Advertisement

لبنان

براك يعود بعد أسبوعين ولبنان في مرحلة انتظار "رده على الردّ"

Lebanon 24
08-07-2025 | 22:04
A-
A+
Doc-P-1388752-638876349826863500.jpg
Doc-P-1388752-638876349826863500.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في انتظار الرد الأميركي على الجواب اللبناني الذي تسلّمه أمس، الموفد الرئاسي الاميركي توم براك، واصل الأخير أمس، جولته في لبنان، حيث زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ووفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة. والتقى براك الرئيس نجيب ميقاتي، كما  زار منطقة جنوب الليطاني وأثنى على جهودِ الجيش اللبنانيّ المنتشرِ جنوبيَّ الليطانيّ بموجب القرار 1701.
Advertisement
 
وقبيل مغادرته بيروت، جدّد براك تأكيده ضرورة أن يقتنص لبنان الفرصة المتاحة أمامه اليوم عبر النافذة المفتوحة على إيجاد حلول للأزمات التي يرزح تحتها على مختلف الصعد. وشدّد في لقاء خاص حرص على عقده مع مجموعة ضيقة من الصحافيين المتخصصين في الشأن الاقتصادي، على ضرورة أن يتمسك اللبنانيون بالأمل لمواكبة المتغيّرات الحاصلة حولهم، تمهيداً لمواكبتها عبر المضي في حزمة الإصلاحات المطلوبة لكي يستعيد البلد دوره وتعافيه، مذكراً بالحقبة الذهبية للبنان حيث كان رائداً في مختلف المجالات ولا سيما من خلال قطاع مصرفي ناجح. 
وكتبت" اللواء": اذا كان الجانب اللبناني يتابع تضييق شقة التباين بين الطموحات المتعلقة بالاطراف الداخلية من مسألة تسليم الاسلحة غير الشرعية للدولة اللبنانية، فإن العمل سيتكثف في الاسبوعين المقبلين، حيث يعود براك الى بيروت في 23 تموز الجاري.

وحسب المصادر المطلعة، فإن الموفد الاميركي يأمل عند عودته برؤية ورقة متفاهم عليها من شأنها ان تحدث خرقاً في الموضوع الاساسي، الموصوف اميركياً بأنه «مسألة لبنانية داخلية».
ويبدو ان لبنان سيدخل فترة انتظار قد تطول او تقصر وفق ما تقرره الادارة الاميركية حول طبيعة تعاطيها مع الرد اللبناني على ورقة المقترحات الاميركية التي نقلها الموفد طوماس برّاك الى المسؤولين اللبنانيين، ما لم يطرأ تطور دراماتيكي ايجابي او سلبي يقلب الامور ويدفعها نحو الحلحلة السريعة او الانفجار تبعاً لتوجه الاحتلال الاسرائيلي وتعاطيه مع الملف اللبناني بعد جولة براك، لا سيما وانه وسّع عدوانه اليومي على لبنان ليطال منطقة الشمال بغارة جوية. فيما قالت مصادر رسمية لـ «اللواء»انه لا جديد يمكن الكلام عنه حاليا بإنتظار الخطوة الاميركية المقبلة ولا بد من الانتظار.
والملفت للإنتباه ان أياً من المسؤولين لم يذكر علنا لا خلال جولة براك امس الاول ولا في لقاءات امس، كيف سيتم التعاطي مع تصاعد العدوان الاسرائيلي وفشل لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ وقف اطلاق النار، وما هو البديل الفوري الذي قد يكون اقترحه براك او طلبه المسؤولون اللبنانيون، بإنتظار البت النهائي في واشنطن بالرد اللبناني.

مصادر رسمية مطلعة كشفت لـ "نداء الوطن" أن براك غادر من دون إبلاغ المراجع الرسمية بأي موقف أميركي من ورقة الرد اللبنانية أو أي تعليق. وأشارت المصادر إلى أن واشنطن تريد الحل السلمي لكن الدولة اللبنانية تضع كل الاحتمالات أمامها خصوصًا أن اسرائيل تستمر بغاراتها، والقرار الإسرائيلي بإشعال الحرب موجود ولا توجد نيات للحل من جانب تل أبيب.
مصادر ديبلوماسية أوجزت لـ "نداء الوطن" الانطباعات والمعطيات عن جولة براك، وعددتها على الشكل التالي:
1- إسرائيل متمسكة باتفاق 27 تشرين الثاني 2024 من زاوية أن الحرب كان هدفها تسليم سلاح "حزب الله"، وإذا لم يكن هناك تسليم سلاح فلا بحث بأي أمر آخر.
2- لا توجد إشارات فعلية إلى قبول "الحزب" بتسليم السلاح.

3- موقف الدولة اللبنانية يراوح بين التردد والخشية، فهي لا تريد اتخاذ قرارات جريئة، وكأنها تقول للولايات المتحدة الأميركية وللمجتمعَين الدولي والعربي: لا تتكلوا علينا بإجبار "حزب الله" على تسليم السلاح.
وتكشف المعلومات أن براك لمس تذاكيًا من خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.

4- هناك فريق من السفارة الأميركية في بيروت يدرس الجواب اللبناني. ولكن هذا الجواب سيذهب إلى إسرائيل وواشنطن لاتخاذ الموقف النهائي منه.

5- "خطوة مقابل خطوة"، لا يمكن أن تتحول إلى انسحاب إسرائيل، ثم نتكلم بسلاح "حزب الله".
6- ويُنقَل عن براك قوله: "أنا صديق للرئيس ترامب، وهو يولي أهمية للبنان وفق الأولوية التالية: تسليم السلاح فالإصلاح فترسيم الحدود مع إسرائيل ثم علاقة وثيقة مع سوريا.

7- هناك فرصة في ضوء ما يحصل في المنطقة، وإذا تخلف لبنان فإننا لا نعرف ماذا ستفعل إسرائيل؟ قد تستمر على وتيرة الاغتيالات والقصف وقد تذهب أبعد لا أحد يعرف.
مصدر في البيت الابيض شدد على أن عدم وجود جدول زمني واضح يعكس رغبة لبنانية جلية في بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، ليس بالأمر الإيجابي.

وعن مقاربة برّاك لاتفاق وقف إطلاق النار، علّق مصدر دبلوماسي أميركي بالقول: "إن عدم ارتياح الجانب اللبناني لبنود اتفاق الأعمال العدائية "ليس مشكلة أميركية، فاللبنانيون كانوا "يسابقون الريح" للتوصل إلى وقف الأعمال العدائية لأن "حزب اللّه" لم يعد يحتمل الخسائر، "وهم اليوم يسعون لكسب الوقت رغم خسارة كامل محورهم". ويضيف المصدر أن واشنطن لن تقف بوجه إسرائيل أو ردعها عن ملاحقة "حزب اللّه"، لا بل إن إضعاف "حزب اللّه" وجعله لاعبًا داخليًا ضعيفًا بعدما كان لاعبًا إقليميًا، يصبّ في صلب السياسة الأميركية الحالية الهادفة إلى تفكيك الميليشيات في المنطقة إفساحًا في المجال لرسم شرق أوسط جديد.
وأشار مصدر قريب من وزارة الخارجية الأميركية إلى أن برّاك وصف الوضع اللبناني بـ "دبلوماسية المستثمر المساوم"، ساعيًا في كلامه للتوضيح أن الفرصة سانحة، لكنها قد تكون الفرصة الأخيرة أمام اللبنانيين.
مصادر دبلوماسية أوروبية أبدت قلقها من سيناريوَين داهمين يتهدّدان لبنان في العمق. الأول، احتمال اندلاع حرب غير تقليدية قد تتضمن اجتياحًا بريًا محدودًا لبعض المناطق كمنطقة بعلبك – الهرمل، يترافق مع قصف جوي كثيف يستهدف البنية الأمنية والعسكرية لـ "حزب الله". أما الثاني، فهو استمرار الاستنزاف اليومي عبر الطائرات المسيّرة التي باتت جزءًا من المشهد اللبناني، تفرض هيمنتها من دون ضجيج، وتُبقي التوتر على نار هادئة.
وفي كلا السيناريوَين، يبدو المشهد قاتمًا: لا حرب شاملة، ولا سلم حقيقي، فقط فراغ يستهلك ما تبقى من هيبة الدولة، ويُقصيها عن خارطة الأولويات الإقليمية والدولية، فيما تتراجع الاستثمارات، وتنهار فعالية المؤسسات، ويزداد الاختناق الداخلي على مختلف المستويات.
وكتبت" الديار": مصادر ديبلوماسية تكشف صورة غير زهرية للوضع، ناصحة بعدم تجاهل السياق السلبي الذي سبق وصوله في اي عملية تحليل او تقييم للزيارة، في ظل الرسائل الواضحة التي حملها معه، مع نعيه اتفاق 27 تشرين الثاني، وآلية المراقبة التي ارساها، اي «الميكانيزم»، بقرار اتخذ قبيل وصوله الى بيروت، بعد اجتماع اميركي – اسرائيلي عقد في واشنطن، وخلص الى قرار باطلاق يد تل ابيب في لبنان، الى حين التوصل الى اتفاق جديد يرسي قواعد اشتباك جديد بين الدولة اللبنانية وحزب الله، من جهة، واسرائيل، من جهة ثانية، والاهم اعادة كرة نار السلاح الى لعبة الداخل اللبناني التي يرعاها اتفاق الطائف، مع تقديم عرض صريح للحزب بحفظ دوره السياسية، والتي قرأها اكثر من ديبلوماسي، على انها «رسالة سياسية» من العيار الثقيل، قد تنتهي الى تفاوض مباشر او غير مباشر مع واشنطن.
ودعت المصادر الى عدم التعاطي مع هذا التغيير كما لو أنه انقلاب في الموقف الأميركي، لان ما ادلى به براك، وإن بدا محسوبًا ومنمقًا، لا يمحو الواقع القائم، ولا يبدّل جوهر المقاربة، التي لا يملك القرار الحاسم بشانها، فدوره الفعلي يقتصر على نقل الرد اللبناني إلى طاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي ستبلور الموقف الأميركي الفعلي من مضمون الورقة.

وفي هذا الإطار، تشير اوساط سياسية إلى أن علاقة باراك – بري المتينة والتي تحمل في طياتها صداقة قديمة، قد أدّت دورا اساسيا، خصوصا ان تواصلا غير علني حصل اكثر من مرة طوال الايام الماضية بينهما، مباشرة وبالواسطة، وهو ما دفع بباراك الى ابداء اعجابه وتقديره بإحاطة بري بالأوضاع الإقليمية، وليس فقط المحلية، وهو ما جعل براك متفهّمًا الى حد ما لملاحظات الثنائي الشفهية التي سمعها في عين التينة.
وتكشف الاوساط ان حزب الله «مرتاح بحذر»، اولا، لان واشنطن لن تفرط بلبنان، في ظل ما تعتبره انتصارا لها بعد «سحبه» من محور الممانعة، و «تركيب» سلطة موالية لها، وبالتالي لا مصلحة لها ، بعد السيطرة على سورية، بأن ينفلت الوضع اللبناني بما يُقوّي موقف حزب الله، وثانيا، لان تل ابيب بدورها عاجزة حاليا عن تنفيذ أي عملية اجتياح بري واسع، وعليه فان الأمور ستبقى في إطار التصعيد المستمر المضبوط السقف، رغم ان الحزب اتخذ كل الاجراءات العسكرية والميدانية لمواجهة أي مفاجآت.
فهل سيأتي ردّ مشترك إسرائيلي - أميركي على الرد اللبناني أو ما سُمّي بـ»الأفكار اللبنانية للحل»؟ وما هي السيناريوهات المحتملة لما بعد هذا الرد؟ الاجابات لن تكون متوافرة قبل اسبوعين، الموعد الذي حدده براك، كمهلة تفاوض بين بيروت وواشنطن، تتولى خلالها السفارة الاميركية في عوكر نقل الرسائل والتوضيحات.
وأكّد مرجع سياسي لـ «الجمهورية»، ارتياحه إلى نتائج زيارة الموفد الأميركي توم برّاك لبيروت، مبدياً تفاؤله بالمسار الذي تتخذه الأمور حتى الآن، لكنه فضّل أن يبقى هذا التفاؤل مرفقاً بالحذر.
وأشار المرجع إلى أنّ زيارة برّاك أفضت إلى إيجابيات مهمة لكنها لا تزال غير مكتملة، وبالتالي «ما تقول فول حتى يصير في المكيول...».
 وتوقف المرجع عند ما سمّاه «خفافيش الداخل» ودورها السلبي، معتبرًا أنّ «السموم التي تبخّها هامشية لأنّ اللعبة أكبر منها».
وإلى ذلك أكّد مصدر بارز في «حزب الله» ، أنّ «جولة برّاك ونتائجها يتم تقييمها وفق مجموعة عوامل تبدأ من حيث اللقاءات الرسمية والجانبية وتصريحاته الموجهة إلينا، إذ تبين لنا أنّ مجيء برّاك وذهابه لن يغيرا من استمرار الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، هذا عسكرياً. أما سياسياً فواضح أنّ برّاك وضع الكرة في ملعب اللبنانيين بطريقة ديبلوماسية، عبر دعوته إلى استخدام منطق الحوار وهذا هو مطلبنا منذ البداية بعيداً من الصراخ والتهويل والتهديد. والموقف الرسمي الموحّد جعل الأميركي يخطو خطوة إلى الوراء، ونحن نعتبر أنّ غياب الموقف الموحد بين اللبنانيين يعزز سياسة استمرار الاعتداء على لبنان.»
ولفت المصدر إلى «أنّ «حزب الله» لا يتعاطى مع الأميركي على أساس أنّه بريء ولا دخل له بما يقوم به العدو، فهو طرف محرّض ويؤمن غطاءً كاملاً، ويرأس لجنة الإشراف التي يتنصل منها حاليًا». وأضاف: «ويبقى أنّ الجواب اللبناني له علاقة بموقف الدولة عموماً لجهة التزام لبنان بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والخطاب المنفتح على الحوار الداخلي لمعالجة كل الأمور، و«حزب الله» جزء من الحكومة التي التزمت حصرية السلاح وقرار السلم والحرب أن يكون بيد الدولة، وهذه كلها مقدمات ذات طبيعة إيجابية.»
وأضاف المصدر: «من جهته، كانت لهجته إيجابية، بعكس ما كان البعض يفترض أو يتمنى أن تكون حادة، خصوصاً لجهة اعتباره أن «حزب الله» هو حزب سياسي وطرف سياسي. فهذا اعتراف بدوره السياسي الذي بالنسبة لنا هو ناتج من الحضور الشعبي والتمثيل ولا منّة لأحد عليه... أما إذا كان الأميركي يضمر شيئًا معاكسًا ويراوغ ويخادع من خلال الديبلوماسية المفرطة فلن يفاجئنا ولا نُخدع لأننا لا نتصرف معه على أساس أنه طرف يؤمن له ويلتزم بالمواثيق، أما إذا أراد أن يرّمم بعض صدقيته فعليه أن يلزم الإسرائيلي باتفاق ووقف العدوان والانسحاب...».
وقال المصدر نفسه: «إنّ حركة برّاك فتحت مجموعة مسارات، الأول داخلي يرتكز إلى الجلوس إلى الطاولة وفتح الحوار، والثاني الحوار حول المقترح الأميركي وليس أخذه كما هو مثلما قيل لنا قبل مجيء برّاك، وإلّا الإسرائيلي سيضربكم. ونحن من الأساس نأخذ هذا الأمر في الحسبان، نحن لا نريد الذهاب إلى الحرب، وإذا كان هذا الخيار موجودًا لدى العدو فهذا يعني أنّ الأميركي جاء بديبلوماسية ناعمة ليخفي نيات لضربة غادرة». وختم المصدر مؤكدًا «أنّ الورقة اللبنانية أخذت مسار الحوار في انتظار اختبار صدقية الأميركي ومنعه إسرائيل من القيام بأي عمل تصعيدي».
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement
12:30 | 2025-07-08 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك