأهميته الجغرافية".
إذا من المهم جدا إعادة تأهيل وتشغيل مرفأ جونية السياحي لما في ذلك من فائدة سياحية واقتصادية وإمكانية ان يكون مستقبلا من أفضل المرافئ السياحية في
الشرق الأوسط.