نشرت صحيفة "arabnews" تقريراً جديداً قالت فيه إن هناك فرصة تاريخية للتغيير يقف أمامها لبنان، لكن ما يتبين هو أنه يتم إهدارها.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنه قبل أيام قليلة من زيارة المبعوث الأميركيّ توماس برّاك إلى
بيروت، قبل أيام، نظّم "
حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت فعالية حاشدة في ذكرى عاشوراء، مُقدماً رده على الطلب الأميركي بنزع سلاحه. لقد أعلن الحزب بوضوح أنهُ لن ينزع سلاحه، فيما خرج آلاف من أعضائه إلى الشوارع مُرددين شعارات مثل
المقاومة لن تركع، ولا للإملاءات الأميركية، والسلاح يحمي الوطن. فعلياً، يختلف هذا الاستعراض للقوة عن الرد المكتوب الذي قدّمه الرئيس جوزيف عون لبراك، والذي وصفه الأول بأنه مذهل، مضيفاً أنه راضٍ عنه بشكل لا يُصدّق".
وأكمل: "رغم عدم نشر محتوى الرسالة، إلا أنها تتناقض بوضوح مع رسالة حزب الله الداعية إلى نزول شعبه إلى الشوارع ورفض الخطة المدعومة أميركياً الداعية إلى نزع السلاح تدريجياً. علاوة على ذلك، أكد
الأمين العام للحزب الشيخ نعيم
قاسم، في خطاب متلفز، أن حزب الله لن يفكر في إلقاء سلاحه في الوقت الراهن. هذا الكلام يمثل انحرافاً واضحاً عن المسار التفاوضي الذي صرّح عون بأنه يسعى إليه، وكذلك عن الطلبات الأميركية".
وتابع: "حزب الله لا يمكنه إلا توجيه رسائل تهديد للبنانيين فقط. لقد خسر الحرب أمام الإسرائيليين وتلقّى ضربة عسكرية قاسية. لذا، فإنَّ أسلحته لا قيمة لها في الدفاع الوطني، وليست شكلاً من أشكال المقاومة، بل شكلاً من أشكال القمع".
وتوقع التقرير أن "ينفذ حزب الله بشكل فضفاض طلبات
إسرائيل بنزع سلاحه، خصوصاً في ما يتعلّق بوجوده في منطقة جنوب نهر الليطاني"، وأضاف: "هكذا، ستكونُ صيغة الخروج نسخة أخرى مما شهدناه بين
إيران وإسرائيل عقب حربهما التي استمرت 12 يوماً.. صيغة تُعطي قادة حزب الله ما يكفي من الزبدة ليدهنوا بها خبزهم، ويحوّلوا خطابهم إلى نصر رمزي يُسوّقونه لجمهورهم".
وأكمل: "للأسف، لن تتمكن
الدولة اللبنانية من المضي قدماً في نزع السلاح الكامل، إذ خضعت لإرادة حزب الله. علاوة على ذلك، لن تمارس
الولايات المتحدة ضغوطاً متزايدة، ولن تقترح جدولاً زمنياً. على اللبنانيين أن يتولوا أمرهم بأنفسهم. كان هذا واضحاً تماماً من تصريح باراك من خلال قوله كلمات رائعة للشعب اللبناني، بما في ذلك حزب الله، الذي وصفه بأنه قوة سياسية يجب على إسرائيل قبولها. مع هذا، لم يُقدم بارّاك أي شيء ملموس أو يُقدم، لكنه قال إنه على اللبنانيين أن يتولوا أمر معالجة ملف سلاح الحزب".
وتابع: "من هنا، ثمة قبول تام بمكانة حزب الله داخل الدولة
اللبنانية. لقد زال التهديد المباشر لإسرائيل، ويبدو أن ما تبقى منه أصبح بلا أهمية. خضعت القيادة اللبنانية لإرادة حزب الله، وسيظل لبنان غارقاً في الفوضى. قال باراك هذا للبنانيين، وقد غمره للتو خطابٌ مُعسولٌ بالعظمة وجه رسالة واضحة وفيها: بالتوفيق، أنتم قادرون على ذلك"، وذلك في إشارة إلى المسؤولين اللبنانيين.
واستكمل: "يبدو الانهيار التام للملف اللبناني مختلفاً هذه المرة، ولا أظن أن اللبنانيين يكترثون. الحياة تحت
الاحتلال والتحولات الجيوسياسية أثّرت سلباً عليهم. باستثناء أقلية ضئيلة، تقبّل اللبنانيون هذا الوضع وسيتعايشون معه. وكما هو الحال مع البرنامج
النووي الإيراني، لا أحد يعلم متى سينهض حزب الله من رمادِه ويدفع باتجاه جولة قتال جديدة. في المُقابل، هناك أمرٌ واحدٌ مؤكد: لقد تضرر الحزب بشدة، وسيفكر أكثر من أي وقت مضى قبل أي استفزاز جديد. ومن المؤكد أيضاً أن جولة أخرى ستحدث، عاجلاً أم آجلاً، ولن تختلف نتيجتها عن الجولات السابقة، أي دمار لبنان".
وذكر التقرير أنه "يجب على حزب الله التحرك بسرعة وتسليم ترسانته للدولة اللبنانية وتحرير مجتمعه وتحرير لبنان من التشابك الإقليمي"، لكنهُ قال إن "احتمالات حدوث ذلك ضئيلة للغاية"، وتابع: "مع ذلك، فإنَّ خطر لجوء جماعات أخرى إلى السلاح لحماية نفسها من استعراض حزب الله للقوة في الداخل يتزايد يوماً بعد يوم. الوعي بالوضع الجيوسياسي ضروري للجميع".